ثمرة معلم:
إبراهيم الفارس.
شاب صغير في الثالثة الابتدائية، كان مدرس المدرسة يحثهم وبقوة أي هؤلاء الشباب على أداء صلاة الفجر مع الجماعة، على الاستجابة لله -سبحانه وتعالى- وكانت النتيجة أن تأثر هذا الغلام الصغير بتحفيز معلمه.
ولكن الفجر صعبة بالنسبة له؛ فقرّر أن يصلي الفجر في المسجد ولكن من الذي يوقظه؟ فقرّر قرارًا صارمًا أن يسهر الليل ولا ينام، وفعلاً سهر الليل إلى أن أذّن الفجر وخرج إلى المسجد مسرعًا يُريد أن يصلي ولكن عندما فتح الباب وإذا بالشارع موحش وإذا بالشارع مظلم ليس هناك أحد يتحرك، لقد خاف، ماذا يصنع؟ ماذا يفعل يا ترى؟ وفي هذه اللحظة وإذا به يسمع مشيًا خفيفًا رجلاً يمشي رويدًا رويدًا، وإذا بعصاه تطرق الأرض وبأقدامه لا تكاد أن تمس الأرض فنظر إليه وإذا به جد زميله، أو صديقه؛ فقرّر أن يمشي خلفه دون أن يشعر به، وفعلاً بدأ يمشي خلفه إلى أن وصل إلى المسجد، فصلّى، ثم عاد مع هذا الكبير في السن دون أن يشعر به، وقد ترك الباب لم يُغلق، دخل ونام، ثم استيقظ للمدرسة وكأن شيئًا لم يحدث، استمر على هذا المنوال فترةً من الزمن، أهله لم يستغربوا منه إلا قضية كثرة نومه في النهار، ولا يعلمون ما هو السبب، والسبب هو سهره في الليل.
وفي لحظة من اللحظات أُخبر هذا الطفل الصغير أن هذا الجد قد تُوفي، مات جد أحمد، مات هذا الرجل الكبير في السن، صرخ أحمد، بكى أحمد، ما الذي حصل، ماذا تبكي يا بُني، إنه رجلٌ غريب عنك، إنه ليس أباك، ولا أمك ولا أخاك، فلماذا تبكي؟ وعندما حاول والداه أن يعرف السبب، قال: إنك لم توقظني لصلاة الفجر، أما هذا الرجل فقد كنت أمشي في ظلاله دون أن يشعر إلى صلاة الفجر ذهابًا وإيابًا، وقصّ القصة على والده، كاد الأب أن تخنقه العبر، تأثر فكان تغييرًا جذريًا كليًا في حياة هذا الأب بفعل سلوك هذا الابن بل بفعل سلوك هذا المعلم.
الله أكبر، انظروا إلى ثمرة هذا المعلم ماذا أثمرت؟
المصدر: صيد الفوائد.