وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الله جل وعلا: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة: 186، هذه آية عظيمة جدًا أقف معها وقفات، فأقول:
أولاً: هذه الآية وردت في وسط آيات الصيام قبلها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ثم جاءت آيتان ثم جاءت هذه الآية ثم بعدها آية تتعلق بالصيام: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ) ولمجيئها في وسط آيات الصيام مع أنه ليس فيها نص يتعلق بالصوم أو الفطر أو رمضان، فيه إيماء إلى أن رمضان من أعظم أوقات الدعاء ومن أحراه بالإجابة، وكأنها تشير إلى أن رمضان من أعظم مواسم الدعاء لفضيلته ولحال الداعي فيه، وقد ورد ما يؤكد ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم” [1]، وقوله: (والصائم حتى يفطر) لا يتقيد برمضان، لكنه إذا كان كذلك في غير رمضان، فرمضان أحرى بالإجابة، لشرف الزمان ولمضاعفة الأجور على الأعمال، يقول ابن عاشور رحمه الله: “وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان” [2]، وقد تقدم حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في إجابة دعوة الصائم، فعند الفطر كل يوم من رمضان ترجى الإجابة.لمتابعة القراءة

Scroll to Top