لكل مكروب ومهموم ومحزون الفرج بعد الشدة “قصص وعبر”:مرام محمد صالح المحمود.
الجزء الثالث:
– شفيت من السحر: لم ينتهِ حديث النساء عن فضل الصدقة حتى خلعت واحدة منهن عقدها الغالي الثمين وأعطته لإحداهن لتقوم ببيعه وتسليم ثمنه لعائلات فقيرة فلما ذهبت به إلى بائع الذهب وأراد وزنه أخرج فصًا في وسط العقد فأذهله ما رأى وتعجّب؛ فقد شاهد شيئًا من عمل السحر داخل فأخرجه وتعافت المرأة مما كانت تعاني منه، والحمد لله.
أبو عبد الله-الرياض.
– لكل شكوى: أخبرت امرأة بهذه القصة قائلة: استدان زوجي من شخص “أربعة وعشرين ألف ريال” ومرت سنوات ولم يستطع معها زوجي جمع المال وقد أثقل الدَّينُ كاهله حتى أصبح دائم الهم والحزن؛ فضاقت بي الدنيا لحال زوجي، وفي إحدى ليالي رمضان قمت وصليت ودعوت الله تعالى بإلحاح -وأنا أبكي بشدة- أن يقضي الله تعالى دين زوجي، وفي الغد وقبيل الإفطار سمعت زوجي يتحدث في الهاتف بصوت مرتفع فحسبت الأمر سوءًا وذهبت مسرعة إليه لكنه انتهى من حديثه فسألته ما الأمر فقال: وهو عاجز عن الكلام يبكي بكاءً شديدًا لم أرَهُ يبكي منذ زواجنا ودموع الفرح بادية عليه: إن المتصل صاحب الدين يخبرني أنه وهب المال لي أما أنا، فتلعثمت ولم أدرِ ما أقول فكأنّ جبلاً انزاح عن رأسي، ولهج لساني بشكر الله تعالى على ما أنعم به علينا، وشكرت صاحب الدَّينِ.
عبد الرحيم-السعودية.
– جزاء الإحسان: أصيبت “بفشل كلوي” -نسأل الله السلامة والعافية والشفاء لمرضى المسلمين- عانت منه كثيرًا بين مراجعات وعلاجات فطلبت من يتبرع لها بكلية “بمكافأة قدرها عشرون ألف ريال” وتناقل الناس الخبر ومن بينهن تلك المرأة التي حضرت للمستشفى موافقة على كافة الإجراءات، وفي اليوم المحدد دخلت المريضة على المتبرعة فإذا هي تبكي فتعجبت وسألتها ما إذا كانت مكرهة فقالت: ما دفعني للتبرع بكليتي إلا فقري وحاجتي إلى المال ثم أجهشت بالبكاء فهدأتها المريضة، وقالت: المال لكِ ولا أريد منكِ شيئًا، وبعد أيام جاءت المريضة إلى المستشفى وعند الكشف عليها رأى الأطباء العجب فلم يجدوا أثرًا للمرض فقد شفاها الله تعالى ولله الحمد.
ه.ق.-الرياض.
– إنه ولي حميد: حكت لي جدتي عن بدايات زواجها وبعد أن رزقت بمولودها الأول “عمي ناصر” تعرضوا لجدب شديد مع قلة الأمطار، ونضوب المياه في الآبار؛ حتى جف الضرع وكاد الزرع أن يهلك، وقد أقيمت صلاة الاستسقاء ولأكثر من مرة دون أن يمطروا! وفي لحظة يأس وحزن من الناس، ومن فرط حرص جدي -رحمه الله- خوفًا على زرعه وماشيته، خرجت جدتي بصبيّها الصغير وذهبت إلى مكان خال، وجلست وهي مستقبلة القبلة وصغيرها على فخذيها، قد رفعت يديه الصغيرتين إلى السماء وأخذت تدعو بقلب خاشع، وعين دامعة أن يسقيهم الله ويغيثهم مما هم فيه من الكرب والشدة والجدب، ومع خشوعها وتذلّلها بين يديه سبحانه؛ وارتفاع صوتها بالبكاء؛ بكى الصغير لبكائها، وارتفع صوته لنحيبها! لتتنزل الرحمات، وتتلبد السماء بالغيوم، ويأتي الفرج الذي طال انتظاره، وصدق الله العظيم: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ).
ه.ق.-الرياض.
– من المسؤول: في صباح يوم كنت أرشف من معين مجلتنا الفوائد والمتع، مرت لحظات يسيرة حتى شد انتباهي موضوع الغلاف للعدد 43 “الفرج بعد الشدة” حيث أثار العنوان كوامن الذكريات لدي كغيري من البشر، تذكرت كثيرًا من الشدائد والكرب وما حصل بعدها من آيات الفرج، ثم تذكّرت نعم الله التي لا تُعَدُّ ولا تحصى لقوله سبحانه (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) حمدت ربي، ثم عزمت على كتابة بعض الخواطر والفوائد في ذات الموضوع من باب الإدلاء بالدلو.
– شفيت من السحر: لم ينتهِ حديث النساء عن فضل الصدقة حتى خلعت واحدة منهن عقدها الغالي الثمين وأعطته لإحداهن لتقوم ببيعه وتسليم ثمنه لعائلات فقيرة فلما ذهبت به إلى بائع الذهب وأراد وزنه أخرج فصًا في وسط العقد فأذهله ما رأى وتعجّب؛ فقد شاهد شيئًا من عمل السحر داخل فأخرجه وتعافت المرأة مما كانت تعاني منه، والحمد لله.
أبو عبد الله-الرياض.
– لكل شكوى: أخبرت امرأة بهذه القصة قائلة: استدان زوجي من شخص “أربعة وعشرين ألف ريال” ومرت سنوات ولم يستطع معها زوجي جمع المال وقد أثقل الدَّينُ كاهله حتى أصبح دائم الهم والحزن؛ فضاقت بي الدنيا لحال زوجي، وفي إحدى ليالي رمضان قمت وصليت ودعوت الله تعالى بإلحاح -وأنا أبكي بشدة- أن يقضي الله تعالى دين زوجي، وفي الغد وقبيل الإفطار سمعت زوجي يتحدث في الهاتف بصوت مرتفع فحسبت الأمر سوءًا وذهبت مسرعة إليه لكنه انتهى من حديثه فسألته ما الأمر فقال: وهو عاجز عن الكلام يبكي بكاءً شديدًا لم أرَهُ يبكي منذ زواجنا ودموع الفرح بادية عليه: إن المتصل صاحب الدين يخبرني أنه وهب المال لي أما أنا، فتلعثمت ولم أدرِ ما أقول فكأنّ جبلاً انزاح عن رأسي، ولهج لساني بشكر الله تعالى على ما أنعم به علينا، وشكرت صاحب الدَّينِ.
عبد الرحيم-السعودية.
– جزاء الإحسان: أصيبت “بفشل كلوي” -نسأل الله السلامة والعافية والشفاء لمرضى المسلمين- عانت منه كثيرًا بين مراجعات وعلاجات فطلبت من يتبرع لها بكلية “بمكافأة قدرها عشرون ألف ريال” وتناقل الناس الخبر ومن بينهن تلك المرأة التي حضرت للمستشفى موافقة على كافة الإجراءات، وفي اليوم المحدد دخلت المريضة على المتبرعة فإذا هي تبكي فتعجبت وسألتها ما إذا كانت مكرهة فقالت: ما دفعني للتبرع بكليتي إلا فقري وحاجتي إلى المال ثم أجهشت بالبكاء فهدأتها المريضة، وقالت: المال لكِ ولا أريد منكِ شيئًا، وبعد أيام جاءت المريضة إلى المستشفى وعند الكشف عليها رأى الأطباء العجب فلم يجدوا أثرًا للمرض فقد شفاها الله تعالى ولله الحمد.
ه.ق.-الرياض.
– إنه ولي حميد: حكت لي جدتي عن بدايات زواجها وبعد أن رزقت بمولودها الأول “عمي ناصر” تعرضوا لجدب شديد مع قلة الأمطار، ونضوب المياه في الآبار؛ حتى جف الضرع وكاد الزرع أن يهلك، وقد أقيمت صلاة الاستسقاء ولأكثر من مرة دون أن يمطروا! وفي لحظة يأس وحزن من الناس، ومن فرط حرص جدي -رحمه الله- خوفًا على زرعه وماشيته، خرجت جدتي بصبيّها الصغير وذهبت إلى مكان خال، وجلست وهي مستقبلة القبلة وصغيرها على فخذيها، قد رفعت يديه الصغيرتين إلى السماء وأخذت تدعو بقلب خاشع، وعين دامعة أن يسقيهم الله ويغيثهم مما هم فيه من الكرب والشدة والجدب، ومع خشوعها وتذلّلها بين يديه سبحانه؛ وارتفاع صوتها بالبكاء؛ بكى الصغير لبكائها، وارتفع صوته لنحيبها! لتتنزل الرحمات، وتتلبد السماء بالغيوم، ويأتي الفرج الذي طال انتظاره، وصدق الله العظيم: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ).
ه.ق.-الرياض.
– من المسؤول: في صباح يوم كنت أرشف من معين مجلتنا الفوائد والمتع، مرت لحظات يسيرة حتى شد انتباهي موضوع الغلاف للعدد 43 “الفرج بعد الشدة” حيث أثار العنوان كوامن الذكريات لدي كغيري من البشر، تذكرت كثيرًا من الشدائد والكرب وما حصل بعدها من آيات الفرج، ثم تذكّرت نعم الله التي لا تُعَدُّ ولا تحصى لقوله سبحانه (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) حمدت ربي، ثم عزمت على كتابة بعض الخواطر والفوائد في ذات الموضوع من باب الإدلاء بالدلو.
في تلك الدقائق الجميلة أراد الله خلاف ما أردت وهاكم تفاصيل الحدث باختصار: أضاع أخي جواله وطلب مني إعارته جوالي ريثما يقتني جوالاً فوافقت وأخرجت بطاقة جوالي “الشريحة” مرت الدقائق سريعة حتى تذكرت البطاقة فقمت فزعًا للبحث عن المكان الذي خبأتها فيه لكني للأسف نسيت تمامًا ولم يكن أمامي إلا البحث الشامل فبطاقة جوالي عزيزة عليّ بحكم وجود رقمي لدى الأهل والإخوان والزملاء، بدأت البحث بهدوء في الأدراج ثم الكتب التي كانت أمامي دون العثور عليها، مضت دقائق البحث الأولى بسلام دون توتر يُذكر أو بحث فوضوي، لحظات ودخل أخي الصغير القادم من مدرسته فأخبرته بالقصة فوافق على البحث معي، وبأسلوب شبه طفولي بدأنا البحث فأخرجنا “كنب” الغرفة من مكانه علّ البطاقة تكون مختبئة خلفه، لم أتحمل الانتظام والبحث معه حتى عمدت إلى الكتب الموجودة ووضعتها أرضًا وجلست أفتش الصفحات كأني باحث حاذق أو عالم جهبذ وقد بدأ ضغط دمي يرتفع بتدرج وعلامات الحيرة والغضب تعانق صفحات وجهي، مضت الدقائق مسرعة لا تلوي على شيء دون العثور على البطاقة، انتهيت من تفتيش الكتب وعدت إلى أخي الموجود معي أجرّ أذيال الفشل، أحاول السيطرة على غضبي حتى لا تتضاعف المشكلة وأُحْرَمَ الأجر فاستعذت بالله من الشيطان ثم جلست في إحدى زوايا غرفتي وقد نال مني التعب والإعياء وبلغا مني مبلغًا مضت ساعة ونصف الساعة ونحن داخل الغرفة يتصبب العرق منا وكأننا داخل منجم، لحظات ويدخل أبي حفظه الله ليفاجأ بمشهد أشبه ما يكون بمشاهد الدمار والخراب، ارتسمت على شفتيه ابتسامة متسائلاً عن سبب هذه الفوضى فأجبته بصوت خافت، ولا أذكر من كلامه إلا قوله ابحثوا بهدوء وتأنًٍ وستجدونها بإذن الله، وبعد استراحة قصيرة أعدنا كل شيء إلى مكانه وبعد الانتهاء من الترتيب لفت نظري مجلة الأسرة العدد 180 التي كانت على الطاولة هرعت إليها أقلّب الصفحات ولسان الحال “المتهم بريء حتى تثبت إدانته” وبين صفحتين وجدت ضالّتي فخررت ساجدًا لله رب العالمين؛ شكرًا على هذه النعمة، تذكرت حينها وطأة الشدة والكرب، ونعمة الفرج واليسر، ولن يغلب عسرٌ يُسرين وصدق الله (فإن مع العسر يسرًا. إن مع العسر يسرًا) فلله الحمد والمنّة.
ياسر عياش أحمد-الحديدة.
– كرب المستشفى: أسعفت زوجتي في تلك الليلة، أخذتها إلى المستشفى بعد معاناة يوم كامل من الولادة المتعسرة، كانت في حالة يرثى لها، وفور وصولنا إلى المستشفى هبت جميع الطبيبات والممرضات بورقة قلن: إنّ عليّ أن أوقَّع فيها بالموافقة على إجراء عملية قيصرية عاجلة جدًا، وبعد العملية أخبروني أن ابني الأول سيرقد في غرفة الحضانة؛ لأن تعسر الولادة طوال يوم كامل أصاب دماغه جراء عدم وصول الأوكسجين إليه، كما أنه استنشق أثناء ذلك من ماء الرحم فأصابه بالتهاب رئوي حاد، وبعد يومين أخبرني الطبيب أن حالة ابني متفاقمة، والأقدار بيد الله، وإن تعافى يا دكتور؟ سوف يكون هناك احتمال إصابته بتخلف عقلي جراء الضرر الحاصل بالدماغ، وأظلمت الدنيا أمام عيني حتى أنني كنت أمشي ولا أدري، وكنت أتذكر معاناة أمه الطويلة في البيت، ثم معاناتها في المستشفى، وأخيرًا حالة الولد ميؤوس منها، ثم تذكّرت (إن الحكمُ إلاّ لله) وليس للأطباء، فتوضأت وصلّيت ركعتين دعوت الله فيهما من قلب خالص، وفي اليوم الثاني ذهبت إلى المستشفى فقابلتني ممرضة الحضانة وهي تقول: غدًا موعد الخروج يا أبا الطفل!! لقد تغيرت حالة الطفل 180 درجة، وزرت أم الطفل فقالوا لي اليوم موعد خروجها وهي أحسن من ذي قبل! واليوم يتمتع ابني بذكاء أكبر من عمره بعدة سنوات، وذهبت الشدة والكرب بركعتين خالصتين لله تعالى.
المسجون-اليمن.
– ضل من تدعون إلا إياه: يقول الشيخ عائض القرني: في عام 1413 ه سافرت من الرياض إلى مدينة الدمام، فوصلت ما يقارب الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ونزلت المطار وأنا أريد صديقًا لي، ولكنه كان في عمله ولا يخرج إلا متأخرًا، فذهبت إلى فندق هناك، وأخذت سيارة إلى ذاك المكان، فلما دخلت الفندق لم أجد فيه ناس كثر وليس الموسم موسم عطل ولا زوار واستأجرت غرفةً في الفندق، وكانت في الدور الرابع، بعيدة عن الموظفين والعمال، ولا أحد معي في الفندق، ودخلت الغرفة ووضعت حقيبتي على السرير، وأتيت لأتوضأ، وأغلقت غرفة الوضوء، فلما انتهيت من الوضوء أتيت لأفتح الباب فوجدته مغلقًا لا يُفتح، وحاولت أن أفتح الباب بكل وسيلة ولكن ما انفتح لي، وأصبحت داخل هذا المكان الضيق، فلا نافذة تشرف، ولا هاتف أتصل به، ولا قريب أناديه، ولا جار أدعوه، وتذكرت رب العزة سبحانه، ووقفت في مكاني ثلث ساعة وكأنهُ ثلاثة أيام، سال العرق، ورجف منها القلب، واهتز منها الجسم لقضايا، منها: أنه في مكان غريب عجيب وأن الأمر مفاجئ، وأنه ليس هناك اتصال فيُخْبَرُ صديق أو قريب، ثم إن المكان ليس لائقًا، وأتت العبر والذكريات، وماجت الأحداث في ثلث ساعة! وفي الأخير فكرت أن أهز الباب هزًا، وبالفعل بدأت بهز الباب بجسم ناحل ضعيف، مرتبك واكتشفت أن قطعة الحديد تُفتح رويدًا رويدًا كعقرب الساعة، فهززت الباب وكلما تعبت توقّفت، ثم واصلت، وفي النهاية فتح الباب! وكأنني خرجت من قبر وعدت إلى غرفتي، وحمدت الله على ما حدث، وذكرت ضعف الإنسان، وقلة حيلته، وملاحقة الموت له، وذكرت تقصيرنا في أنفسنا وفي أعمارنا، ونسياننا لآخرتنا.
عزيز عبيدان-تعز.
– بين السماء والأرض: حدثنا الشيخ عائض القرني حفظه الله في أمسية عندما زار اليمن قبل بضع سنوات فقال: ركبت في طائرة من أبها إلى الرياض عقب أزمة الخليج الأولى، لا أعادها الله علينا، ولما اقتربنا من الرياض أُخبرنا أن الطائرة فيها عطل وأنها سوف تتأخر في الجو، وانظر أنت راكب في طائرة في الجو ويقال لك إن الطائرة فيها عطل وانتظروا، لا مقهى تنتظر فيه ولا مستشفى ولا شيء!! وقالوا عليكم الصبر والسكينة بين السماء والأرض، عليكم الصبر والسكينة! قال الشيخ: فكرت أن أكتب وصيتي لكن لمن أعطيها؟ وبمن أتصل بالهاتف؟ ومن تكلم؟ أتصل بالواحد الأحد، الله وحده.. يقول سبحانه وتعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه)، يقول: فسألنا الواحد الأحد، والتجأنا إليه، وبكينا، وبعضنا عاهد الله أن يتوب ولا يعود، ويوم نزل في المطار رجع! وجلسنا في الجو ساعة تمّت فيها عشر محاولات كاملة حتى جاء الفرج من الله بعد المحاولات العشر، وتم إصلاح العطل، يقول الشيخ: لقد عانينا في تلك الرحلة الكثير، وكتبت فيها قصة “لذة المعاناة”، لذة المعاناة أنها تقربك من الواحد الأحد، أنها تعلمك أن العالم ليسا بشيء، دراويش ومساكين، كم من فوق التراب تراب، لا يملكون ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا، فهو سبحانه المقصود وهو المحمود وهو الفعّال لما يريد، وقلت في تلك الرحلة:
يا رب أنت الواحد القهار … أنت المجير وليس منك يجار
ولقد ذكرتك في مخاطر رحلة … جوية سارت بها الأخبار
كادت بطائرة “الخطوط” وفاتنا … تدنو وتروي موتنا الأقطار
و”الكابتن” البيطار أعلن عجزه … وعلى “المضيف” كسافة وقتار
وتفجع “الركاب” كل ذاهل … ملأ الفضاء تشهد وجؤار
ناديت يا الله فرج كربنا … ودعوت يا غفار يا ستار
نجيتنا وحفظتنا وحميتنا … فالحمد ربي ما أطلّ نهار
أنس الشومي-صنعاء.
ياسر عياش أحمد-الحديدة.
– كرب المستشفى: أسعفت زوجتي في تلك الليلة، أخذتها إلى المستشفى بعد معاناة يوم كامل من الولادة المتعسرة، كانت في حالة يرثى لها، وفور وصولنا إلى المستشفى هبت جميع الطبيبات والممرضات بورقة قلن: إنّ عليّ أن أوقَّع فيها بالموافقة على إجراء عملية قيصرية عاجلة جدًا، وبعد العملية أخبروني أن ابني الأول سيرقد في غرفة الحضانة؛ لأن تعسر الولادة طوال يوم كامل أصاب دماغه جراء عدم وصول الأوكسجين إليه، كما أنه استنشق أثناء ذلك من ماء الرحم فأصابه بالتهاب رئوي حاد، وبعد يومين أخبرني الطبيب أن حالة ابني متفاقمة، والأقدار بيد الله، وإن تعافى يا دكتور؟ سوف يكون هناك احتمال إصابته بتخلف عقلي جراء الضرر الحاصل بالدماغ، وأظلمت الدنيا أمام عيني حتى أنني كنت أمشي ولا أدري، وكنت أتذكر معاناة أمه الطويلة في البيت، ثم معاناتها في المستشفى، وأخيرًا حالة الولد ميؤوس منها، ثم تذكّرت (إن الحكمُ إلاّ لله) وليس للأطباء، فتوضأت وصلّيت ركعتين دعوت الله فيهما من قلب خالص، وفي اليوم الثاني ذهبت إلى المستشفى فقابلتني ممرضة الحضانة وهي تقول: غدًا موعد الخروج يا أبا الطفل!! لقد تغيرت حالة الطفل 180 درجة، وزرت أم الطفل فقالوا لي اليوم موعد خروجها وهي أحسن من ذي قبل! واليوم يتمتع ابني بذكاء أكبر من عمره بعدة سنوات، وذهبت الشدة والكرب بركعتين خالصتين لله تعالى.
المسجون-اليمن.
– ضل من تدعون إلا إياه: يقول الشيخ عائض القرني: في عام 1413 ه سافرت من الرياض إلى مدينة الدمام، فوصلت ما يقارب الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ونزلت المطار وأنا أريد صديقًا لي، ولكنه كان في عمله ولا يخرج إلا متأخرًا، فذهبت إلى فندق هناك، وأخذت سيارة إلى ذاك المكان، فلما دخلت الفندق لم أجد فيه ناس كثر وليس الموسم موسم عطل ولا زوار واستأجرت غرفةً في الفندق، وكانت في الدور الرابع، بعيدة عن الموظفين والعمال، ولا أحد معي في الفندق، ودخلت الغرفة ووضعت حقيبتي على السرير، وأتيت لأتوضأ، وأغلقت غرفة الوضوء، فلما انتهيت من الوضوء أتيت لأفتح الباب فوجدته مغلقًا لا يُفتح، وحاولت أن أفتح الباب بكل وسيلة ولكن ما انفتح لي، وأصبحت داخل هذا المكان الضيق، فلا نافذة تشرف، ولا هاتف أتصل به، ولا قريب أناديه، ولا جار أدعوه، وتذكرت رب العزة سبحانه، ووقفت في مكاني ثلث ساعة وكأنهُ ثلاثة أيام، سال العرق، ورجف منها القلب، واهتز منها الجسم لقضايا، منها: أنه في مكان غريب عجيب وأن الأمر مفاجئ، وأنه ليس هناك اتصال فيُخْبَرُ صديق أو قريب، ثم إن المكان ليس لائقًا، وأتت العبر والذكريات، وماجت الأحداث في ثلث ساعة! وفي الأخير فكرت أن أهز الباب هزًا، وبالفعل بدأت بهز الباب بجسم ناحل ضعيف، مرتبك واكتشفت أن قطعة الحديد تُفتح رويدًا رويدًا كعقرب الساعة، فهززت الباب وكلما تعبت توقّفت، ثم واصلت، وفي النهاية فتح الباب! وكأنني خرجت من قبر وعدت إلى غرفتي، وحمدت الله على ما حدث، وذكرت ضعف الإنسان، وقلة حيلته، وملاحقة الموت له، وذكرت تقصيرنا في أنفسنا وفي أعمارنا، ونسياننا لآخرتنا.
عزيز عبيدان-تعز.
– بين السماء والأرض: حدثنا الشيخ عائض القرني حفظه الله في أمسية عندما زار اليمن قبل بضع سنوات فقال: ركبت في طائرة من أبها إلى الرياض عقب أزمة الخليج الأولى، لا أعادها الله علينا، ولما اقتربنا من الرياض أُخبرنا أن الطائرة فيها عطل وأنها سوف تتأخر في الجو، وانظر أنت راكب في طائرة في الجو ويقال لك إن الطائرة فيها عطل وانتظروا، لا مقهى تنتظر فيه ولا مستشفى ولا شيء!! وقالوا عليكم الصبر والسكينة بين السماء والأرض، عليكم الصبر والسكينة! قال الشيخ: فكرت أن أكتب وصيتي لكن لمن أعطيها؟ وبمن أتصل بالهاتف؟ ومن تكلم؟ أتصل بالواحد الأحد، الله وحده.. يقول سبحانه وتعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه)، يقول: فسألنا الواحد الأحد، والتجأنا إليه، وبكينا، وبعضنا عاهد الله أن يتوب ولا يعود، ويوم نزل في المطار رجع! وجلسنا في الجو ساعة تمّت فيها عشر محاولات كاملة حتى جاء الفرج من الله بعد المحاولات العشر، وتم إصلاح العطل، يقول الشيخ: لقد عانينا في تلك الرحلة الكثير، وكتبت فيها قصة “لذة المعاناة”، لذة المعاناة أنها تقربك من الواحد الأحد، أنها تعلمك أن العالم ليسا بشيء، دراويش ومساكين، كم من فوق التراب تراب، لا يملكون ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا، فهو سبحانه المقصود وهو المحمود وهو الفعّال لما يريد، وقلت في تلك الرحلة:
يا رب أنت الواحد القهار … أنت المجير وليس منك يجار
ولقد ذكرتك في مخاطر رحلة … جوية سارت بها الأخبار
كادت بطائرة “الخطوط” وفاتنا … تدنو وتروي موتنا الأقطار
و”الكابتن” البيطار أعلن عجزه … وعلى “المضيف” كسافة وقتار
وتفجع “الركاب” كل ذاهل … ملأ الفضاء تشهد وجؤار
ناديت يا الله فرج كربنا … ودعوت يا غفار يا ستار
نجيتنا وحفظتنا وحميتنا … فالحمد ربي ما أطلّ نهار
أنس الشومي-صنعاء.
المرجع: مجلة مساء العدد (44) شعبان 14298
تحرير: حورية الدعوة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: ولك بالمثل).
تحرير: حورية الدعوة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: ولك بالمثل).