الأسرة الكيان الأساسي والركيزة الأساسية التي يبنى عليها المجتمع كاملاً، والتي تتكون دائماً من الأفراد تربط بينهم صلة قرابة ورحمة ودم واحد، يساعدون بعضهم البعض للحفاظ على هذا الكيان والرقي والتقدم لتحقيق الازدهار المرجو من كل أفراد تلك الأسرة. فاليوم العالمي للأسرة، هو يوم للتشارك والسلام، وهو يوم العرفان والوفاء للأسرة، يستوجب إعطاء أكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة لها، بحيث تتحمل مسؤولياتها بشكل كامل في المجتمع، ويصبح كل عضو فيها مثمراً ومنتجاً.
وعندما ينادى بالاحتفال بيوم الأسرة، ندعو كل الجهات المعنية لأن تدق ناقوس الخطر للتذكير بالمخاطر التي باتت تهدد مستقبل الأسر، فالضرورة تحتم إعادة النظر ومراجعة التشريعات الاجتماعية المعنية بالأسرة والمرأة والطفل، وتفعيل الاتفاقات الدولية ذات العلاقة عبر بناء شراكات مع الجمعيات المحلية والإقليمية والدولية، حتى يمكننا أن نتصدى للعديد من الوقائع والظواهر والمشكلات الاجتماعية التي تهدد الأسرة.
فالأسرة هي الحياة التي يعيش فيها كل الأفراد، فهي بمثابة الحلقة القوية بين الفرد وبين مجتمعه. وهي المكان الذي يعيش فيه الفرد، وينال التربية والرعاية والحب والمساعدة، كما يتم بذل العديد من الجهود ليعيش كل فرد في سعادة. ومن واجب كل فرد تجاه أسرته، أن يشملها بالرعاية والاهتمام والحب، وأن يبذل كل ما في وسعه ليرد لهم الجميل.
وتنبع أهمية الأسرة من إطار أساليبها في بناء قيم الأبناء وسلوكياتهم، حيث يبدأ التوجيه القيمي من نطاق الأسرة، ثم المدرسة، فالمجتمع، وبمعنى آخر فإن الأسرة هي التي تنشئ أطفالاً مدركين الحق من الباطل، والخير من الشر، لذلك لابد من التركيز على التربية الصالحة، وغرس القيم الحسنة، ولا بد أن يكون الأهل هم القدوة في ذلك. الأسرة المتماسكة، تعد الضمان الأساسي للإبقاء على مجتمع آمن ومستقر.