محاسن الأخلاق

 

أ. بارعة اليحيى.

الأصل أنك إن لم تنفع أخاك فلا تضره، وإن لم تسره فلا تحزنه، وإن لم تعطه فلا تمنعه.
بل هذا ضربٌ من أضرب الصدقة؛ ففي الحديث: (تكفُّ شرَّكَ عن النَّاسِ، فإنَّها صدقةٌ منكَ على نفسِكَ) “متفق عليه”.
لكن ثمة مرتبة أعلى من هذا وهي أن تعامله بمحاسن الأخلاق فيعاملك الله بمثل تلك الصفة؛ فمن رحم عباد الله رحمه الله، ومن يسر عليهم يسر الله عليه، ومن فرّج عن مؤمن كربة في الدنيا فرّج الله عنه كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان في عون أخيه، والله يقول: (وَليَعفوا وَليَصفَحوا أَلا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللَّهُ لَكُم).
فحينما تعامل أخاك بهذه المعاني العظيمة فيعاملك الله بها وقتما تكون في أشد الحاجة إليها يوم القيامة، ثم انظر أخرى كيف تكون معاملة الله لك بمثلها!؟
تستر مسلمًا فيسترك الله؛ فتمشي بستر الله؛ هل رأيت أعظم من هذا؟
أفلا نلتمس حوائج عباد الله اليسيرة طمعًا في هبات الكريم وعطاياه؟
نصوص الوحيين تعلمنا الترابط والتلاحم والمعنى العميق للأخوة؛ فديننا دين أخلاق بل منزلة في أعلى الجنة لمن حسن خلقه، وقرب من المصطفى، وخياركم أحاسنكم أخلاقًا.
والعلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتصبر يصبره الله.
بل وتلاحظ حتى في العبادات عموما لها أثر ومردود أخلاقي؛ فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ومن لم يدع قول الزور فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه، وفي الحج تربية وتهذيب، والزكاة توطيد للعلاقات وتراحم وتكافل ..وهكذا.

المصدر صيد الفوائد.

 

Scroll to Top