محمد صالح المنجد.
السؤال:
نحن شباب متوجهون إلى الغرب للدعوة إلى الله، فنرجوا منكم تزويدنا ببعض النصائح والتوجيهات للاستفادة منها في رحلتنا، والله يحفظكم ويرعاكم.
الجواب:
الحمد لله:
فإن الدعوة إلى الله من أوجب الواجبات، وهي سبيل الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم من العلماء والدعاة والمصلحين، ورغبةً في استكمال وتحقيق الهدف من الجولة الدعوية والاستفادة من وقتكم الثمين الذي تبتغون به الأجر من الله تعالى، فإننا ننصحكم بما يلي:
1- تقوى الله -عزَّ وجل- ومراقبته في السر والعلانية، قال عليه الصلاة والسلام: (اتق الله حيثما كنت) “رواه الترمذي (1910) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1618)”، فتقوى الله هي رأس الأمر كله، وهي سبب التوفيق في الدنيا والمثوبة في الآخرة، واحتساب الأجر وإخلاص النية لله -عزَّ وجل- في القول والعمل: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) رواه البخاري (1) ومسلم (3530)”، وهذا مما يُعين الداعية ويجعل عمله مباركًا، كما أن تقوى الله هي رأس الأمر كله، وهي سبب التوفيق في الدنيا والمثوبة في الآخرة.
2- كونوا قدوة حسنة في كلامكم ومظهركم وطعامكم ونومكم، مقتدين في ذلك كله بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله.
3- الحرص على غض البصر وخصوصًا في البلاد التي يكثر فيها التبرج والسفور.
4- يُستحسن اللباس العربي؛ لأن فيه مصالح كثيرة، ولا يُفضل ارتداء اللباس الإفرنجي، أما بالنسبة لما يُقال عن خطورة اللباس العربي في الخارج فهو مجرد إشاعات لا حقيقة لها، ويمكن نزع الغترة أو الشماغ والاكتفاء بالطاقية عند الحاجة إلى ذلك.
5- السواك سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو نادر في أغلب البلدان لذا فهو هدية محببة لدى كثير من المسلمين.
6- استخدام حقيبة يدوية للملابس؛ لأن احتمال فقدان العفش في تلك الدول وارد، وكذلك إفساح المجال لشحن الكتب التي تحتاجونها، وصرف ما معكم من أموال إلى الدولار للصرف منها أثناء الجولة.
7- أخذ جميع الاحتياطات اللازمة قبل السفر كالتطعيم من الأمراض المنتشرة في الدولة التي سوف تُسافر إليها، وأخذ بطاقة التطعيم الدولي الأصفر.
8- أخذ جميع العناوين التي يُحتاج إليها مثل عنوان سفارات بعض البلاد العربية والإسلامية، وكذلك المراكز والهيئات الإسلامية المعروفة والموثوقة، الحذر من الإيحاء إلى المسلمين الذين تختلطون بهم أنكم جئتم لمساعدتهم ماديًا لأن هذا يفتح عليكم باب طلبات المساعدة والمطالب الشخصية، بل قد يفهم بعض الناس أن معكم أموالاً طائلة فيتربصون بكم شرًا ولكن هذا لا يمنع من استصحاب بعض الزكوات والصدقات معكم لدفعها للمحتاجين إليها عند اقتناعكم بذلك مع الحذر والسرية.
9- عدم الخوض في أحاديث لا داعي لها، والحذر من التطرق إلى أمور الزواج ولو من باب المزاح لا سيما مع المترجمين، وقد حدثت مآسي من جراء قيام بعض الدعاة من الزواج في أول الرحلة الدعوية، والطلاق في آخرها، ومن ذلك تشويه سمعة الدعاة وتضييع أولاد وزوجات.
10- التزود بما يلي:
– مصحف جيب، ويُفضل أن يكون من المذيل بترجمة معاني الكلمات وأسباب النزول.
-كتاب أو كتابين في العقيدة وخصوصًا التوحيد وما يتعلق بالطرق الصوفية.
– كتاب أو كتابين في فقه العبادات وخصوصًا في فقه الطهارة والصلاة والصيام.
– كتاب رياض الصالحين للإمام النووي فهو مرجع شامل خصوصًا في فقه الطهارة والصيام.
– فتاوى اللجنة الدائمة.
– مجموعة مختارة من الدروس والمحاضرات المسجلة للاستفادة منها خصوصًا أثناء الرحلات الطويلة بالسيارة.
– استصحاب وسيلة تعين على تحديد اتجاه القبلة وأوقات الصلوات وساعة منبه، ويُفضل شراء جهاز تسجيل صغير لتسجيل بعض الكلمات وإجراء بعض المقابلات مع السكان المحليين عند الحاجة، واللقاءات الدعوية وما ذُكر أعلاه يُفيد الداعية في إعداد الكلمات والدروس والمحاضرات والإجابة عن الأسئلة، وكذلك في تنظيم وقته والاستفادة منه بإذن الله تعالى.
11- الاستفادة قدر الإمكان من الوقت بما يُفيد الدعوة حيث إن زيارتكم هناك مكسب للمسلمين في ذلك البلد، فما من بابٍ للخير يُمكن طرقه إلا وعليكم به ولا تترددوا وليكن ذلك بالتنسيق مع الإخوة المسؤولين والمنظمين.
12- مراعاة جانب ضعف العلم والجهل واختلاف المذاهب عند طرح أي موضوع أو قضية للنقاش مع محاولة الابتعاد عن الخوض في المسائل الخلافية وتصنيف الناس، والحرص على بيان الحق من غير التعرض للأشخاص.
13- الحكمة من أعظم الأمور الأساسية في منهج الدعوة إلى الله تعالى وخاصة في ظروف السفر، وهي مطلوبة في ترتيب الأولويات والتدرج في تحقيق الأهداف كما أنها مطلوبة في التعامل مع مختلف أصناف الناس، ومن الحكمة أيضًا تقدير الناس وحفظ مقاماتهم، وإنزالهم منازلهم.
14- سيجد الداعية بعض الأسئلة الفقهية ترد عليه أثناء الجولة، وخصوصًا بعد إلقاء الدروس والكلمات فينبغي عليه التوسط في التعامل مع هذه القضية، والإجابة على الأسئلة الشرعية بالأدلة وذكر أقوال العلماء أو قول “لا أدري”، كما قيل: “من قال لا أدري فقد أفتى” ولا مانع من تأجيل الجواب إلى حين مراجعة المسألة.
15- الأفضل أن تكون الدروس والكلمات بالتناوب بين المشاركين في الجولة، ولا نرى أبدًا أن يستأثر واحد فقط بأعباء الجولة فيصبح هو المفتي والخطيب والواعظ حتى وإن كان أكثر مقدرة وتمكنًا؛ لأن من أهداف الجولات تدريب الدعاة عمليًا على الدعوة، وهذه الجولات فرصة ثمينة للتدرب على المواعظ والخطب خصوصًا بالنسبة للاخوة الذين يجدون صعوبة وعدم مقدرة على تطبيق ذلك داخل البلاد نظرًا لوجود العلماء وطلبة العلم.
16- التعرف على أحوال المسلمين وذلك بالتعرف على الوضع الإسلامي بعامة والجمعيات والمؤسسات الإسلامية الرسمية وغير الرسمية في المنطقة بخاصة، وكتابة عناوينها وتقارير عن نشاطاتها، وكذلك التعرف على الشخصيات الإسلامية البارزة والمؤثرة في المجتمع، ومحاولة كسبهم قدر الإمكان بالزيارة والكلمة الطيبة، للاستفادة فيما يعود على الإسلام والمسلمين بالخير، كل ذلك حسب الضوابط الشرعية، وكذلك التعرف على النشاطات المعادية للإسلام في المنطقة ومتابعتها.
17- توثيق الصلات بالجهات الدينية والرسمية الموجودة، وذلك عبر اللقاءات الودية وتهادي الكتب والمواد السمعية الإسلامية ونحوها، وهذا سيسهل لكم كثيرًا من الأمور في عملكم ويكون أبلغ في انتشار الدعوة وتأثيرها.
وختامًا- نسأل الله لكم التوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
المصدر: صيد الفوائد.