د. محمد عبد الله الدويش.الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا وحبيبنا وإمامنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
إن الجهد المبذول في تربية شباب هذه الأمة وأبنائها جهد كبير، وإن الأوقات المبذولة في ذلك أوقات كثيرة، يحتسب أولئك الرجال المخلصين أوقاتهم وطاقاتهم بل وحتى تفكيرهم لأجل هدف عظيم وغاية سامية، إنها إخراج جيل صالح يعيد لهذه الأمة عزها ومكانتها، وكي يعيدوا أبناء هذه الأمة إلى الصراط المستقيم وتعبيدهم لله وحده.
إن من واجبنا أن نتساءل هل حققت هذه الطاقات والجهود الأهداف المطلوبة؟!
هل أدت هذه الأعمال ثمارها؟أم أنها جهود تذهب أدراج الرياح!
إني أحسب أن الإجابة على هذا السؤال هو أنها ولله الحمد حققت أهداف كثيرة، وحققت غايات عظيمة ولكن ، هل النتائج المحققة توازي الجهود المبذولة والآمال المرجوة ، أم أن هنالك بون شاسع بين المدخلات والمخرجات!
الواقع الذي نحسه ونلمسه أن هناك جهود وطاقات وموارد عظيمة جدًا تُبذَل لأجل تحقيق الأهداف، ولكن النتائج لا تساوي أو تقارب الجهد المبذول والآمال المرجوة..
من أجل ذلك كله فإننا ندعو الجميع إلى أن نبحث عن الخلل، ونستقصي المشكلة كي نرتقي بدعوتنا وتربيتنا ونوعية الجيل الذي نريد إخراجه من أجل أن تكون أوقاتنا وجهودنا وُضِعَت في الفاضل وليس المفضول..
إني في هذه العجالة أرى أن هناك أمرًا مهمًا جدًا لا بد أن نعمل به في مجالنا التربوي ألا وهو “المنهجية التربوية”.
دعونا نضرب المثل بطالب علم ، شمّر عن ساعدَي الجد يحدوه الأجر الذي يسمع به، والحرص على تعليم نفسه العلم ورفع الجهل عنه، وبعد ذلك نفع الأمة ، فبدأ يبحر في بحور العلم يتخبط في مسيرته يبدأ بكبار كتب أهل العلم، ويترك صغارها ، قضى وقت طويل في ذلك لكنه بدأ بلا منهج يسير عليه.. هل يا تُرى سيخرج لنا عالم فذ ينفع الأمة! لا أظن ذلك..
أما أنه لو سلك المنهجية الصحيحة في ذلك لحصل في نصف الوقت مثل ما سيحصله بدون منهجية في الوقت كله..
وقس على ذلك بقية الأمور..
إن من بعثرةِ الجهود التي نقع فيها معاشر المربين ومدرسي الحلقات أننا لا نعرف ماذا سنقدم لذلك الطالب في السنة القادمة أو في الفصل القادم، أو في الشهر القادم بل حتى أحيانًا في الأسبوع القادم!
فتجد الطالب غالبًا ما يسمع مواضيع معينة كثيرًا ما تطرق عليه، وقد تعاد في الفصل أكثر من مرة! أو قد يسلك معه أحد المربين منهجًا معين، ثم ما يلبث وأن يتغير المربي ويأتيه مربي آخر ويبدأ معه منهج آخر قد يعيد فيه كثير من الأمور التي مر عليها من قبله.. وهكذا فيصبح الطالب يعيش في دائرة لا يخرج منها.. فيخرج لنا جيل هزيل في تربيته، ضعيف في أسسه وسلوكه..
إننا ندعو المربين أن يبدؤوا من الآن بوضع منهجية يعملون بها في مؤسستهم التربوية يُراعى فيها الفروق الفردية بين الطلاب فترسم على مقاس الضعيف من الطلاب بحيث يستطيع أن يمشي فيها بلا انقطاع وتوضع أمور أخرى لمن يتميز من الطلاب ويترك فيها مجالاً لاجتهادات المربين والمشاكل التي تطرأ في المجتمع الخارجي ومجتمع الحلقة.
إننا نشبِّه هذه المنهجية بواقعنا التعليمي فالطالب الذي يدرس في الصف الخامس الابتدائي مثلاً يأخذ المواد الفلانية بالمقدار الفلاني بحيث إذا اجتاز تلك المرحلة انتقل إلى مرحلة أعلى وأكثر علم بحيث أنها تختلف عن السابقة.
فنرغب منكم أيها الأحبة أن تساهموا معنا في وضع المنهجية بآرائكم واقتراحاتكم وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.