د. عبد الله الغفيلي.
بسم الله الرحمن الرحيم.
داعية أوغندي قارب الثمانين كان قسيسًا تحته 70 كنيسة، وابتعثوه لأمريكا ماجستير تواصل ثم أسلم فسلبت قبيلته أمواله وأولاده فبقي وحيدًا مهمومًا لكن بم؟!
يقول: كنا ونحن قسس ندعو الناس بالوسائل الحديثة المتنوعة لدعم الكنيسة أما الآن فلا نملك المال لذلك ودعوتنا مباشرة بسيطة، وأريد التكفير عن تنصيري ولا يهمني فقد مالي وأهلي ولا تقدم سني فروحي مبتهجة وشابة بالإسلام ولكن همي ما ذكرت لكم! فذكرنا له أن الدعوة الفردية هي الأصل وأن الله يبارك فيها واستشهدنا له بأن عدد من يسلم سنويًا أكثر ممن يتنصر في تلك البلاد، فكأنما سرّ عنه وزال همه، ثم طالبنا بحرقة بالاجتهاد في الدعوة، كان موقفًا مؤثرًا جدًا.
– معهد الراية في إندونيسيا له قصة لا تنسى 350 طالب وطالبة، يعكفون على العلم سنتين كاملتين لا يخرجون جمعة ولا عيدًا، يقضون إجازتهم مستمتعين بالمعهد، عندما حدثني مؤسس المعهد عن التجربة ظننتها لن تنجح لقسوتها، لكن عندما زرناه وجدنا فتية انخلعوا من الدنيا، وأقبلوا بقلوب خاشعة على الكتاب والسنة وصلناهم وكنا أربعة في إجازتهم من دراسة متواصلة ليلاً ونهارًا، فخشينا أن يستثقلوا دورتنا العلمية خاصة أن الإجازة أسبوع ولكن فرحتهم بنا كانت شديدة، لم يكن يتغيب أحد البتة، لم يكن أحد منهم ينصرف بجسمه أو حسه، كانوا أحيانًا يبكون إذا مرت آية أو حديث وأحيانًا يتمون الدليل تفاعلاً، لا يفتؤون يكتبون، وأما أسئلتهم بعد الدرس فكانت مبكية، هل يعاقبني ربي لأني لا أخشع في صلاتي وقراءتي! كيف أتدبر القرآن وأنا لا أعرف العربية! كيف أتأثر بأسماء الله وصفاته وهكذا أسئلة مؤثرة فضلاً عن أسئلة الأحكام الكثيرة قبل وأثناء وبعد الدرس، والمفاجأة أننا عندما زرناهم في سكنهم بلا علمهم وجدناهم يتناشدون ويقرؤون، يفهمون ويكتبون العربية بشكل جيد، ويتكلمون كذلك لا سيما بعد إنجاز الفصلين الدراسيين مع تعلمهم لعلوم عربية متنوعة أما العلوم الشرعية فكانت ثرية وشاملة لعلوم تأصيلية مع تاريخ وعلوم التطوير، واختبارات حازمة، وهم مع هذه الشدة التي لا نظير لها في العالم يتفاخرون بقبولهم بالمعهد وقد كان بعض الطلاب لمتابعة القراءة