أ.حسن محمد .
منصور عبد الحكيم كاتب وباحث ومؤلف مصري من مواليد القاهرة عام 1955 يعمل بالمحاماة والكتابة وله عدة إصدارات والمقالات والأبحاث في الصحف والمجلات العربية والإسلامية واللقاءات على الفضائيات العربية وترجمت بعض كتبه للعديد من اللغات. وعدد الكتب التي صدرت له حتى الآن (2017) في حدود 181 كتاباً اثرت المكتبة العربية والاسلامية.عقدنا معه هذا اللقاء في منصة ارابنز، وتحدث معنا عن طريقته في التأليف والكتابة وعقبات النشر في مصر والوطن العربي.
في البداية نرحب بك أ. منصور في منصة ارابنز ونبدأ بالسؤال التقليدي الذي ربما يكون قد وجه إليك أكثر من مرة في لقاءات متعددة لكن بالرغم من تقليديته إلا أنه يبقى سؤالاً مهماً على أي حال:
متى بدأت الكتابة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية اشكركم على اسئلتكم الجميلة وأتمنى ان تكون الإجابة إثراء للحوار الممتع. بداياتي مع الكتابة جاءت بعد فترة من القراءة في سن صغيرة حيث مجلات الأطفال التي تعتمد على القصص المصورة.
بدأت اكتب قصص قصيرة وانا في المرحلة الثانوية (16 سنة) ثم استمريت في كتابة القصص في مرحلة التعليم الجامعي في كلية الحقوق ج عين شمس منذ العام 1973 حتى التخرج في 1978م وساهمت في تأسيس نادى القصة في الكلية وكنت رئيسا لهذا النادي، وبعد تخرجي اشتركت في مسابقة للقصة القصيرة ينظمها نادى القصة بالقاهرة سنويا عام 1980 م وعام 1981 م وفي العامين فزت بجائزة وشهادة تقدير من رئيس النادي الاديب الراحل توفيق الحكيم.
اعددت مجوعة قصصية قصيرة ولكن لم تنشر لان وقتها كانت عملية نشر القصص للأدباء الغير معروفين غير متاحة ولكن عام 1981 نشرت لي جريدة الجمهورية في عددها الأسبوعي قصة قصيرة كانت قد فازت بجائزة نادى القصة عام 1980م.
أُتيحت لي فرصة لنشر كتابي الأول أواخر عام 1989م وهو عبارة عن قصص واقعية ومعلومات عن عالم الجن، أي أنه يجمع بين الكتاب والرواية وكان اسمه (طارد الجن) وصدر اول عام 1990 م ولاقى نجاح وانتشار في مصر والدول العربية واعيد طبعه مرات عديدة ثم صدر كتابي الثاني عام 1992 م على نفس نهج الأول بعنوان (مواجهة الجن) ولاقى نفس نجاح الكتاب الأول وأعيد طبعه لأكثر من دور نشر ثم تتابعت الإصدارات حتى وصلت هذا العام الى 181 كتاب والحمد لله.
ومن الذي يشجعك على خوض هذا المجال؟
السبب الذي شجعني على الخوض في غمار التأليف وله الفضل في صدور الكتاب الأول والثاني هو المرحوم بإذن الله الأستاذ عبد العظيم الألفي صاحب وكالة الألفي للإعلان الذي كان يؤمن بموهبتي في التأليف وقام بنشر كتابي الأول والثاني. وكان حبي للقراءة وأن أقوم بتوصيل رسالة الى الناس حافزا على التأليف.
نلاحظ أن سيادتكم غزير الإنتاج، فقد نشر لكم إلى الآن أكثر من 170 عملاً، ما سر هذه الغزارة؟
الحمد لله صدر لي منذ عام 1990 حتى 2017م – 181 كتاب غير أكثر من 20 كتاب اخر لم يصدر وتحت الطبع. فأنا متفرغ للكتابة والتأليف منذ 20 عاما —قلما اخرج من البيت.
وما هي طقوسكم في الكتابة؟ وطريقتكم في جمع المصادر؟ وكيف توفقون بين الحياة الأسرية والتأليف؟
ليس لي طقوس معينة غير انى لا أحب ان يعلم أحد ممن حولي عما اكتب الا الناشر طبعا. وانا اكتب واقرأ وسط العائلة فهذا يساعدني على التركيز، لا أحب الكتابة في الغرف المغلقة. والحمد لله رغم قلة العائد المادي من التأليف الا ان الله قد يسر لي أحوال المعيشة لأنني أعتبر الكتابة رسالة ابتغى الأجر من الله وقول لنفسي هل أخذ السلف مثل البخاري والامام الذهبي والسيوطي وابن حجر العسقلاني وغيرهم اجرا ماليا مما دونوه وكتبوه من مئات الكتب؟ بالطبع لا —فهم بذلك قدوتي.
لم نقل لك أنك ستأخذ أجر من حاكم أو غيره لا سمح الله، لكن معادلة الحياة تغيرت وظروفها أيضاً، فإن لم يتمتع الكاتب بحياة مريحة لن يتمكن من الإبداع في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة؟ أراك متسامحاً كثيراً في حقوقك أ. منصور؟
ما ذكرته عن الاجر المادي لما اكتبه حقيقة قد يراها البعض مرة الطعم ولكنها الحقيقة، ويكفى للدلالة عليها أنني أعيش في منطقة اقل من المناطق الشعبية والحمد لله على الستر، وهذا حال الكتاب والمبدعين في مثل بلادنا، إضافة إلى أنني لا أجيد التفاوض على الأجر ولا أناقش فيه الناشر حياء منى حتى أنني في كثير من الأحيان تنتابني حالة من الحزن وأقرر التوقف عن الكتابة وقد أعلنت ذلك اكثر من مرة على صفحتي في الفيسبوك .
هل نفهم من ذلك بأنك لست متصالحاً مع دور النشر في مصر؟
للأسف غالبية دور النشر في مصر لا تشجع على التأليف فهي لا تعطى عائداً مالياً مجزياً يساعد أي كاتب على العيش والتفرغ للكتابة ولكن هناك قلة من تلك الدور التي تعتبر نشر الكتب رسالة مثل الدار التي اتعامل معها.
نلاحظ أن أغلب أعمالكم تتحدث عن العوالم الخفية والتنبؤات، ما السر في التركيز على هذا الجانب بالذات؟
بالفعل أشهر أعمالي عن العوالم الخفية ونظرية المؤامرة وتفسير التنبؤات في الكتب التي بأيد أصحاب الأديان.. والسبب هو شغفي لكل ما هو مجهول وغامض وعندي موهبة تفسير النبوءات في الكتب السماوية والأحاديث النبوية، وقد قرأت الكثير عن نظرية المؤامرة والمخططات الماسونية قبل الكتابة عنها، وقد صدر لي اول كتاب عن نظرية المؤامرة والماسونية عام 2003 تحت سلسلة حكومة العالم الخفية التي صدر منها حتى الآن 17 كتاب. وأرى التركيز على هذا الجانب لخطورته وما يحدث في العالم يؤكد ذلك فالعالم يعيش مؤامرة كونية كبرى.
أسلوبكم في الكتابة يشد القارئ من بداية العمل إلى آخره، وتستخدم وسائل إقناع متدرجة ومتنوعة داخل أعمالك، ألم تفكر في استثمار أسلوبكم المثير هذا في كتابة أعمال روائية على شاكلة شفرة دافنشي وعزازيل وملك الخواتم مثلاً، أعتقد أن مثل هذه الأعمال تصل إلى قلوب الشباب بطريقة أسرع كما أنه يمكنك نقل رسالتك من خلالها؟
الحمد لله ان أسلوبي في كتابة أي موضوع سلسل وسهل لأنني اعتمد على الأسلوب القصصي في كل كتبي، وانا اكتب أي كتاب لا أفكر في كونه يصلح لعكل سينمائي ام لا؛ غير أن الرواية الأخيرة (تميم الداري) تصلح لتكون فيلما عالميا –يحتاج لتكلفة إنتاجية لا تتوافر الا في هوليود .
أظن أنك لو كتبت رواية عن الماسونية مثلاً ويكون البطل فيها إنسان يعيش في العصر الحالي لكن تكتبها بطريقتك المشوقة وحبكتك المحكمة، أظن أنها ستصل إلى الشباب وسيكون تأثير رسالتك منها أقوى، أرجو أن تعدنا بالتفكير في هذا الأمر، نقصد رواية مثل الروايات التي صدرت حديثاً لبعض الكتاب وأذكر كمثال “رواية الفيل الأزرق مثلاً”
ان شاء الله سأحاول ذلك قريبا..
هل طرقت باب النشر الإلكتروني أم ما زلت تفضل النشر التقليدي؟
لم أتطرق لنشر أعمالي الكترونيا.
ماذا لو أتيحت لك الفرصة في توفير أعمالك على منصات النشر الإلكتروني؟ هل توافق؟ أصبح النشر الإلكتروني مجزياً وأسهل في الوصول للناس هذه الأيام؟ يمكننا أن نساعدك هنا في منصة ارابنز، فهل تقبل بهذا العرض؟
رغم أنني أحب الكتاب الورقي ولكن ليس لدى مانع من ذلك وعندي مجموعة قصص قصيرة جاهزة لذلك بعنوان ليلة مقتل الدجال.
إن شاء الله سنتواصل سوياً في الأيام القادمة لبحث كيفية وآلية هذا التعاون، لكن الآن خطر في ذهني سؤال هام بخصوص أعمالكم المترجمة، فقد لاحظت أن بعض أعمالكم قد ترجمت إلى لغات أخرى، هل وجدت فارقاً مثلاً بين نشر أعمالكم باللغة العربية ونشرها باللغة الإنجليزية من حيث الانتشار والمبيعات؟
تُرجمت بعض أعمالي الى لغات عدة منها الإنجليزية والكردية والماليزية والإندونيسية وكانت طبعات فاخرة في أغلبها، ولكن لم احصل على عائد مالي الا من الطبعات باللغة الإندونيسية فقط والباقي لم أعلم عنه شيئا الا من خلال الانترنت ولم احصل على مقابل مادي منهم.
لم أفهم هذه النقطة جيداً، هل تم نشر هذه الأعمال دون إذنك؟ وإن كانت تمت بدون إذنك فلماذا لم تأخذ أي إجراء قانوني تجاه هذه القرصنة؟ وإن كانت بإذنك فلماذا لم تتقاض أرباحك مقابل المبيعات؟ أراك متطرفاً في التساهل فيما يتعلق بحقوقك الأدبية والمالية أستاذ منصور، نعم الكتابة رسالة حياة وقيمة نبيلة لكن ليس معنى هذا أن أترك الآخرين يجنون ثمار تعبي، الرجاء توضيح هذه النقطة لنا وللقراء.
بالفعل معظم الاعمال التي تُرجمت لم أحصل على اجر منها وخاصة التي ترجمت الى الإنجليزية والكردية رغم ان دار النشر التي ترجمة كتاب (نساء مبشرات بالنار) دار كبيرة في بيروت وتبيع الكتاب على النت، حتى أنني لم أحصل على نسخة مطبوعة من الكتاب. أما الكتب التي ترجمت الى الماليزية فقد حصلت على عائد مالي منها عن طريق الناشر ولدى نسخ منها. ولم أقرر اتخاذ أي إجراء ضد هؤلاء واعتبرت أجري صدقة جارية لي في الاخرة ان شاء الله.
على أي حال نسأل الله أن يتقبل منكم حسن النوايا لكن أرى أن تعيد النظر في سياسة التسامح المبالغ فيها هذه لأنك بهذا تساعد من لا يملك على التصرف فيما لا يملك وهذا لن يؤثر عليك فقط بل سيؤثر سلباً على معظم الكُتاب في مصر والوطن العربي، وفي نهاية هذا الحور نتوجه إلى سيادتكم بالشكر على قبول هذه الدعوة، ونود توضيح وسيلة لتسهيل تواصل القُرأ معكم ومعلومات عن الأماكن التي تباع فيها كتبكم في مختلف البلدان العربية
أكتب على الفيسبوك ومدونتي الخاصة منذ 2010م، وكتبي متوفرة في المكتبات بالدول العربية وخاصة ان الناشر يحضر كل معارض الكتب في الدول العربية. والحمد لله رب العالمين … وشكراً لكم على منحكم لي هذه الفرصة – منصور عبد الحكيم