يا مَن حزم حقائبه للحج، إليك همساتي وتوصياتي:أ. منال عبد العزيز السالم.يا من حزم حقائبه للحج، أهديك بعضًا من الوصايا التي أسأل الله أن ينفعك بها.
هنيئًا لمن أراد الحج؛ فبهذا العزم والنية؛ ستعيش هناك أجواءً إيمانية رائعة ربما تتذوقها للمرة الأولى؛ فلا تنشغل عنها بشيء، عش نفحاتها وتذوقها، فأيام الحج معدودة، وساعاته محدودة، ابخل بها يا موفق عن الأحاديث، والتعارف، والسمر، والانشغال بجهازك الذكي، وغيرها مما لا يثقل موازين حسناتك حين يكثر ضوضاء الناس وصخبهم في مخيمات الحج، انفرد أنت بنفسك؛ لتغسل روحك، لتناجي ربك، لتبوح له بما ترغب، وتسأله ما تشاء، وتطلبه ما تريد.
خصِّص في الحج أوقاتًا للاتصال بالأهل والسؤال عنهم، فيما عداها ابقِي جهازك مقفلاً؛ فأوقاتك أثمن من أن تضيعها في اتصالات ورسائل وبودكاست، كن مستيقظًا في الثلث الأخير من الليل في أيام الحج ولو لم تكن من أهل قيام الليل عادةً؛ لتصلي، وتدعو، وتذكر الله؛ فأمامك في بيتك رقاد طويل.
ضع في حقيبتك كتابًا ترجع إليه في صفة الحج الصحيحة من أوضحها، وأسهلها وأخفها حملاً، وأصحها علمًا: “كتيب التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة لابن باز رحمه الله”، واصطحب معك في رحلة الحج مصحفك، سجادتك، كتيب أذكارك، سواكك، لا تتوقع من الحملات أن توفر لك كل شيء ما يعينك على الطاعة أولى بأن يؤخذ مع متاعك فهو أهمّ من الثياب والطعام، ولتكن لك أنيسًا وجليسًا ورفيقًا، أمسِك لسانك في الحج إلا عن ذكر وخير، وحيث أنك ستتعرض في الحج للمشقة ولا شك؛ فأوصيك ألا تذكرها لأحد، أو ترويها لإنسان، استشعر أنك مأجور بكل مشقة، مثاب على كل جهد وتعب؛ فلا تشتكي لأحد.
كما تحرص حملات الحج على أن تقدم لحجاجها ما بوسعها تقديمه لكن كثرة العدد قد تخذلها فلا تكن متذمرًا متسخطًا تظهر العيوب، وتستر المحاسن، اعزِم أن تكون في رحلة الحج شخصًا آخر أقرب إلى الله، غيِّر نغمة جوالك الموسيقية احترامًا لفضل الزمان والمكان، وإرضاءً للخالق الكريم المنان، اخلص نيتك في هذا الحج، ولا تباهي بالتحاقك بالحملة الفلانية التي تقبض منك مبلغًا كبيرًا؛ فقبول الحج لا علاقة له بتكاليفه المادية!
نسأل الله لحجاجنا التوفيق، والسلامة، والقبول، والإخلاص.