نلتقي بأوّل صانعة عطور سعودية وهي نوف القحطاني التي أسّست لها علامة تجارية خاصة هي علامة “نشق” NSHQ. لنتعرّف أكثر إلى نوف ونكتشف معها الشغف الكبير الذي أوصلها إلى نجاحها اليوم.
- نوف القحطاني، أنت امرأة عربية وامرأة سعودية وأوّل صانعة عطور سعودية وصاحبة علامة “نشق” للعطور. أي تعريف تفضّلينه على غيره أو تعتبرينه الأحبّ إلى قلبك؟ وكيف يمكنك أن تعرّفينا إلى نفسك على طريقتك الخاصة؟
قد أقول إنّ التعريف الأحبّ إلى قلبي هو أول صانعة عطور سعودية، إذ أمثّل وطني وأفتخر به. وأنا حائزة على شهادة بكالوريوس في الكيمياء وعلى ماجستير في إدارة أعمال، هذا بالإضافة إلى عدد من الشهادات والدورات في تصميم العطور.
- استهواني شخصياً اسم علامتك، فهو يحمل نوعاً من الحسية والرومانسية التي ترافق العطور. أخبرينا أكثر عن إطلاق دار العطور الخاص بك في العام 2005. كيف تبادرت الفكرة إلى ذهنك؟ وكيف اخترت اسم علامتك؟
نشأت فكرة تصميم العطور منذ 17 سنة. ولكن، في العام 2005، كانت البداية حين قرّرت مع مجموعة من زميلاتي بدء العمل في مشاريع مستقلة خاصة وتنظيم معرض خاص بمشاريعنا على مستوى المنطقة، وذلك بناءً على خبرتي في تنظيم المعارض إذ كان قد سبق لي أن أقمت معرضين تكلّلا بالنجاح. وفي ذلك الوقت، اعترتني الحيرة لأنّني أردت أيضاً تجهيز وإنشاء تجارة خاصة، بخاصّة أنّ الوقت كان ضيّقاً والأمر مفاجئاً. وقد قرّرت أن أظهر خلطاتي للناس وأن أستثمر فيها، حتّى أنّني ما زلت أذكر أوّل عطر قمت بتصميمه. واخترت اسم علامتي من حروف اسمي الأولى واسم والدي شيخة وشليويح ومن بعدها باسم عائلتي القحطاني، فجاء اسم “NSHQ”.
ما هي أشهر العطور التي تحمل توقيع “نشق”؟ ولو كان عليك فعلاً اختيار عطر واحد منها، أيّها تختارين ولماذا؟
أشهرها عطر ثلج الصيف الذي فزنا عنه بجائزة عالمية من المنظمة العربية للعطور في العام 2017، إذ صُنّف كأكثر عطر عربي عالمي. وكان هذا الإصدار قد صُمّم خصيصاً للأميرة عبير بنت فيصل آل سعود في العام 2015. وبعد أن دخلنا المنافسة بثمانية عطور، كان الفائز من بينها. ولو توجّب عليّ اختيار عطر واحد من عطوري، سيكون عطرV لأنّه يحمل رقمي المفضّل خمسة ونوتاتي العطرية الصعبة التي تحدّيت بها أشهر العطارين ونجحت.
- ما هي أولى ذكرياتك مع العطور وكيف وصلت لتكوني أوّل صانعة عطور سعودية؟
ذكرياتي بسيطة للغاية. فقد كنت أصمّم في غرفتي بعض الإصدارات العطرية. ومع الممارسة والتعلّم، كوّنت سمعة على مستوى المملكة بتوليفات عطرية نادرة واستثنائية ومواصفات عالمية. وقد شقّيت الطريق لوحدي، حتّى أنّه ما من امرأة واحدة نافستني في هذا المجال.
- ما هي العطور بالنسبة إليك؟ وما هي التركيبات التي تفضّلينها شخصياً؟
العطور بالنسبة إليّ هي حياة وملجأ أذهب إليه في كل أوقاتي المرحة والصعبة. وشخصياً، أفضّل الروائح الشرقية القوية .
- ما هو توقيع نوف القحطاني في عطور “نشق”، أي ما هي السمات التي تجمعك بالعطور التي تقدّمها علامتك؟
إنّني أستخدم الباتشولي الخاص بدار عطور نشق في كل تركيباتي، وهذا سرّ لأول مرة أفصح عنه. ويشكّل هذا المكوّن القاعدة العطرية التي تميّز عطور نشق عن سواها. أمّا السمات التي تجمعني بعطوري، فهي التجدّد والتوليفات الاستثنائية والقوة والفخامة والهيبة وعدم التكرار.
- هل واجهت صعوبة كامرأة عربية أو امرأة سعودية تطلق علامة تجارية خاصة بها؟ ما هي التحديات وكيف استطعت التغلّب عليها؟
واجهت في السابق عدداً من الصعوبات الإدارية والمالية، هذا بالإضافة إلى التحديات الاجتماعية كوني أوّل سيدة دخلت هذا المجال العطري بين الرجال، إذ تم الاستخفاف بقدراتي وجدّيتي في مواصلة العمل. ولكن، بدعم والدي وثقته في، تخطّيت كل خطوة صعبة وعراقيل منعتني من إحراز التقدّم.
- تقولين إنّ تاريخ العطور في المملكة يعود إلى زمن بعيد. هل يمكنك أن تخبرينا قليلاً عن بعض العادات العطرية التي تناقلتها الأجيال السعودية عبر السنوات؟ وتقولين حتّى إنّ العطور والنفحات القوية تحظى باهتمام كبير في السعودية. فما هي إذاً النفحات المفضّلة لدى السعوديين، ولدى المرأة السعودية تحديداً؟
في الواقع، بدأ تاريخ العطور في الوطن العربي منذ القدم أي في القرن السابع ميلادي، علماً أنّ صناعة العطور لم تكتسح الغرب سوى في العام 13 ميلادي. وبالنسبة إلى أهم عادة عطرية يلتزم بها الشعب السعودي، فهي التطيب يوم الجمعة بالبخور والعود والعطور الرائعة. ويُعتبر السوق السعودي من أكبر الاسواق في العالم استهلاكاً للعطور، وقد قُدّرت قيمة الاستهلاك العطري في العام 2021 بأكثر من 180 مليار ريال سعودي.
- صحيح أنّ بلادنا العربية تخصّص أهمية كبيرة للعطور، ولكنّنا نشعر وكأنّ مبادرات إطلاق علامات عربية للعطور خجولة نوعاً ما مقارنةً بالعلامات التجارية العالمية. ماذا تقولين في هذا الخصوص؟ وما الأمور التي تتمنّين لو تتغيّر لتكتسب علاماتنا العربية مزيداً من الشهرة والمعرفة؟
صحيح، فالمحاولات ما زالت خجولة. فمقابل الدعم الكبير لتعزيز الصناعات خارج المملكة، لا يتم التركيز على الصناعات العطرية كمن خلال التعاون مثلاً بين الشركات المحلية العملاقة والمشاريع العطرية المميزة لتسليط الضوء عليها ونقلها للعالمية .وأتمنّى شخصياً أن يتم وضع مزيد من التسهيلات الدولية لتصدير العطور، إذ يُعتبر ذلك من أهم التحديات التي تعيق أي مستثمر في مجال العطور يريد الانطلاق نحو العالمية.
- لا شكّ في أنّ وصولك إلى ما أنت عليه اليوم تطلّب منك الكثير كامرأة سعودية. ما هي الرسالة التي توجّهينها لكل امرأة عربية وسعودية لا تزال سجينة الخوف وتتردّد في السعي وراء تحقيق أحلامها؟
أنت في زمن ذهبي وفي وطن يستحق العمل من أجله في ظل قيادة الملك سلمان وعراب رؤية 2030 التي تذلّل كل الصعاب وترسم خارطة طريق ذهبية ومستقبل أفضل. وأهم نقطة أن تؤمني بنفسك وألّا تستسلمي مهما صعبت عليك الأمور.