مجالس الذكر.

مجالس الذكر:
نورة عبد العزيز الرشيد.

في رحاب بيت من بيوت الله، ضمتنا جلسة مع إحدى الداعيات، بعد الانتهاء من أداء صلاة التراويح، قالت في سياق حديثها: “من منا بكت عندما سمعت هذه الآية:
(وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آياتُ الرحمن خرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) مريم: 58.
نعم سجدنا جميعًا، عندما تلاها الإمام، ولكن هل سقطت دمعة من دموعنا! هل استشعرنا هذه الآيات؟
لا! أتعلمن لمَ؟
لأن قلوبنا قاسية، ممتلئة غيرة وحسد وفضول، وحب للدنيا فمتى تلين؟ متى ترق وتبكي من خشية الله وعند سماع آيات الله؟
همنا في هذه الدنيا القيل والقال، والفضول، وماذا قال الناس عنا!
أحداهن تنهمك في التفكير بفلانة، لمَ قالت عنها ذلك الكلام! وماذا تقصد! و… حتى يمضي وقت الصلاة وهي تفكر بغضب!
أصبحت هذه الدنيا أكبر همنا فمتى نفرغ قلوبنا من حب الدنيا؟ متى ننظفها من الحسد والغيرة؟ متى نصفي قلوبنا؟
كانت تتحدث وتدعو بحرقة: (اللهم اجعل الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا)، نعم صدقت نتكلم كثيرًا طوال الوقت في كل شيء، إلا في الذكر والدعاء تُصاب ألسنتنا بالبكم! (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِم) آل عمران: 191، أي يذكرون الله بألسنتهم وقلوبهم في جميع الأحوال، أين نحن منهم! لمَ لا نعوِّد ألسنتنا على الذكر طوال الوقت! فكم نحنُ مُقصرين في الدعاء!
كنتُ أستمع إلى الإمام من خلال مكبر الصوت في المسجد المجاور لمنزلي، كان يتحدث حول التقصير في الدعاء، والذكر فيسأل من منا اليوم قال: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له” مئة مرة؟ فلو وضعنا كتيّب الأذكار والأدعية بجانب السجادة، حتى نعوِّد ألسنتنا على الدعاء بعد كل صلاة، وليس فقط الأذكار بعد الصلاة، بل التسبيح والاستغفار، والتهليل وكثير من الأدعية!

قطرات متناثرة:
– اشترِ نفسك اليوم، فإن السوق قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير.
– إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى … وأبصرت يوم الحشر من قد تزودا
ندمت على ألا تكون مثله … وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
بينك وبين الفائزين جبل الهوى … والدنيا مضمار سباق

تزود من حياتك للمعاد … وقم لله واجمع خير زاد
أترضى أن تكون رفيق قوم … لهم زاد وأنت بغير زاد.
لا والله ما نرضى، نسأل الله خير الزاد.

المراجع:
– الفوائد، لابن القيم الجوزية.
– كتاب همس القلوب.

Scroll to Top