التخصص في مجال العلم الشرعي:ضيف الحوار: عبد الحميد البلالي.
أجرت الحوار: أمينة سعيد.حين طرقنا بابه ودعوناه ليكون ضيفنا لبّى النداء سريعًا ولم يتأخر لحظة في الرد، وإن كان رده علينا يعد وسام شرف لنا فلقاءنا به لأكبر غنيمة؛ فهو ذو شخصية فريدة من نوعها ومتميزة ومثال يحتذى به في الإبداع والصبر والتغيير وغيرها من الخصال الحميدة التي اتصف بها، تخصص في التأثير على مدمنين المخدرات ليققلعوا، أطلق عليه اسم صديق التائبين هو أ. عبد الحميد البلالي من مواليد دولة الكويت درس في الكلية الصناعية عام 1971 وذهب في بعثة علمية إلى بريطانيا وحصل على دبلوم بالهندسة الكهربائية من كلية «بورمث» عام 1978 والبكالوريوس بالهندسة الإلكترونية من جامعة دايتون الأميركية عام 1990، عمل مهندسًا للكهرباء في شركة المباني الجاهزة ثم تدرج من مهندس إلى رئيس قسم للصيانة ومهندس تخطيط أول في شركة صناعة الكيماويات البترولية.
قدم برامج دينية واجتماعية في التلفزيون والإذاعة، صحافي وكاتب، تنقل بين مجلة “المجتمع” و”القبس” و”الأنباء” و”الوسط” و”صوت الكويت” و”الرأي العام”.
رئيس مجلس إدارة جمعية بشائر الخير المتخصصة في علاج المدمنين، عضو في جمعية الإصلاح الاجتماعي واللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات واتحاد الجمعيات العربية غير الحكومية لمكافحة المخدرات، عضو جمعية الصحفيين الكويتية، وعضو باللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات، عضوًا من ذوي الرأي والخبرة والاختصاص، وعضو اتحاد الجمعيات العربية غير الحكومية لمكافحة المخدرات.
من كتبه: “البيان في مداخل الشيطان، كلام أهل الجنة وتخاصم أهل النار، المختصر المصون من كتاب التفسير المفسرون، حطم القيود وانطلق نحو عالم القوة، وله عدة كتب مترجمة بالعديد من اللغات.
فكان معه هذا الحوار:
ما رأيكم بالقول الذي يقول أن التخصص هو النجاح؟
النجاح غير متعلق بالتخصص فحسب، بل النجاح له أسباب كثيرة منها: التخصص.
ماذا يعني التخصص في مجال العلم الشرعي؟
يعني عدم التشتت، وعدم معاملة أو تربية المؤثرين على أنهم سوبرمان، بل التخصص في مجالات مختلفة يحتاجها المجتمع، وتشمل كل مظاهر الحياة.
هل حضرتك مع التخصص في العلم الشرعي أم ضده، ولماذا؟
أكيد أنا مع التخصص في العلم الشرعي؛ لأن التخصص يختصر لنا المسافات، ونكتسب من خلاله ثقة الناس واحترامهم، كما أنه يسهل علينا الوصول إلى الأهداف بسهولة، ويجعلنا أكثر استيعابًا للآخرين بجميع تخصصاتهم وميولهم.
كيف يتحقق التخصص في العلم الشرعي؟
يتحقق من خلال تقسيم طلابي العلم حسب ميولهم وقدراتهم، ثم إدخالهم في مجالات التخصص المختلفة سواءًا الدينية البحتة أو الدنيوية، ومثال ذلك “القرآن، الحديث، الفقه، التفسير، الأصول، إلخ” أو “السياسة، الاقتصاد، الكتابة، الإنشاد، الرياضة، إلخ”.
حدثنا عن بداياتك، وفي أي مجال تخصصت؟
بدأت في العمل التربوي مع الشباب، ثم تخصصت في مجال معالجة المدمنين من المخدرات.
هل اختيار هذا التخصص كان برغبة منك، أم كان عملاً بنصيحة شخص تخصونه بالاحترام والتقدير؟
لم يكن مني بل كان نصيحة من بعض الأشخاص؛ لأنه وجد فيني القدرة على إدارة مثل هذا العمل، ولكنني أحببته بعد ذلك، وطورته، وأصبح جزءًا مني.
هل يمكننا القول أن ثقافة التخصص منتشرة بين من يعملون في مجال العلم الشرعي؟ أم أننا نعاني من نقص في المتخصصين؟
لا ليس منتشرة بل شحيحة كل الشح، ومن مظاهر هذه الندرة هو أنك أول إنسان يسألني هذا السؤال في حياتي.
برأيكم هل المعاهد الدينية وكليات الشريعة قادرة على تخريج مؤثرين متخصصين في مجال معين من مجالات الدين؟
نعم يمكن ذلك؛ فالمشكلة ليست في المعاهد، ولكن المشكلة فينا نحن، وفي المؤسسات، التي ما زال الكثير منها يفضلون هذه الفوضى.
لنتحدث عن آثار التخصص في مجال العلم الشرعي؟
آثار التخصص في هذا المجال كثيرة، وقد أشرت إلى ذلك حيث أن منها: “استيعاب الكثير من القدرات في المجتمع، وتوظيف الطاقات المعطلة، والانفتاح على الكثير من مناحي الحياة، وبروز العلوم الشرعية في الكثير من التخصصات، وإبرازها في شتى مناحي الحياة”.
الدعوة إلى التخصص في مجال العلم الشرعي لا بد ألا يتنافى مع دعوة المؤثر إلى أن يكون ملمًا بجميع مجالات العلم الشرعي فما رأيكم؟
هناك إلمام عام، ويعتبر ثقافة عامة، وهذا لا ينافي التخصص العميق في مجال ما.
ما هي معوقات التخصص في مجال العلم الشرعي؟
عوائق التخصص هو نحن والعقلية التي لا تحب التغيير، والخوف من الجديد.
نصائح تودون أن نختم بها حديثنا؟
نصيحتي أن تستمروا في ذلك ولا تيأسوا؛ فدائمًا طريق المجددين في بدايته صعوبة، ولكن يعقبه الإنجاز العظيم، والنجاح المؤزر بإذن الله.