فضيلة الشيخ: زغلول النجار.

بسم الله الرحمن الرحيم
أحييكم بتحية الإسلام، وتحية الإسلام السلام، فالسلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يعلمنا الإسلام العظيم بأن للمرأة من الحقوق والواجبات ما للرجل تمامًا، وإن تكاملا لاختلاف في الطبيعة، والمرأة بحكم تكوينها العاطفي الذي ميزها به ربنا تبارك وتعالى نجد أن العاطفة عندها تسبق العقل، ولا ينتقص ذلك من قدراتها العقلية والذهينة، ولكن يجب أن يؤخذ هذا في الاعتبار، والعاطفة أحيانًا قد تقود الإنسان إلى الخير إذا وُجهت إلى الخير، كما قد تخوضه إلى مزالق الشر إذا وُجهت إلى الشر.
ولذلك نقول: لا بد من التعامل مع المرأة بمعرفة هذه الطبيعة العاطفية، والتعامل معها على أنها إنسانة لها كافة الحقوق والواجبات، والاتجاه الآن لمحاربة الإسلام هو من خلال المرأة؛ استغلالاً لعاطفتها، فيُهاجم الحجاب على أنه قيد على المرأة، تُهاجم شريعة الله سبحانه وتعالى بأنها حددت من نشاط المرأة محافظةً عليها ورعايةً لها، يُطالب بأن تُأخذ الأخت نصيب الأخ في الميراث، وهذا مخالفةً لنصوصٍ شرعية واضحة ولا يجوز للإنسان أن يتجرأ على شريعة الله قبل أن يتعلق في فهم الحكمة من ورائها.
أمور كثيرة دخل أعداء الإسلام إلى المسلمين من خلالها ووظفوا عاطفة المرأة لمهاجمة الإسلام مهاجمة دين، ونقول أن المرأة إذا أحبت الله وأحبت رسوله صلى الله عليه وسلم وأحبت الاستقامة على منهج الله، هي تسبق الرجل بحكم قوة الجانب العاطفي عندها، والمرأة إذا شُغلت بالدنيا ومشاكلها ومظاهرها ومباهجها يعني ممكن أن تدمر حياتها بالكامل؛ لأن الدنيا في الإسلام هي مزرعة للآخرة، والذي يأخذ الآخرة في حسبانه يحتوي الدنيا، والذي يركز على الدنيا لا يرى الآخرة.
فنصيحتي للأخت المسلمة أن تتعلم دينها من مصادره الأساسية كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أن توظف وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة المسلمة في حياتها، وأن تستعين دائمًا بذكر الله وبتلاوة شيء من القرآن الكريم، وبتوظيف الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحصينًا لها من مشاكل هذه الحياة ومن الغيوب الكثيرة الموجودة فيها ومنها الحسد، السحر، والمس، وهذه القضايا يغرق فيه الإنسان غرقًا إلى آذانه إذا لم يتحصن ضدها بالقرب من الله سبحانه وتعالى، وبمعرفة منهجية رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع مثل هذه القضايا.
فوصيتي للأخت المسلمة أن تفقه دينها، أن تدرس كتاب ربها، أن تدرس أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، أن تتأسى بأمهات المؤمنين، وبالصالحات من المسلمات في تاريخ هذه الأمة، وأن تحرص دائمًا على أن يكون لها مثل أعلى في تحقيق رسالتها في هذه الحياة، عابدةً لله مُطالَبة بعبادته بما أمر، وأم مستخلفة في هذه الأرض، مُطالبَة بتربية جيل مسلم واعي مدرك لتبعاته في هذه الحياة.
هذه الوصية تقي المرأة المسلمة من كثير من الوساوس وكثير من الأمراض النفسية وكثير من الشكوك، إذا تحصنت المسلمة بكتاب الله وبسنة رسول صلى الله عليه وسلم، وطبّقت شرع ربها واهتمت برسالتها في هذه الحياة يكتب لها الله الأجر في الدنيا والآخرة، ويحفظها من كل سوء، ويعينها على حمل رسالتها على الوجه الأكمل والأمثل، وهذا يعني أمل كل مسلم وكل مسلمة أن يقضي هذه الحياة في مرضاة الله، وينجيها بمرضاة الله؛ حتى يلقى الله تعالى وهو راضٍ عنه.

هذا ما عندي وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Scroll to Top