إنه توجيه رباني لرسولنا -صلى الله عليه وسلم- ليقوم بوسيلة مؤثرة في دعوة الناس ألا وهي “القصة”.
إن الله -تعالى- خبير بأسرار النفوسّ ومطَّلِع على خبايا الصدور (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك: 14.
وعندما يرشدنا ربنا إلى استخدام القصة فإنه يعلم أثرها وقوتها على النفس.
وتأمل في القرآن تجد كثيرًا من القصص عن الأنبياء، مثل قصة آدم -عليه السلام- وإبليس تكررت مرارًا، وقصة موسى -عليه السلام- مع فرعون وردت في أكثر من عشر سور.
وتأمل في سورة يوسف إذ أنها كلها في قصة واحدة، وهكذا تجد القصص القرآني يملأ المصحف لحكم كثيرة، وقد نص الله -تعالى- على بعض هذه الحكم فقال: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ).
وقال: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وقال: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ).
وعندما نتأمل السنة النبوية نجد أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- استخدم القصة كثيرًا وكان يقول: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)، “صحيح الجامع: 2837″، وجمع بعض العلماء القصص النبوي في كتب مفردة.
وعند النظر في كتب سير السلف والتاريخ نجد مئات القصص والأخبار التي فيها العبر والاعتبار؛ مما يؤكد عناية السلف بمنهج القصة ونقلها للأجيال.
ومع هذا كله فإن العلماء وضعوا ضوابط وأسس عند استخدام القصص؛ فمن ذلك:
1- العناية بقصص القرآن.
2- التثبت من القصص المنسوبة للأنبياء؛ لأن هناك قصص مكذوبة ومخالفة لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
3- التثبت من القصص التي -تُروى- عن رسولنا صلى الله عليه وسلم.
4- التثبت من القصص المنسوبة للسلف من الصحابة ومن بعدهم؛ لأن الكذب وارد، والمغرضون والزنادقة وأهل البدع استخدموا الكذب في النقل لترويج مذاهبهم.
5- العناية بالقصص الواقعية ذات العبر.
6- نقل القصة للآخرين مع الحرص على مناسبة القصة لمستوى عقول المخاطبين بها؛ لئلا تتكرها أسماعهم وقلوبهم.
وكما قال ابن مسعود: “ما أنت محدث قوم حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة”، وقد رأيت غير واحد يسرد قصصًا غريبة وأقرب إلى الخيال، وما ذاك إلا ليؤثر في الناس كما زعم، والحقيقة أن هذا المنهج موجود عند فئام من الناس -هداهم الله- ولو سألته عن مصدر القصة لوقع في ورطة.
أفكار ومقترحات:
1- الحرص على نقل الفوائد من القصة بطريقة قريبة للأفهام والعقول.
2- من الجميل ربط القصة بالدليل من القرآن أو من السنة.
3- أقترح جمع بعض القصص الواقعية في كتاب وترتيبها على فهرس العناوين وإخراجها بشكل مناسب.
4- لو تحرص بعض المواقع الإسلامية على جمع القصص واختيار الأجود منها ليستفيد زوار الموقع منها.
5- لو كان هناك تخصص في مجال التأليف؛ كي يكون هناك كتاب يحكي قصص الأطفال بطريقة تربوية تناسب أفهامهم، وكتاب يناسب النساء في مواقف وقصص جرت لهم.
6- مكاتب توعية الجاليات لو تعتني بكتابة قصص “المسلمون الجدد” لكان في ذلك خير كثير.
7- القنوات الإسلامية لِمَ لا تعتني بالقصص وتخصص لها برامج إبداعية واحترافية.
المصدر: موقع الشيخ سلطان العمري.