تاج الأمنيات

 

منال عبد العزيز السالم.

يتقدم بأوراقه لطلب وظيفة وهو يردد في داخله؟ لن أفوز بهذه الوظيفة، تتقدم لطلب النقل وهي تقول؟ قلبي يقول أن اسمي لن يدرج في حركة النقل، يسجّل في الجامعة وهو يحدّث نفسه أنه لن يحصل على مقعدٍ في التخصص الذي يرغبه.
والنتيجة أن أيًا منهم لم يحصل على ما يتمناه، وقد صدق حدس وظن كلٍ منهم؛ فيضرب كفيه ببعضهما قائلاً بحسرة: هذا ما توقعته، أنا حظي سيئ)
والحقيقة يا كرام أن أمثال هؤلاء ليسوا سيئي الحظ، بل سيئي الظن بالله سبحانه وتعالى، ألم يقل سبحانه في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء)، أي أنا قادرٌ على أن أفعل بعبدي ما ظن أني فاعلٌ به.
الإنسان ابن أفكاره، سجين معتقداته، فمتى ما توقع الخير أتاه، ومتى ما أحسن بربه الظن أكرمه وأعطاه.
فما أجمل أن نصبغ أمنياتنا بالأمل، ونعطّر أحلامنا بفألٍ حسن، ونتوّج أهدافنا بحسن الظن بالله جل وعلا، ساعين في ذلك بالعمل، وصدق التوكل، والأخذ بالسبب، وبذل الجهد والوسع.
ونغرس روح الفأل الحسن في نفوس النشء فينطلقوا في أحلامهم متعبدين لله بحسن ظنهم به، وثقتهم بتيسيره، وخصوصًا في المواطن التي تضعف فيها همتهم وتذبل فيها حماستهم.
ولعل طلابنا في السنة الأخيرة من الثانوية أو الجامعة بحاجة هذه الأيام إلى جرعة عالية من التفاؤل وحسن الظن بالله والتوكل عليه أكثر من حاجتهم إلى التذكير الدائم بخطورة هذه المرحلة وأهميتها في مستقبل الشاب أو الشابة.
إذ أن إدراكهم لحساسية هذه المرحلة وخطورتها بشكل مبالغ فيه يزرع في نفوسهم خوفًا ويأسًا يضرّهم أكثر مما ينفعهم، ويربكهم أكثر مما يفيدهم.
فافتحوا نوافذكم للأمنيات، واستقبلوها بحب، وألبسوها تاج الأمنيات “حسن الظن بالله”، وانتظروا تحققها بثقة وإيمان.

مع خالص دعواتي وأطيب أمنياتي.

Scroll to Top