أيتها الداعية لمَن تتركينهن؟منصور المقرن.تعاني النساء بشكل عام، والصالحات بشكل خاص من قلة الداعيات المؤهلات والمؤثرات، وتزداد المعاناة وقعًا عندما تقل الأنشطة الدعوية لتلك النخبة أو حينما لا يمكن الوصول إلى معظمهن لسؤالهن عن مسألة شرعية أو استشارتهن في قضية دعوية سواء بمقابلتهن أو الاتصال بهن هاتفيًا أو بريديًا، بل حتى حين تُقدم إحداهن محاضرة جماهيرية فإنها تغادر المكان فور انتهاء المحاضرة؛ فيفوت على مَن أتى من الصالحات لاستشارتها في همومها الدعوية فرصةً ذهبية كنَّ ينتظرنها طويلاً.
ويعتذر عدد من أولئك الداعيات عن ندرة الأوقات التي تخصصها لمقابلة من يريدها، والرد على هاتفها بأعذار كثيرة بعضها له وجاهته، إلا أن المتأمل لسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح من بعده يرى أنهم كانوا يبذلون أوقاتهم لقاصديهم رغم وجود الأعذار نفسها التي يعتذر بها الآن من يعتذر، بل وأكثر منها.
ومن هنا يأتي الحديث عن طرف من التوجيهات الربانية، وشذرات من السيرة النبوية، وقطوف من الأقوال السلفية حول تعامل الدعاة والداعيات مع قاصديهم.
وضع الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم القيم والموازين التي ينبغي أن تستصحب عند دعوة الناس فكان منها:
– ضرورة الاحتفاء والاهتمام بمن يأتي راغبًا في الخير مريدًا له أكثر من غيره، وقد بلغ الأمر لتقرير هذه القاعدة مبلغًا عظيمًا عند الله جل وعلا، حيث عاتب خير رسله وأصفيائه محمد صلى الله عليه وسلم على عبوسه في وجه صاحبه ابن أم مكتوم الأعمى رضي الله عنه في القصة المشهورة، فقال جل وعلا: (وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسعَى، وَهُوَ يَخشَى، فَأَنتَ عَنهُ تَلَهَّى) عبس: 8-10، قال السعدي رحمه الله: “وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على مَن جاء بنفسه مفتقرًا لذلك منك، هو الأليق الواجب … وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره”.
– عدم الإعراض أو الابتعاد عن أهل الصلاح والعبادة والزهد الفقراء المصنفون عند كثير من الناس في أسفل السُلّم الاجتماعي، فقال الله تعالى مخاطبًا نبيه: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) الأنعام: 52، قال السعدي: “أي: لا تطرد عنك، وعن مجالستك أهل العبادة والإخلاص، رغبةً في مجالسة غيرهم، من الملازمين لدعاء ربهم … ليس لهم من الأغراض سوى ذلك الغرض الجليل، فهؤلاء ليسوا مستحقين للطرد والإعراض عنهم، بل مستحقون لموالاتهم ومحبتهم، وإدنائهم، وتقريبهم؛ لأنهم الصفوة من الخلق وإن كانوا فقراء، والأعزاء في الحقيقة وإن كانوا عند الناس أذلاء”.
– أمر بمجالسة الراغبين فيما عند الله تعالى، الراجين لفضله ورحمته سبحانه، ومصاحبتهم وتعليمهم؛ قال الله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ اّلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) الكهف: 28، قال صاحب الظلال: “اصبر نفسك مع هؤلاء، صاحبهم وجالسهم وعلمهم، ففيهم الخير، وعلى مثلهم تقوم الدعوات، فالدعوات لا تقوم على من يعتنقونها لأنها غالبة، ومن يعتنقونها ليقودوا بها الأتباع، ومن يعتنقونها ليحققوا بها الأطماع، وليتجروا بها في سوق الدعوات تشترى منهم وتباع! إنما تقوم الدعوات بهذه القلوب التي تتجه إلى الله خالصة له، لا تبغي جاهًا ولا متاعًا ولا انتفاعًا، إنما تبتغي وجهه وترجو رضاه”.
فما مدى تمثل الداعيات لهذه التوجيهات الربانية الجليلة؟
وهب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقته، وجهده، وراحته، لكل من قصده يريد الدار الآخرة، وحفلت سيرته -عليه السلام- بالعديد من المواقف الدالة على تواضعه، وقوة صبره، وحلمه على سماع حاجات الناس وقضائها، فمنها أن الجارية تلقاه في الطريق فتطوف به في أزقة المدينة لتبث شكواها إليه فما يوقفها، وكانت -أحيانًا – توقفه وهو مع أصحابه فيفارقهم، ويذهب معها بحيث لا يسمع من حضر شكواها ولا ما دار بينهما من الكلام قال ابن حجر: “وفيه سعة حلمه وتواضعه صلى الله عليه وسلم وصبره على قضاء حوائج الصغير والكبير”، فهل تفعل الداعية الآن مثل ذلك إن أرادت إحدى النساء أن تخلو بها لبضع دقائق بعد أي محاضرة لها؟
ومن عجيب ما ورد في تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم- وحلمه ما رواه أنس بن مالك أن امرأة كان في عقلها شيء “تأملي: في عقلها شيء” فقالت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة فقال: (يا أم فلان، انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتَكِ). قال أنس: فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها. “رواه مسلم”، فكيف تصنع الداعية الآن عندما تستوقفها امرأة عامّية ليس في عقلها شيء؟ وأعجب من هذه الحادثة وأروع ما رواه مسلم في صحيحه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء يرجون بركة النبي -صلى الله عليه وسلم- فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاؤوه في الغداة الباردة، فيغمس يده فيها) قال النووي: “بيان بروزه صلى الله عليه وسلم للناس … وصبره على المشقة في نفسه لمصلحة المسلمين”، فيا لعظمة ذلك النبي الكريم، ويا لجميل صبره وعظيم حلمه صلى الله عليه وسلم.
وكان النبي صلى عليه وسلم يشارك الناس في أفراحهم، ويواسيهم في أتراحهم، ويتفقد غائبهم، ويعود مريضهم، ويتلطف مع صغيرهم، وإليك -أختي الكريمة- ثلاثة مواقف فقط من ذلك تجنبًا لإطالة المقال:
– قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كان رسول الله ليخالطنا حتى يقول لأخٍ لي صغير (يا أبا عمير ما فعل النغير) “رواه البخاري ومسلم والترمذي” واللفظ له، وقال ابن حجر في الفتح: “وفيه إكرام أقارب الخادم، وإظهار المحبة لهم؛ لأن جميع ما ذكر من صنيع النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أم سليم وذويها كان غالبًا بواسطة خدمة أنس له”.
– وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتفقد أصحابه مهما كان شأنهم ومنزلتهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أسود رجلاً أو امرأة كان يقمُّ المسجد، فمات ولم يعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- بموته، فذكره ذات يوم، فقال: (ما فعل ذلك الإنسان؟ قالوا: مات يا رسول الله! قال: (أفلا آذنتموني! فقالوا: إنه كان كذا وكذا قصته، قال: فحقروا شأنه. قال: (فدُّلوني على قبره) فأتى قبره فصلى عليه.
– وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُجيب دعوة الرجل حتى لو كان بيته بعيدًا أو كان الوقت متأخرًا أو كان الطعام ليس بجيد، قال ابن عباس رضي الله عنه: (كان الرجل من أهل العوالي ليدعو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنصف الليل إلى خبز الشعير)، فهل تستجيب الداعية المباركة لدعوة لتقديم محاضرة في مكان ليس قريبًا من حيَّها، إذا كان عندها من يوصلها؟ وقد نهج سلف الأمة نهج نبيهم في التواصل مع الناس، ومعايشة همومهم، ومعرفة أحوالهم، والتفاعل مع قضاياهم، فهذا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كان يحلب لجواري الحي، فلما ولي الخلافة، وانشغل بشؤون الدولة وأعمالها الكبار قالت جارية: الآن لا تُحلب لنا منائح دارنا، فسمعها أبو بكر فقال: بلى، لعمري لأحلبنها لكم، فكان يحلب لهم بل كان يُخيِّرهم في طريقة الحلب. وكان عمر ضي الله عنه يعتني برفع فعالية نساء المجتمع حتى في أعمال الطبخ، فقد مرَّ بامرأة وهي تعصد عصيدة لها، فقال: (ليس هكذا يُعصد) ثم أخذ المسوط “خشبة يُحرك بها الطعام” فقال: هكذا، فأراها كيف تُصنع العصيدة، وحرص رضي الله عنه على تطوير مهارات النساء في مجال تنمية الموارد المحدودة وزيادتها، فقال لهن: (لا تذرن إحداكن الدقيق -في القدر- حتى يسخن الماء، ثم تذره قليلاً قليلاً، وتسوطه بمسوطها فإنه أزيد وأنمى له، وأحرى ألا يتقرد أي: لا يصبح كتلاً كتلاً).
فإذا كان عمر وهو رجل يعايش هموم نساء المجتمع، أفلا تعايش الداعية وهي امرأة هموم النساء أمثالها!، وتنوعت رعاية عمر -رضي الله عنه- لقضايا الناس ومشاكلهم، والسعي إلى حلها حتى لو كانت المشكلة مشكلة طفلٍ ليس إلا، فقد لقي -رضي الله عنه- غلامًا معه تمر يريد أن يذهب به، وخاف أن يأخذه الغلمان منه فرأى عمر وقال له: “يا أمير المؤمنين: الغلمان الآن بين يدي وسيأخذون ما معي”، فقال عمر: كلا، امشِ، فسار معه حتى أوصله أهله”. فيالله! لم تُشغل أمور الدولة عمر عن حل مشكلة بسيطة لطفل صغير، فهل لدى الداعية الآن مشاغل كمشاغل عمر؟ وهل تعايش هموم الناس كما يُعايشها عمر؟
وتعد أم المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها- في مفهومنا المعاصر مؤسسة خيرية للعناية بالأيتام والأرامل بسبب عظيم اهتمامها بهم، وبذل نفسها ووقتها ومالها لأجلهم، تقول عائشة عنها لما بلغها خبر وفاتها: (لقد ذهبت حميدة متعبدة، مفزع الأيتام والأرامل)، والعجيب أنها كانت تواسي الأيتام والأرامل ولم تكن ذات مال إنما كانت تعمل بيدها من أجلهم، تقول عائشة عنها: (وكانت زينب تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله)، ولما كانت الشفاء بنت الحارث -رضي الله عنها- من القلائل اللاتي يعرفن القراءة والكتابة حولت منزلها إلى مدرسة لتعليم نساء المسلمين، وكان ممن علمتهن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها.
وتأملي أيتها الداعية الموفقة هذه القصة لعيادة الإمام أحمد بن حنبل لأحد طلابه وكيف كان أثرها، فبمجرد أن علم الإمام بمرض أحد طلابه واسمه بقيُّ بن مخلد إلا وبادر بزيارته، قال بقيٌّ: “فقام من فوره مقبلاً إليَّ عائدًا لي بمن معه من طلاب العلم، فسمعت الفندق قد ارتج بأهله، وأنا أسمعهم يقولون: هو ذاك، أبصروه، هذا إمام المسلمين مقبلاً، فبدر إليَّ صاحب الفندق مسرعًا، فقال لي: يا أبا عبد الرحمن! هذا أبو عبد الله أحمد بن حنبل إمام المسلمين مقبلاً إليك عائدًا لك، فدخل فجلس عند رأسي، فما زادني على هذه الكلمات، فقال لي: “يا أبا عبد الرحمن أبشر بثواب الله! أيام الصحة لا سقم فيها، وأيام السقم لا صحة فيها أعلاك الله إلى العافية، ومسح عنك بيمينه الشافية، فرأيت الأقلام تكتب لفظه، إن عيادة الداعية لإحدى الصالحات لتحدث أثرًا تربويًا بالغًا ليس على تلك الصالحة فحسب بل على من حولها، كما تعطي صورًا إيجابيةً عديدة عن الداعيات في المجتمع.
من جانب آخر فقد تعتذر بعض الداعيات عن التواصل مع بنات جنسها بأن ذلك يشغلها عن خلوتها بنفسها، والتبتل إلى الله تعالى، ويرد ابن القيم على هذا العذر عند حديثه عن أهمية معرفة فقه الأولويات، وترتيبها فيقول: “والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته: عيادته، وحضور جنازته وتشييعه، وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك”.
ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مخالطة الناس، والصبر على أذاهم إن كان في ذلك خير لهم فقال: (المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم). “رواه الترمذي”، وقد بوّب النووي -رحمه الله- في كتابه رياض الصالحين: “باب فضل الاختلاط بالناس، وحضور جمعهم، وجماعاتهم، ومشاهد الخير، ومجالس الذكر معهم، وعيادة مريضهم، وحضور جنائزهم، ومواساة محتاجهم، وإرشاد جاهلهم، وغير ذلك من مصالحهم، لمن قدر على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقمع نفسه عن الإيذاء، وصبر على الأذى” ثم قال رحمه الله: “اعلم أن الاختلاط بالناس على الوجه الذي ذكرته هو المختار الذي كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وكذلك الخلفاء الراشدون، ومن بعدهم من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من علماء المسلمين وأخيارهم، وهو مذهب أكثر التابعين ومن بعدهم، وبه قال الشافعي وأحمد، وأكثر الفقهاء رضي الله عنهم أجمعين، قال الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) المائدة: 2، والآيات في معنى ما ذكرته كثيرة معلومة”.
ومخالطة الداعية للناس تفتح لها -ولا شك- أبوابًا من الخير ترفعها إلى درجات عالية من الإيمان والأجر ما كانت لتبلغها لو بقيت في منزلها، ولم تخالط الناس، يقول ابن القيم لما ذكر مراتب الجود: “الجود بالخُلق والبِشر والبسطة، والاحتمال والعفو؛ وهو الذي بلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وهو أثقل ما يوضع في الميزان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط إليه)، وفي هذا الجود من المنافع والمسار وأنواع المصالح ما فيه، والعبد لا يمكنه أن يسع الناس بماله، ويمكنه أن يسعهم بخلقه واحتماله”.
كما بيّن رحمه الله منزلة مواساة المؤمنين في دين رب العالمين فقال في كلام نفيس: “المواساة للمؤمنين أنواع: مواساة بالمال، ومواساة بالجاه، ومواساة بالبدن والخدمة، ومواساة بالنصيحة والإرشاد، ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم، ومواساة بالتوجع لهم، وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة؛ فكلما ضَعُفَ الإيمان ضعفت المواساة، وكلما قوي قويت، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله، فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له”.
يجدر بالذكر ههنا أن للشيطان مداخل على الصالحين يدعوهم فيها إلى الانعزال عن الناس، وعدم مخالطتهم، وترك البشاشة معهم، وقد أشار ابن القيم إلى ذلك فقال: “من كيد إبليس وخداعه: أنه يأمر الرجل بانقطاعه في مسجد، أو رباط، أو زاوية، أو تربة، ويحبسه هناك وينهاه عن الخروج، ويقول له: متى خرجت تبذلت للناس، وسقطت من أعينهم، وذهبت هيبتك من قلوبهم، وربما ترى في طريقك منكرًا وللعدو في ذلك مقاصد خفية يريدها منه، منها: الكبر، واحتقار الناس، وحفظ الناموس، وقيام الرياسة، ومخالطة الناس تُذهب ذلك، وهو يريد أن يُزار، ولا يزور ويقصده الناس ولا يقصدهم، ويفرح بمجيء الأمراء إليه واجتماع الناس عنده وتقبيل يده، فيترك من الواجبات والمستحبات والقربات ما يقربه إلى الله، ويتعوض عنه بما يقرب الناس إليه”، ثم قال رحمه الله: “ومن مكايده: أنه يأمرك أن تلقى المساكين وذوي الحاجات بوجه عبوس، ولا تريهم بِشرًا ولا طلاقة فيطمعوا فيك، ويتجرأوا عليك، وتسقط هيبتك من قلوبهم، فيحرمك من صالح أدعيتهم، وميل قلوبهم إليك ومحبتهم لك، فيأمرك بسوء الخلق ومنع البِشر والطلاقة مع هؤلاء”.
وختامًا أيتها الداعية المباركة، إليك أكثر من مائة وسيلة لزيادة الفعالية الدعوية:
1- عقد دروس تربوية خاصة للمتميزات ليتربين تحت يدي الداعية.
2- تحديد مكان معروف ووقت معلوم تكون فيه الداعية كل أسبوع أو أسبوعين ليلتقي بها من تريد من الصالحات لاستشارتها في همومها الدعوية أو الخاصة، ومن تلك الأماكن مصليات النساء في الجوامع الشهيرة أو المكتبات العامة.
3- تخصيص رقم هاتف للرد على الاستفسارات مع تحديد أوقات الاتصال.
4- المشاركة في المؤسسات والمواقع الدعوية النسائية.
5- إنشاء موقع على الإنترنت لتقديم الإنتاج العلمي والفكري للداعية وليكون حلقة وصل مع من يرغب في استفتائها أو استشارتها.
6- الكتابة في الصحافة؛ لإظهار صوت المرأة المسلمة في قضايا المجتمع والأمة لتزاحم الأصوات النسائية التي حملت ظلمًا وزرًا لواء الحديث عن شؤون المرأة والمجتمع.
أما الوسائل من رقم سبعة إلى ما بعد المائة فأتركها إلى عظيم همتكِ، وصدق نيتكِ، وسعة علمكِ، وسابق خبرتكِ؛ فإنها خير مما سطرت وأفضل مما كتبت.