أشكو من الصمت والاكتئاب ما الحل.

أشكو من الصمت والاكتئاب ما الحل:
السؤال:
أنا أعاني من كثرة الصمت، ولا أتحدث مع أحد حتى مع أسرتي حتى ينسون أنني موجود بينهم، وأيضًا عدم النشاط وأكون في حالة اكتئاب، ما الحل؟
أجاب عنها: د. أحمد فخري.

الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مرحبًا بك معنا الأخ الفاضل، من الأعراض الرئيسة للاكتئاب الانعزالية والانطوائية والابتعاد عن المشاركة الاجتماعية في المناسبات، وهناك تعكر في المزاج بشكل عام خاصةً عند الاستيقاظ في الصباح، وعدم الرغبة في عمل أي شيء، والنظرة السلبية للأمور، والشعور بالانقباض، وأحيانًا يصاحب ذلك بعض الأعراض الجسدية ذات المنشأ النفسي مثل الصداع أو تسارع ضربات القلب، أو إمساك أو إسهال وغيرها، من بعض الأعراض الجسدية التي تعبر عن حالة الاكتئاب ويسمى “صراخ الجسد” للتعبير عن الاكتئاب والهم والحزن الذي يصاب به الإنسان مع العلم عدم وجود أي أسباب تسبب ذلك الاكتئاب، فإذا كان هناك أسباب تسبق حالة الاكتئاب من وفاة شخص مقرب أو صراعات أسرية أو فقدان وظيفة أو حبيب فيسمى اكتئاب موقفي بسبب حدث أو أزمة يمر بها الإنسان، وهذا النوع يزول مع الوقت ببعض التدريبات السلوكية والمعرفية، أما الاكتئاب والانعزالية دون سبب معلوم أو نتيجة لتراكم بعض الأفكار السلبية التشاؤمية عن ذات الشخص وتقييم خاطئ وسلبي لإمكانيات الشخص فهذا اكتئاب يحتاج إلى التدخل العلاجي “دوائي ونفسي” من خلال بعض الأدوية التي يطلق عليها مفرحات النفوس، ويلازمها بعض الجلسات المعرفية السلوكية يقوم بها المعالج النفسي.
لذا يجب عليك التوجه للاختصاصي النفسي لتقييم الحالة وإعطائك الدواء المناسب مع الجلسات العلاجية.
كما أن هناك بعض الإرشادات والتدريبات المعرفية السلوكية التي لا غنى عنها للتعامل مع مثل حالتك وهي كالآتي:
– التعرف على إيجابياتك وتنميتها وتطويرها من خلال خطة لتحسين أدائك على مستوى نفسك والأسرة والمجتمع وابدأ دائمًا بتكليفات بسيطة وسهلة للقيام ببعض الواجبات والمسؤوليات داخل المنزل مثل: تنظيف المنزل بدءًا من حجرة المعيشة مع مكافأة نفسك عند قيامك بإتمام المهمة بأي شيء تحبه.
– تدريب نفسك على إبعاد الأفكار السلبية الهدامة من ذهنك وعدم الانصياع لها؛ لأن سلوكياتنا ومشاعرنا هي نتاج لطريقة تفكيرنا، لا تستسلم للأفكار السلبية بل حاربها بشتى الطرائق وبالأعمال السلوكية الإيجابية أو الكتابة، وتعلم التفكير الإيجابي والنظرة التفاؤلية لشتى الأمور من حولك.
– ابتسم؛ فالابتسامة تخفف من حدة الضغوط التي تحيط بنا وتجعلنا نشع أملاً وبهجة عند وجودنا في مكان فدائمًا انتبه لإيماءات وجهك وابتسامتك.
– العمل اليدوي من فك وتركيب وترتيب وأعمال كلها أشياء تحارب الاكتئاب؛ فالإحساس بإنجاز الأشياء أقوى وسيلة لمحاربة انهزام النفس.
– اجلس وسِرْ وسط الطبيعة ماء وزرع أو صحراء وزرع أو وسط الحدائق أو شاطئ البحر كلها أماكن تخلصك من الطاقة السلبية وتمدك بالطاقة الإيجابية؛ فحاول أن تذهب من مرة إلى مرتين في الأسبوع لأحد الأماكن التي تتميز بالطبيعة.
– كن دائمًا وسط مجموعة من الأهل أو الأصدقاء، ودرِّب نفسك على فتح الموضوعات، وشجِّع نفسك على الإمساك بزمام الأمور وفتح موضوع يبدأ بسؤال أو اقتراح أو استفسار ومرة بعد أخرى سوف تجد نفسك أكثر جرأة في تجاذب أطراف الحديث.
– عليك بممارسة رياضة المشي بشكل منتظم يوميًا لمدة نصف ساعة؛ فهي خير وسيلة لمساعدة المخ على إفراز هرمون السعادة وتحمل الضغوط.
– تعلم أشياء جديدة لم تكن تعلم عنها شيئًا من قبل منها لتطوير ذاتك وشغل وقت الفراغ، والتعرف على أفراد جدد ومحاربة الأفكار السلبية بسلوك أكثر إيجابية.
– لا تجلس بمفردك، بل اجلس بشكل دائم مع أشخاص مقربين أو في عمل شيء مفيد حتى لا تتملك منك الأفكار السلبية.
– حدِّث نفسك دائمًا بأحاديث لطيفة؛ فلا تكن عنيفًا مع ذاتك أو شديد اللوم والتأنيب لنفسك ولا تحقر من شأن ذاتك بل كن مهذبًا ولطيفًا في أحاديثك لنفسك، شجِّع نفسك وطمئنها ولا توبخها وتكن قاسيًا معها فنحن ننفذ ما نقوله لأنفسنا.
– الطريق إلى الروحانية والسلام والهدوء النفسي من أهم الطرق للخلاص من الاكتئاب كالصلاة والاستغفار والدعاء والتأمل في ملكوت الله كلها من الجوانب الروحانية التي تضفي الثقة والطمأنينة في قلوب المؤمنين وتشعرنا أن الله يقف بجانبنا ويمدنا بالقوة والطاقة اللازمة لاستكمال طريق حياتنا؛ فتمسك بالصلاة بشكل منتظم وبالدعاء والاستغفار وسوف تجد راحة نفسية وسكينة وأمان داخلي وهو مدد من عند الخالق سبحانه وتعالى.
– أخيرًا عند الاستيقاظ من النوم في الصباح اهبط من السرير مسرعًا دون تفكير أو مقاومة للنهوض من السرير حتى لا تهاجمك الأفكار السلبية وتؤثر على يومك.
الأخ الفاضل: أدعو المولى عز وجل أن يخفف عنك، ويزيدك قوة وأملاً وانشراحًا عظيمًا بإذن الله تعالى.

المصدر: موقع المسلم.

Scroll to Top