كيف نربي أبناءنا أخلاقيًا؟

 

إسلام عبد التواب.

 

الإنسان كائن ذو جوانب متعددة: منها الجانب الروحي، والجسدي، والغريزي، والأخلاقي، وكل جانب من هذه الجوانب يحتاج إلى التهذيب والتوجيه، والتربية، وسنتناول -إن شاء الله- كيفية تربية الأبناء من الجانب الأخلاقي.

من سنة إلى ست سنوات:

– تعليم الأخلاق والآداب العامة من خلال ربطها بحب الله له إذا فعلها.

– الابتعاد عن التخويف بالنار.

– التعليم باللطف ودون إحراج خاصة أمام الآخرين.

– الابتعاد عن الأساليب المباشرة في التوجيه؛ فلا تقل له: افعل، أو لا تفعل كذا، ولكن قل له مثلاً: ماذا يحدث إذا فعل الإنسان كذا؟ وسينتبه هو للضرر الذي يمكن أن يتسبب فيه.

– علِّمه الأخلاق بالقصة: فمثلاً تحكي له قصة الولد الكذاب الذي ادعى الغرق أكثر من مرة، والناس يُنقذونه؛ فلما تعرض للغرق فعلاً كذّبه الناس، وتركوه يغرق.

أو علِّمه التعاون من خلال قصة العجوز وأولاده، وكسر الحطب.

– نُعَلِّمه آداب الحديث بالتمثيل؛ فتتظاهر الأم بالكلام، والأب بمقاطعتها، ونسأله: هل نستطيع الكلام والفهم بهذه الطريقة؟

– في هذا السن علِّمه آداب الطعام بهدوء، وصحِّح له أخطاءه “تناول الطعام وهو مغلق الفم، عدم الحديث أثناء المضغ، الأكل بيمينه ومما يليه، عدم بعثرة الطعام”.

– عند الخطأ الجسيم نُعاقبه بعدم الحديث معه، لا بالضرب.

من ست سنوات إلى اثنتي عشرة:

– في هذا السن يُمكن استخدام الأسلوب المباشر في التوجيه بالإضافة إلى الأساليب غير المباشرة؛ ولكن دون إهانة.

– التعرُف على أهل زملاء الأبناء في المدرسة له أهمية كبيرة في السيطرة على أخلاقهم.

– تعليم الأبناء حب النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال قصص السيرة:

أ- احكِ له قصة معاذ ومعوذ ابن عفراء في غزوة بدر.

ب- حدِّثه عمّن أساءوا للنبي -صلى الله عليه وسل- ووجِّهْهُ للمشاركة في الرد عليهم، والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم.

– تعليم الحلال والحرام قضية مهمة:

أ- اضرب مثلاً بالأغاني الماجنة، أو الفتيات غير المحجبات، أو المدخنين.

ب- قُمْ بتحويل قناة التلفاز عند ظهور مشهد غير أخلاقي.

– بر الوالدين:

علِّمه البر بكما من خلال القصة والقدوة؛ “احكِ له قصة الثلاثة الذين أُغلِق عليهم الغار، وتضرعوا إلى الله بأعمالهم الصالحة، اصطحبه دائمًا في زيارات والديك وأقاربك”.

أ- احكِ له مواقف عملية كنت تفعلها مع والديك، واجعله يفعلها معك؛ كتقبيل أيدي الوالدين مثلاً.

ب- علِّمه تقبيل رأس الوالدين إجلالاً وإكرامًا، إظهار الفرح بمجيئهما، لا يبدأ أحد من أبنائك الأكل على سفرة الطعام حتى يبدأ والدهم، عدم دخول أحدهم مكانًا وأحد والديه يمشي خلفه، أو يجلس في صدر مجلس دونه، أو يُبدي إزعاجًا ولعبًا وقت نومه وراحته.

ج- اهتم بتحفيظه أناشيد عن الأم والأب.

– الجود والسخاء من الأخلاق المهمة:

أ- أعطه كل فترة مبلغًا ولو يسيرًا يُعطيه لفقير.

ب- أعطه مبلغًا يضعه في صندوق المسجد.

– علِّمه آداب الطريق:

أ- احكِ له حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن حق الطريق.

ب- علِّمه آداب الطريق وعدم الالتفات في الطرق، وعدم النظر في البيوت، ورد السلام، وعدم إلقاء ما يُؤذي المسلمين بالطرقات، والمشي بالهدوء والسكينة.

ج- ابعث ولدك لقضاء بعض أمورك التي يستطيعها، ثم اسأله: ماذا قلت؟ وبماذا رددت؟ وبماذا ختمتَ كلامك؟ وصحِّح له أخطاءه، وأرشدهُ إلى السلام عند الدخول والخروج بتحية الإسلام.

– علِّمه استقبال الضيوف، وحُسن التعامل مع الجيران:

أ- البِشر بلقائهم وتحيتهم وجُمل الترحيب بهم، وكذلك جمل السرور والسعادة عند اللقاء وعند استعمال الهاتف.

ب- أظهر له قيمة الجار، والواجب على كل مسلم تجاه الجار، وأن جارك جنتك أو نارك.

ج- أَكْثِر أمامه من الإهداء إلى جيرانك، ومراعاتهم، وعدم إزعاجهم.

– علِّمه الرحمة بالإنسان والحيوان والطير من خلال حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد دخلت امرأة النار بسبب هرة حبستها حتى ماتت، ولم تُطعمها ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من أطعمة الأرض، فما كان جزاؤها إلا أن أدخلها الله النار [1].

— علِّمي ابنتك فريضة الحجاب:

أ- قولي لها: إن الحجاب يُرضي الله تعالى، ويُدخلها الجنة.

ب- قَبِّحِي في نظرها الفتيات المتبرجات في الطريق، وامنعيها من مشاهدتهن في التلفاز.

ج- اشتري لها حجابًا جميلاً، واجعليه جائزة لها عن تفوقها مثلاً، أو طاعتها لوالديها.

من اثنتي عشرة إلى ثماني عشرة:

– المصاحبة من أفضل الطرق للتربية في هذا السن عمومًا.

– نربط لهم بين حسن الخلق، ورضا الله تعالى ودخول الجنة، وبين سوء الخلق وغضب الله تعالى ودخول النار.

– نُراعي وجود هفوات نُنصت إليها دون انفعال؛ حتى لا نفقد صراحة الابن.

– ضرورة معرفة أصدقاء الأبناء وصديقات البنات، والتقرب من الجميع؛ حتى يمكن السيطرة على التربية، واستبعاد السيئ.

– نفتح قنوات للحوار مع الأبناء لا تنغلق؛ يمكننا من خلالها تقويم الأخلاق، وإعطاء الخبرات.

– مصاحبة الأبناء للصلوات، وخاصة صلاة الجمعة، ومناقشتهم في ما ورد في الخطبة.

– دفعهم إلى تبني مشروع أخلاقي مع أصدقائهم وزملائهم في المدرسة؛ كمشروع الصدق؛ وذلك من خلال تبني حملة لالتزام الصدق، والبُعد عن الكذب من خلال لوحات يكتبونها ويُعَلِّقونها، أو شرائح كمبيوترية يُهدونها لبعضهم.

– نُركز على الأخلاق المتعلقة بالشجاعة، والقوة بالنسبة إلى الذكور.

أ- أول الشجاعة أن نعلِّمه أن يقول رأيه بصراحة -دون تجاوز- وأن نُنصت له، ونناقشه.

ب- عدم رؤية الأفلام المرعبة، ولو كانت قليلة التخويف؛ فالخوف له عواقب وخيمة على طفلك، فلا تجعله يرى مثل هذا أبدًا.

ج- علِّمه كيفية الضرب والمنازلة ولو معك على السرير في غرفتك، وقل له: أنت بطل غلبت والدك.

د- قل له: هذه المضاربة والقوة في وجه الأعداء.

ه- أحضر له الألعاب التي تُعَلِّمه الشجاعة، واصحبه معك إلى الملاهي، وراقبه واجعله يعتمد على نفسه.

و- اشركه له في أحد الأندية لممارسة ألعاب القوة؛ كالمصارعة والكاراتيه -إن كان يُحِبُّها-، وضِّح له الفرق بين الشجاعة والوقاحة، وبين استخدام القوة لأخذ الحقوق، ونصرة المظلوم، وبين استخدامها لظلم الآخرين من خلال قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الفتاتين.

المصدر: كتاب ابنك المشكلة والحل.

 

[1] انظر الحديث عند البخاري: كتاب بدء الخلق، باب خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم، (3140)، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي، (2619).

Scroll to Top