وصايا في التربية:مي الدويش.أسمع بين الحين والآخر عبر وسائل التواصل، فتاة ضربها والدها فقط ليغيظ والدتها، فتاة منعها والدها عن الدراسة بحجة أنها أنثى، فتاة تعاني العنف من والدتها والكثير الكثير.
لكن لم أتوقع يومًا أن أشاهد بعيني مثل هذه الحالات عن قرب؛ لذلك أردتُ أن أدوِّن بعضًا من الوصايا التي أسأل الله أن ينفع بها كل أب وأم.
إلى كل أب وأم:
1- أبناؤكم وبناتكم أمانة في أعناقكم؛ فحافظوا على هذه الأمانة (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، أبناؤكم وبناتكم نعمة من الله -عز وجل- لكم فأدوا شكر هذه النعمة على أكمل وجه.
2- أحِبوا أبناءكم وعبروا عن محبتكم لهم، وليس التعبير بالمال والملبس فقط، بل التعبير بالاحتواء والسؤال عن الحال، والحديث والجلوس معهم، ومشاركتهم همومهم، وأفراحهم، هناك من الأبناء من يحبون آباءهم مع أنهم لا يملكون مالاً؛ لأنهم أحبوهم بطريقتهم.
3- كونوا أصدقاء لأبنائكم وبناتكم، قبل أن تكونوا آباء أو أمهات.
4- كونوا قدوة لأبنائكم بأفعالكم قبل أقوالكم، مع الله في السر والعلن، مع البيت قبل الشارع، مع الأسرة قبل الناس، بالدعاء والخلق الحسن نبني أسرة صالحة للمجتمع.
5- اجعلوا مشاكلكم الزوجية بعيدًا عن أبنائكم، وحاولوا أن تجدوا حلاً فيما بينكم، اجعلوهم يعيشون بهناء وصفاء.
6- لا تجعلوا من أبنائكم وبناتكم إمعة إن أحسن الناس أحسنوا، وإن أساء الناس أساؤوا، علموا أبناءكم المحافظة على مبادئهم وأخلاقهم، مهما تغيرت مبادئ الناس وأخلاقهم، اجعلوهم يبقون ثابتين صامدين على مبادئهم؛ لأنها مبادئ نصّ عليها الكتاب والسنة فهي ثابتة لا تتغير.
7- إلى كل أب يفرّق في المعاملة بين ابنه وابنته، ويجد أن الذكر أفضل من الأنثى أقول: ألا تعلم أيها الأب أن الإسلام وصّى بهذه الأنثى، ألا تعلم أيها الأب أن الإسلام وضع مكافآت وجوائز لا تُقدّر بثمن فقط لمن يحسن ويعتني بهذه الأنثى، ألا تعلم ما هي هذه الجائزة؟ يقول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- (من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ويرحمهن ويكفلهن فقد وجبت له الجنة البتة) ما أعظم المعطي، وما أعظم الجائزة، لم يقل نبينا سوف يدخل الجنة، بل ذكر توجب عليه دخول الجنة، من كان لديه بنتًا أو أختًا أو عمة أو خالة، فأحسن إليها وكرّمها واعتنى بها، وجب عليه دخول الجنة، عمل بسيط، وثواب عظيم؛ فليتسارع الجميع بالإحسان إلى نسائهم؛ لينالوا هذا الثواب العظيم، وليخلصوا النية في تربيتهم لأبنائهم.