أ. بارعة اليحيى.
من أعظم ما يمتن الله به على عبده أن يرزقه قلبًا سليمًا، يحمل ما يصدر من أخيه على أحسن المحامل، وإن وجد غير ذلك يغمره في بحر حسناته؛ فمن ذا الذي ما ساء قط!
وليس لك من الآخرين إلا ما ظهر، والله يتولى السرائر؛ ففي الحديث المتفق عليه: (إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم).
فسلامة الصدر أول من يسعد بها صاحبها؛ فتجده منشرح الصدر، مطمئن النفس، ينظر في محاسن الناس ويغض الطرف عن عيوبهم؛ فإن الشيطان يحرص على قطع العلاقات وتمزيق الصلات، حيث أيس أن يعبده المصلون ولكنه أفلح في التحريش بينهم؛ كما في الحديث الصحيح.
فكم من قريب هجر قريبه لكلمة نقلت إليه عنه أو لفعل صدر منه بلا قصد؛ وإن القطع بين الأرحام والتهاجر بينهم لمصيبة عظيمة وخطر جسيم!
ثم كل صفة نعامل بها المخلوق يعاملنا الله بمثلها؛ فمن رحمه عباد الله رحمه الله، ومن ستر عليهم ستر الله عليه، ومن عفا عنهم عفا الله عنه ..وهكذا!
ألا فلنتسامح ونتصافح، ونعفو ونغفر!
ألا تحبون أن يغفر الله لكم! (ولكن ينظر إلى قلوبكم).
المصدر: صيد الفوائد.