محاضرة للدكتورة: نوال العيد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. إنَ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قربة من أجل القربات، أمر الله تعالى بها، وأثنى على أهلها، وجعلها سبباً لمغفرة الذنوب، وقضاء الحاجات،
فهل نتأمل فضل الله علينا وفضل الله على عباده المؤمنين اول فضل تفضل الله به علينا ان أرسل لنا محمد صلى الله عليه وسلم (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ).
فأعظم الفضل ارسال محمد صلى الله عليه وسلم لأحياء القلوب الميتة، قال أهل العلم (كلما كان الانسان أكثر صلة برسول الله كلما كان عطاؤه أعظم) وهذه حقيقة في الحياة إذا أردت أن يزيد الله في فضلك وفي عطائك اقترب من محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الله أخبر أنه أعطاه الكتاب والحكمة فإذا قرأت في سيرته واقتربت منه زادت حكمتك وعلمك بالكتاب فزاد عطاؤك.
الدلالة على أنه كلما اقتربت منه صلى الله عليه وسلم زاد فضلك أولا: أنك إذا اقتربت منه زادت صلاتك وسلامك عليه، وإذا زادت صلاتك وسلامك عليه تفرجت كرباتك.. كما ذكر في حديث أبي حيث جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قال: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: يا رسول الله! فأجعل صلاتي كلها لك؟ قال: إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك
يذكر أهل العلم في شرح هذا الحديث أن رجلا كان يشكي من ضلال ابنائه فحافظ هذا الرجل على كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكفاني الله ما اهمني من تربيتهم.
كلما أهمك فلو كانت مشكلة زوجية أم مسالة علمية أم ابن ضال او أي أمر من الأمور فأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
كلما ازددت قربا منه في الدنيا كلما زدت قربا منه في الآخرة. يقول صلى الله عليه وسلم: إن أقربكم مني يوم القيامة أكثركم صلاة عليِّ.
الثاني الصلاة الابراهيمية: “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد “
إذا لم تستطع أن تكملها او عجزت صلوا عليه وسلموا تسليما.
الثالث: أنك بكثرة ما تصلي على رسول الله بقدر ما يكتب الله لك النظرة في وجهك.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مِن القربات العظيمة، والطاعات الجليلة التي ندبَ الشرعُ إليها، وهي مِن أنفَع أدعية العبد له في الدُّنيا والآخرة، ومِن لوازم وتمام محبَّته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتوقيره وأداء حقِّه.