همم المعاصرين مع القرآن وقيام الليل :أحمد خالد العتيبي.بسم الله الرحمن الرحيم
هذه نماذج لبعض المعاصرين وكيف كان حالهم مع تلاوة القرآن وقيام الليل، أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
– الشيخ إبراهيم بن صالح التركي “ت 1426”: حفظ القرآن وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وكان متقنًا لحفظه، مداومًا على تلاوته، وكان يختمه في نشاطه وصحته كل يومين، وفي رمضان يبلغ به عشرين ختمة، وقد ذكر -رحمه الله- أنه انشغل عن المداومة على القرآن في مطلع شبابه قليلاً؛ مما جعل بعض السور تتفلّت عليه فأغلق دكانه عصرًا سنة كاملة، يراجع القرآن ويستعيد ضبط الآيات المتشابهة حتى استعاد إتقان حفظه.
– الشيخ أحمد ياسين “ت 1425”: يقول د. أحمد الصويان: حدثنا ابن الشيخ أن والده كان يختم القرآن الكريم كل أربع ليالٍ، حتى في أصعب المواقف وأحلك الأيام، وحدثنا أنه كان يقلب صفحات المصحف لوالده وهو يقرأ -لأنه مشلول- وفي إحدى الليالي نامت عينه، ثم انتبه أن والده يحاول قلب الصفحة بلسانه!
– الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم “ت 1429”: كان يختم القرآن كل سبعة أيام وفي الشهور الأخيرة من حياته كان يختم كل ثلاثة أيام، وكان يقوم من الليل منذ كان عمره ثمانية عشر عامًا لمدة ساعتين يوميًا حتى أنهكه المرض، وكان إذا غلبه النعاس آخر الليل اغتسل ليطرد عنه النوم، أو بلّل طاقيته بالماء ووضعها على رأسه وهو يصلي، وربما كرر ذلك مرات عدة في الليلة الواحدة!
– أحمد بن عبد الله الخضيري “ت 1405”: يقول عنه حفيده الشيخ د. محمد بن عبد العزيز الخضيري وفقه الله: “كان يختم القرآن الكريم كل يوم، وفي رمضان يختمه 60 مرة، ويدخل الحرم مع هلال رمضان ولا يخرج إلا إذا أكمل صيام الست من شوال”.
– سعد بن عبد الله العبيد “ت 1428”: يقول ابنه الشيخ محمد: تقول والدتي: منذ أن تزوجته وهو صاحب قيام بالليل، ولم أوقظه لصلاة الفجر أبدًا طيلة حياته، ولما أصيب بالمرض أراد السفر لأمريكا للعلاج، فمكث فيها خمسة عشر يومًا فقط ولما عاد حدثني بأن أفضل ما وجده في أمريكا هو طول الليل، فقد زاد الليل ساعتين عن المعتاد، فبدل أن يقرأ أربعة أجزاء قرأ ستة، فختم القرآن ثلاث مرات طيلة الأسبوعين.
– الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان “ت 1431″: يقول د. سعد بن مطر العتيبي: مما رأيته من عبادته: كثرة قراءته للقرآن الكريم، وعنايته به قصد التدبر، وقد حدثني ابنه محمد أنه خرج مع الشيخ في سفر إلى الطائف بالسيارة فما إن خرج من البنيان حتى قال: ” تقضّب لي أبي اقرأ قال: فبدأ بالفاتحة، ودخلنا الطائف وهو في آخر الختمة! قرابة سبع أو ثمان ساعات! وقد حدثني عنه ابنه د. محمد: أنهم كانوا ينصرفون من صلاة الفجر يوم الجمعة زمن الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ثم يتسابقون بعد الصلاة لحجز أماكنهم لصلاة الجمعة في الصف الأول ويكون غالبيتهم قد ختموا القرآن قبل الأذان الثاني”.
– محمد بن عبد الرحمن بن قاسم “ت 1421”: يقول ابنه الشيخ عبد الملك: كان الوالد رحمه الله محبًا للقرآن وأهله، حافظًا له منذ حداثة سنة، وفي رمضان يختم كل ثلاث، وفي آخر عمره كان يختم كل يوم، وقد عرف عن الوالد رحمه الله قيامه لليل منذ حداثة سنه، وكان قيامه يتجاوز ثلاث ساعات، وقد سأله أخي عبد المحسن: هل الشيخ محمد بن إبراهيم هو الذي دلكم على ذلك؟ قال: لا، قرأت كتابًا عن فضل قيام الليل وكان عمري سبعة عشر عامًا فما تركته، وقد ذكرت والدتي أنه قام ليلة زواجه مثل الليالي الأخرى، أما صلاة التراويح فكان رحمه الله لا يكتفي بها في رمضان، خاصة في العشر الأواخر، بل كان يحيي أيضًا ما بين التراويح والقيام.
– الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري “ت 1399”: يقول الشيخ سليمان بن ناصر الطيار حدثني الشيخ أحمد الحصين عن الشيخ الدوسري أنه قال: “أوجعتني عيوني في يوم من الأيام فأصابتني حالة نفسية واكتئاب، وقلت في نفسي: إن أصابني عمى وأنا لم أحفظ القرآن، وقد كنت أحفظ منه سبعة أجزاء فحبست نفسي 21 يومًا لا أخرج إلا لأداء الصلاة جماعة في المسجد أو قضاء الحاجة، فحفظته كله بفضل الله.
– محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي “ت 1405”: يقول ابنه الشيخ محمد: جئت إلى الوالد رحمه الله وكنت حينها في السنة الثانية من الكلية، وقلت له: إن هناك من يستبعد ختم القرآن في ليلة، فقال: هذا بسيط، ختم القرآن في ليلة بسيط، وهو خلاف السنة لكنه سهل جدًا، ثم قال: والله يا بني! الحمد لله، مرّت عليّ في بداية الطلب سنوات لا أستفتح بعد العشاء بالقرآن إلا ويأتي السحر وأنا في آخر القرآن.
من كتاب: “شذا الياسمين من أخبار المعاصرين”.