يوم عاشوراء يوم شكر لا يوم نياحة:د. عائض القرني.قدم صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عن سبب صيامهم قالوا: هذا يوم نجّى الله فيه موسى من فرعون؛ فنحن نصومه شكرًا، فقال: (نحن أولى بموسى منكم)، فصامه -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه فانظر إلى تضامنه -صلى الله عليه وسلم- مع أخيه موسى -عليه السلام- ومشاركته له في الفرحة، وشكر الله على أن نجّاه ونجّى بني إسرائيل معه.
ويوم عاشوراء هو صيام، وشكر، وذكر، وعبادة، وليس نياحة، والحسين بن علي الشهيد -رضي الله عنه- لا يرضى لو كان حيًا ما يقع في ذكرى استشهاده من لطم للخدود، وشق للجيوب، وتجريح للأجسام؛ فهذا كله مما نهت عنه الشريعة، ونشكر عقلاء الشيعة الذين نهوا أتباعهم عن هذا العمل البدعي الخرافي، وأنكروا على من فعله؛ لأنه مخالف للسنة، وفيه تشويه لصورة الإسلام الجميلة البهية.
إن يوم عاشوراء مناسبة نبوية شريفة، يصوم فيها يوم العاشر من شهر محرم حمدًا لله على نجاة المستضعفين والمقهورين، وإن الإسلام جاء لنصرة المظلوم، ومواساة المنكوب، وإغاثة الملهوف من أي جنس أو بلد أو ديانة أو ملَّة بغض النظر عن عقيدته ولونه ونسبه ووطنه حتى جاء برفع الضيم عن الحيوان البهيم والطائر البريء، فرجل يدخل الجنة في سقيا كلب، وامرأة تدخل النار في تعذيب هرة، فيا أتباع نبي الرحمة، وإمام الهدى قفوا مع كل مظلوم، ومقهور، ومستضعف، ومسكين، ويتيم؛ لأنه الموقف الصحيح الشرعي، وإياكم ومساندة الظالم، (ولا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ).