محمود القلعاوي.
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يهرب زوج من بيته لو كان سعيدًا مع امرأته !
أخذت هذه الكلمة ترن في أذنها بعدما سمعتها من أمها، لكم شكت لها من زوجها، من جلوسه النادر في المنزل وكثرة خروجه منه، ما بين أصحابه ليلاً وعمله نهارًا وسويعات يقضيها في البيت طالبًا الطعام والقيلولة لا غير، لقد وعت الكلمات جيدًا وعلمت أنها بيدها هي لا بيد غيرها.
ويؤكد خبراء الحياة الأسرية ما وعته الزوجة الطيبة من أن هروب الزوج من البيت، وقضاء معظم أوقات فراغه في الاستراحات أو في لقاءات مع الأصدقاء يرجع إلى الزوجة في المقام الأول، وينصح الخبراء هؤلاء الزوجات بمحاولة جذب أزواجهن إلى البيت، ويكمل د. تامر جمال -عضو الجمعية العالمية للصحة النفسية- في نفس السياق فيقول: “هناك سببين لاختفاء الزوج من بيته، الأول: أن يكون بسبب طبيعة العمل والرغبة في زيادة الدخل أو تحسين مستوى المعيشة له ولأسرته، والثاني: يرجع إلى الزوجة نفسها، وهنا تشير الدراسة إلى مسؤوليتها بنسبة 90% لما تحمله من -عوامل تطفيش- تجعل الزوج يلجأ إلى أي وسيلة تساعده على البقاء بعيدًا عن بيته”.
أفكار يعود بها إلى البيت، ودعيني أيتها الزوجة الطيبة أذكر بعض الأفكار العملية التي جمعتها لك من أخوة فضلاء كتبوا في هذا المجال، أسأل الله أن تكون نافعة لك في أمر زوجك:
– عند عودة زوجك من سهرته لا تقابليه كما تقابلينه في كل يوم بوجه عابس؛ ففي هذه الحالة سيزداد بغضًا لك ولبيته، ولن تفلح معه مناقشاتك المتكررة بنفس الأسلوب.
– وفري له المكان المناسب للجلوس في بيتك.
– احرصي على الروائح الطيبة في البيت.
– ضعي في اعتبارك أن زوجك ضيف ولا بد أن تكرميه بما تملكين حتى يطول جلوسه معك.
– احذري أن تستقبليه بالحديث عن المشاكل وما حصل من أحداث سيئة خاصة.
– شاركي زوجك في هواياته وشجعيه وإن لم تستطيعي فأتيحي له الفرصة لأن يمارس الهواية التي أحبها.
– لماذا لا تقترحي عليه أن يحضر أصدقاءه في المنزل، وأعدي لهم طعامًا شهيًا، فشعورك أنه في المنزل يخفف كثيرًا من الضغط النفسي عليك.
– اجتهدي أن تظهري له كل حب واحترام فهذا يشعره بالمتعة ويسعده حتى لو لم يعبر عن شعوره.
– جميل أن تعطيه بطاقة دعوة -تصنعيها بنفسك- لحفلة صغيرة على العشاء وأطهي له ما يحب من الطعام واعملي برنامجًا ثقافيًا ممتعًا؛ كأن يقوم كل طفل بدور، فأحدهم يقرأ من القرآن والآخر ينشد قصيدة وغيره يعمل مسابقات.
– إذا كان أطفالك في سن يستطيعون التعبير عن آرائهم فحبذا لو تحدثينهم عن والدهم وتحثينهم على أن يطلبوا منه البقاء بجانبهم؛ لأنهم مشتاقون إليه ويحبونه، وقبل كل هذا أنصحك بأن تحتسبي الأجر في كل ما تفعلينه وتذكري أنك مأجورة بإذن الله على ذلك.
المصدرْ صيد الفوائد.