أسماء سعد
بسم الله الرحمن الرحيم
جاءت كورونا تحمل بين طيات أحرفها رسائل وإشارات مختلفة!
إن كورونا في حقيقتها ما هي إلا جند من جنود الله، لم يبتلينا الله بها عبثًا، فحاشاه -سبحانه وتعالى- أن يقدر شيء دون حكمة.
إن كورونا أشبه برسالة واحدة جاءت لأشخاص مختلفون، ولكن كلماتها بدت لكل منهم بخلاف الآخر..!!
قرأها المؤمن قراءة الابتلاء، فرجع إلى الله مستغفرًا خشية ذنب ارتكبه، رجع إلى الله تائبًا، راضيًا بقدره؛ لأنه يعلم أن ابتلاء الله للعبد ما هو إلا خير، وكفى بالبلاء أن يكون مُكفرًا للذنوب، وكفى به نعمة أن يكون سببًا في عودتنا إلى الله.
قرأها العاصي قراءة ندمٍ على معصيته، وقراءة خوف من الله ومن الموت ومن عقوبة ذنوبه؛ فتاب وأناب.
إنها في حقيقتها أشبه برسالة ابتلاء للمؤمن، ورسالة يقظة للغافل، ورسالة تخويف، وربما عقاب لكل مسرفٍ بالمعاصي ظالم. ..!
إن كورونا سوط عذاب لقومٍ، ويد رحمة لآخرين، بلاء لقومٍ وعافية لآخرين.
جاءت كورونا توقظ كل قلبٍ ألهته الدنيا عن الآخرة، وأنسته شهواته القبر والموت.
جاءت تقول لنا الموت قريب جدًا استعدوا له.
جاءت تنادي فينا نداء خوف من الله وعقابه، بل ونادتنا برحمةٍ أيضًا أن نتوب إليه.
جاءت كورونا لترينا الصورة على حقيقتها، فأمامها اهتز جبروت الجبابرة، وملأ الخوف قلوب الظالمين!
أمامها عرف العالم أجمع مدى ضعفه وفقره لله.
أمامها عرف الكافرون مدى ضعفهم أمام قوة إله هذا الكون.
كم من رسالة حب، ورحمة جاءتنا من الله فما أحسنا قراءتها.
كم من رسالة يقظة بعثها الله إلينا فما قرأناها.
فهل سنحسن قراءة رسالة الله إلينا تلك المرة؟
أيها القارئ: كورونا تحمل رسالة إليك فلما تؤجل فتح صندوق رسائلك؟ لما تؤجل قراءة أحرف رسالتك؟ لما تؤجل ترجمة كلماتها؟
المصدر: صيد الفوائد.