يمكن تعريف القطاع الثالث بأنه القطاع المكون من المؤسسات والهيئات غير الربحية مثل المؤسسات الخيرية والحقوقية والنقابات الغير حكومية. وبشكل عام يعتبر القطاع الثالث أحد القطاعات المظلومة من حيث التوعية به في المملكة رغم ما يقدمه من فرص حقيقية. فهو يقع في مسافة المنتصف بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص. كما أنه يقدم العديد من الفرص الوظيفية المجزية وذات القيمة. فطبقاً للأرقام تتراوح مساهمة القطاع في اقتصاد المملكة العام 2016 بين 3 و4.5 مليارات ريال. وبحسب التقرير الذي أصدرته مؤسسة الملك خالد الخيرية العام 2018 فإن على القطاع أن ينمو سنويا بنسبة بين 31 % و39 % لتحقيق أهداف رؤية 2030. من هنا تحدث ضيفنا الأستاذ أسامة الحناكي الخبير في الأبحاث النوعية حول القطاع غير الربحي وسياسات سوق العمل وقضايا التنمية المستدامة عن هذا القطاع بصفته خاض تجربة فيه، حيث قال أنه وجد نفسه في هذا القطاع بعد أن كان يعمل في القطاع الحكومي. وصرح بأنه نظراً لأهمية هذا القطاع فهناك اتجاه مستقبلي جاد في المملكة لتحويل بعض مؤسسات القطاع الحكومي إلى الشكل غير الربحي وتعميم تلك التجربة على المدى البعيد.
الحديث عن هذا القطاع امتد ليتناول تعريفه. كما تحدث عن المسمى الأفضل له. حيث قال أنه يفضل مسمى القطاع غير الربحي وهو التعريف الذي أقرته رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وفي الحلقة أيضاً تحدث الأستاذ أسامة عن مستقبل هذا القطاع فقال أن عدد المنظمات غير الربحية في السعودية بلغ في عام 2018 حوالي 2598 تنوعت بين مؤسسات وجمعيات وجامعات ومستشفيات غير ربحية، في تلك الفترة أقرت المملكة بأن هذا العدد يحتاج للمزيد إذ توجد منظمة واحدة لكل 10 آلاف من سكان المملكة، وهو ما سعت لتحقيقه بالفعل خلال السنوات اللاحقة، حيث تقدم الدولة السعودية جميع التسهيلات اللازمة لدعم المؤسسات الخيرية والغير ربحية.
تناول أيضا الأستاذ أسامة خلال الحوار التجارب العالمية في هذا القطاع. فقال أن المصطلح حديث أيضاً في الغرب، ويشمل مؤسسات المجتمع المدنى والمؤسسات الخيرية التي تعمل على دمج المهمشين والغير قادرين داخل المجتمع. كما تعمل بعضها على الدفاع عن حقوق التابعين لها مثل مؤسسات الدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان والطفل. كما قال أيضاً أن الاتجاه لهذا القطاع أصبح توجه عالمي، حيث يوجد حول العالم عشرة ملايين منظمة غير ربحية، مليون وثلاث مئة ألف منها في أميركا. يشكل القطاع غير الربحي في أميركا نحو 5-10 % من دخل الاقتصاد الأميركي و10 % من قطاع التوظيف في أميركا. كما يشغل هذا القطاع في أميركا ما يقارب 11.9 مليون شخص ما يعني أن 1 من أصل 10 ليكون ثالث أكبر قطاع توظيفي في أميركا بعد قطاع الصناعة والتجزئة.
الأستاذ أسامة يحث الشباب على أخذ هذا القطاع بمنتهى الجدية. والنظر بعين الإعتبار إلى ما يقدمه من فرص. كما أقر بضرورة أن يهتم الشباب بتجهيز أنفسهم لهذا القطاع بنفس الاهتمام الذي يقومون به عند رغبتهم في نيل وظيفة في أي قطاع آخر.