مفاتيح للتعامل مع المراهق الصعب:د. جاسم المطوع.قال: ابني المراهق صعب جدًا ومتمرد ولا أستطيع السيطرة عليه، قلت: وكيف كنت أنت عندما كنت مراهقًا؟ فابتسم، وقال: الصراحة أنا كنت شيطانًا لما كنتُ بعمره، قلت له: هذا الشبل من ذاك الأسد، فابتسم وقال: ولكن ما الحل معه، فهو لا يسمع الكلام ولا يستجيب لأوامري في الدراسة والصلاة والأصدقاء وحتى موعد النوم!
قلت: هناك عدة مهارات ومفاتيح لا بد أن تتعلمها في التعامل مع المراهق الصعب، قال: وما هي هذه المفاتيح؟
قلت: إن المراهق إذا لم يكن مرتاحًا مع والديه ويشعر بأنهم يضغطون عليه ويضايقونه؛ فإنه يزداد عنادًا وتمردًا ويحاربهما بطريقته الخاصة، فالمراهق الصعب يتفنن في الضغط على أزرار العصبية عند الوالدين، خاصةً إذا كان المراهق ذكيًا، وعلاج هذه المشكلة يكون بالطريقة الآتية:
المفتاح الأول: هو أن تصادقه، وتجعل علاقتك جيدة معه؛ حتى تستطيع أن تتحدث معه بعيوبه وأخطائه، فإذا كانت العلاقة متوترة، فإنك لا تستطيع أن تكلمه وتتفاهم معه.
والمفتاح الثاني: عندما تتحدث معه بالمشكلة لا بد أن تسمع منه كذلك، وتسأله إذا كان يرى ما تراه مشكلة أم لا، فإذا اتفقت معه على أنها مشكلة هنا تستخدم المفتاح الثالث وهو أن تقول له ما هو حل المشكلة بنظرك، وتعطهِ فرصة أن يعبر عن رأيه ويطرح عليك خطته لحل المشكلة، وحتى لو لم تعجبك خطته، فإننا ننصحك أن تقبلها منه وتعطيه فرصة لتطبيقها؛ حتى تعرف مدى صدقه في تطبيق خطته العلاجية.
والمفتاح الرابع: هو أن تمسك أعصابك، ولا تغضب مهما تمرد أو حاول أن يستفزك، فكن أذكى منه واضبط نفسك ولا تتهور بتصرف عنيف مثل الضرب أو الطرد، أو أن تسمِّعه كلامًا مثل “أنت لست ابني وأنا لست أبوك” فإنك وقتها ستخسره.
والمفتاح الخامس: أن تترك مسافة بينك وبينه في حال لم يستجب لك في أول لقاء حواري أو لم تصل معه لنتيجة في حل المشكلة، واحرص على أن تجلس معه أكثر من جلسة وتحاوره أكثر من مرة؛ حتى تصل معه لاتفاق.
والمفتاح السادس: أن تكون قوانينك واضحة ومعلنة له ولإخوانه فلا ينفع أن تقول له لا تخرج مع أصدقائك أو ممنوع أن تأكل الوجبات السريعة أو غيرها من الطلبات، وإنما لا بد أن تبين السبب، وأن يكون سببك مقنعًا، وفي حالة العقوبة لو أردت أن تعاقب على تصرف خاطئ فلا تعاقب بعقوبة كبيرة، وابدأ بعقوبة صغيرة أو استخدم أسلوب فقد الامتيازات مثل الهاتف النقال أو الإنترنت أو المنع من الخروج في أوقات معينة، ولكن احرص ألا تطيل العقوبة أو أن تجعل العقوبة أكبر من فعله؛ لأن العقوبة التأديبية إذا لم تكن بوقتها الصحيح ومقياس منطقي، فإنها قد تزيد العلاقة سوءًا.
والمفتاح السابع نسميه المفتاح السحري وهو أن تستغل اللحظات الإيجابية والجميلة بينك وبين ابنك، فتوجهه بطريقة حكيمة وجميلة في جو من المرح والفرح، ستجد التأثير الكبير عليه في هذه الحالة.
والمفتاح الثامن: أنك تخوفه بتطبيق القانون أو اللجوء للجهات المختصة بالدولة في حالة استمراره في الخطأ الذي يرتكبه خاصةً إذا كان القانون يجرم فعله.
قال: إن هذه وصفة تربوية جميلة، وأنا سأستخدم هذه المفاتيح مفتاح مفتاح مع الدعاء لعل الله أن يهدي ابني ويجعله سهلاً مرنًا، قلت: ولكن هناك أمران مهمان لا بد من التنبيه عليهما:
الأول- ليس دائمًا ابنك يكون متعمدًا عند ارتكاب الخطأ فحسن الظن مطلوب وإعطاء الفرصة له أكثر من مرة مطلوب كذلك.
والأمر الثاني- أنك لا بد أن تعطيه فرصة يتكلم وتشعره بأنك تسمع لكلامه، حتى لو كان كلامه خاطئًا فلا تقاطعه حتى يشعر بأنه محترم ومقدر، وهذا يساعدك في تقويم سلوكه ونجاحك في العلاقة معه.
قال: شكرًا لك، والآن سأشتري ميدالية لأعلق المفاتيح عليها.المصدر: صحيفة اليوم.