الدعوة والقدوات:يتحدث رجال الدعوة عن صفات الداعية، وتتطلع النفوس إلى وسائل حية تبث الحياة في روح الأمة، ولن أجد في نظري كالقدوات.
إن حاجة الأمة إلى القدوات تفوق حاجتها إلى المصانع والتقنيات والطائرات وما ذاك إلا لأن القدوة يصنع الحياة من حوله.
ولعلك تفتح صفحات التاريخ لترى كيف صنع الرجال الحياة من حولهم وكيف كانت حياتهم حياة للأمة.
إن من فطرة الناس أن يتأثروا بمن يرون أمامهم؛ لذا كانت القدوة وسيلة لا بد منها.
ويزيد الأمر أهمية إذا كان الواقع بدأ في وضع أناس ليسوا بقدوات “قدوات”.
نماذج:
إننا نفتقر إلى القدوة في حسن الخلق المتميز في أدبه وسمته وكم يصنع هذا من أناس بهذا الخلق.
ونحتاج إلى القدوة في طلب العلم وبذل الهمة في تحصيله وسيكون لهذا دور بارز في إحياء طلب العلم في نفوس الأمة بعد أن رضعت الجهل مع الكسل.
وما أحلى ذلك الداعية القدوة في صبره وتحمله وتضحيته في زمن غياب التضحيات وظهور الاستعجال لدى فئة ليست بالقليلة من الدعاة.
ونتطلع إلى تاجر يشتري الآخرة بماله حينما ينفق في وجوه الخير ليكون قدوة حسنة لأصحاب الأموال الذين بخلوا عن أبواب الصدقات.
ونحتاج إلى امرأة تحمل رسالة الدعوة إلى الله تعالى في مجتمع النساء حيث ندرة هذا النوع.
ولا زلنا نريد فتاة تتميز بحجابها وحيائها لتظهر للعالم بأسره أن جمال الفتاة في دينها ليس في التحرر من الحجاب.
وكم نحن ننتظر القدوات الذين إذا رأيناهم أو سمعنا بخبرهم زاد إيماننا وقوي يقيننا كما قال صلى الله عليه وسلم: (أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله) “السلسلة الصحيحة 4\311”.
ونحتاج إلى مسؤول يحمل بين كتفيه دلائل القدوة فهو الرئيس والمدير والقائد ومع ذلك هو قدوة في صلاته وأدبه وسلوكه ولم يكن منصبة حائلاً عن أن يكون قدوة.
والحديث عن القدوات يطول والخواطر حول هذا العنوان لا يحيط بها القلم والحر تكفيه الإشارة.المصدر: موقع الشيخ سلطان العمري.