المؤلف: علي الله بن علي أبو الوفا.
الناشر: دار الوفاء-المنصورة.
الطبعة: الثالثة، 1424 ه – 2003 م.خطبة الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) البقرة: 121، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) “مسلم 798/ 244”.
وقال الإمام ابن الجزري رحمه الله:
“والأخذ بالتّجويد حتم لازم … من لم يجوّد القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا … وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضًا حلية التّلاوة … وزينة الأداء والقراءة
وهو إعطاء الحروف حقّها … من صفة لها ومستحقّها.تقديم:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه ونصره ووالاه إلى يوم الدين، وبعد: ففروع العلم كثيرة متشعبة، وشرف كل علم إما بشرف موضوعه، وإما لشدة الحاجة إليه.
والحكمة مقسومة بين العباد لم تؤثر بها الأزمنة، ولا خصّت بها الأمكنة، بل هي باقية إلى يوم القيامة، يؤتيها الله من يشاء من عباده، والعلم ضالة لا يوجدها إلا جد الطالب، وظهر لا يركبه إلا استظهار الراغب، وعقبة لا يصعدها إلا الصابر الدائب، ودرجة لا يرتقيها إلا الباحث المواظب، وإنما يتفاضل الناس فيه بالاجتهاد والدأب وحسن الارتياد، ومن أدمن قرع الباب فيوشك أن يدخل، ومن واصل السير فأحرى به أن يصل.
وهذا كتاب ممتاز بعنوان: “القول السديد في علم التجويد” للأخ الكريم الأستاذ: علي الله بن علي أبو الوفا.
ويمتاز هذا الكتاب بسعة قضاياه ومسائله، وكثرة أمثلته وشواهده، وقد ابتدأ المؤلف هذا الكتاب بذكر فضل القرآن، وآداب تلاوته، وسماعه، وختمه بمبحث التكبير، وتضمن هذا الكتاب تسعة فصول، كل فصل منها اشتمل على عدة مباحث.
وقد اعتمد المؤلف في هذا الكتاب على ثمانية وعشرين مرجعًا خاصة بعلم القراءات، وغير هذا الشيء الكثير من مصادر لم يذكرها المؤلف في قائمة المصادر والمراجع أتت في كتابه؛ ككتب الحديث والتفسير والتاريخ والموسوعات وغيرها، وهذا يدل على سعة ثقافة المؤلف في شتى العلوم وليس القراءات فقط، كما يدل على مدى الجهد الذي بذله في إخراج هذا الكتاب.
وأسأل الله -عز وجل- أن ينفع به، وأن يوفق المؤلف ويسدد على طريق الخير خطاه.مقدمة المؤلف:
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه، وأثنى عليهم من فوق سماواته، القائل في كتابه: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) فاطر: 29، وأوجب عليهم تجويد القرآن، قال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) المزمل: 4، وبفضله وفقهم للمداومة على تعلّمه وتعليمه ومنّ عليهم بلذيذ شرابه، وجعلهم من خواص أحبابه.
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله أهلين من الناس) قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) (1) ، فالله تعالى خص حفظة كتابه بمزايا بين العباد؛ فضلهم على غيرهم بحفظه فصانوه من كل تحريف وتبديل وتقديم وتأخير وزيادة ونقص، وفرقوا بين المفخم والمرقق، والممدود والمقصور، والمدغم والمظهر.
فطوبى لمن ألهم حق تلاوته وجعله قائدًا له، وصدق عليه قول الله تعالى: (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) البقرة: 21، ويزداد المؤمن شرفًا ورفعة كلما كان قائمًا على تعلّم القرآن وتعليم أحكام تجويده وسهل الله له طرق تدريسه ويسر له عسيره.
وأفضل ما يرطب به العبد لسانه ويصون به جوارحه ويعمر به قلبه وجوارحه وفؤاده ذكر الله؛ لقول الله تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد: 28 .
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الذي كان خير معلم للناس كافة، ووضع وسام الشرف على صدر كل من شغل بالقرآن تعلّمًا وتعليمًا، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) (2) .
ورضي الله تعالى عن الصحابة والتابعين الأجلاء، الذين نقلوا لنا القرآن عذبًا سلسلاً كما سمعوه ووصل إليهم من المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وجودوا أحكامه، وعملوا بما فيه، ولزموا آدابه.
فالسعيد من وفقه الله، وانشغل بتدريس القرآن وتجويده، وتدبر معانيه، وعمل بما فيه، وتزود من آدابه، وتخلق بأخلاقه، وجعل القرآن نصب عينيه آناء الليل وأطراف النهار، فكان سببًا له بالفوز بالجنة، وكان من حزب الله المفلحين.
فعلم التجويد من أفضل العلوم شرفًا ومنزلةً وفكرًا، وكيف لا وهو يتعلق بأفضل كتاب نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله ومن والاه.
أخي القارئ الكريم، يقول الفقير إلى رحمات ربه، الراجي عفوه وغفرانه: علي الله بن علي أبو الوفا: وبعد أن منّ الله عليّ وجعلني من المشتغلين بتدريس تجويد القرآن قرابة العشرين عامًا بالأزهر الشريف بمصر، وبالطائف بالسعودية، ودار القرآن الكريم بالكويت، وبكلية الشريعة جامعة الكويت- استخرت الله تعالى في تأليف هذا الكتاب وجمعت فيه كل خبراتي بأسلوب سهل ويسير، مع تنسيق الكتاب تنسيقًا يتناسب مع طرق التدريس الحديثة، ووضعت فيه قواعد علم التجويد، وأسميته:
“القول السديد في علم التجويد” وراعيت عدم التطويل المملّ أو التقصير المخلّ، مراعيًا تشعّب الوقت لدى طلاب العلم في الفنون الأخرى، ولم آل جهدًا في البحث من أوثق الكتب في الشروح للمتون كمتن التحفة ومتن الجزرية، ومتن الشاطبية، ومتن الطيبة لأصحاب هذه المتون.
وسلسلت الكتاب في فصول ومباحث، وجمعت عناصر المبحث قبل البدء فيه، ثم بعد ذلك الشرح، وهو عبارة عن توضيح موجز لعناصر المبحث بأقصر عبارة مع دقة التنسيق، وذكر الأمثلة التي تساعد طالب العلم على استيعاب المبحث، ثم الاستشهاد بالمتن الذي يوثق العلم لدى أهله، ثم مناقشة في نهاية كل مبحث، مع تخريج الآيات القرآنية، وتخريج الأحاديث المستشهد بها، واستخلصت ذلك من الشروح الميسرة التي تخلصت من الحشو والتفريع والإغراق في سوق الآراء الخلافية.
وأرجو من الله تعالى السداد والتوفيق وأن ينفعني بهذا العمل في دنياي وأخراي، وأن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ويثقل به ميزان حسناتي (يَوَمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُون. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء: 88-89، فهو نعم المولى ونعم النصير، والله تعالى أسأل العون والسداد، (وَما تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود: 88ّ.
الجمعة السابع من ذي القعدة عام 1418 ه السادس من مارس عام 1998 م.
المؤلف علي الله بن علي أبو الوفاء الكويت-الجهراء.
__________
(1) النسائي في الكبرى في فضائل القرآن “8031”، والحاكم في المستدرك 1/ 556.
(2) البخاري في فضائل القرآن “5027”، وأبو داود في الصلاة “1452”.المحتويات:
تقديم.
مقدمة الطبعة الثانية.
مقدمة المؤلف.
القرآن الكريم.
الفضائل القرآنية من السنة النبوية.
آداب تلاوة القرآن.
آداب سماع القرآن.
حكم قراءة الحائض والنفساء للقرآن الكريم.
الفصل الأول: مبادئ علم التجويد
أركان ومراتب القراءة.
اللحن وأنواعه.
الاستعاذة.
البسملة.
الاستعاذة مع البسملة مع أول السورة.
حكم البسملة بين السورتين.
الفصل الثاني: أحكام النون الساكنة والتنوين:
تمهيد.
الإظهار الحلقي.
الإدغام بغنة.
الإدغام بغير غنة.
الإقلاب.
الإخفاء.
الفصل الثالث: أحكام الميم الساكنة:
الإدغام.
الإظهار.
النون والميم المشددتان.
أحكام اللامات السواكن.
الحالة الأولى للام (ال) “الإظهار”.
الحالة الثانية للام (ال) “الإدغام”.
لام الفعل.
لام الحرف- لام الاسم- لام الأمر.
الفصل الرابع: المد والقصر:
تمهيد.
أقسام المد.
المد الواجب المتصل.
المد الجائز المنفصل.
المد البدل.
المد الجائز العارض للسكون.
المد اللازم.
فوائد نحو المدود.
ألقاب المدود.
الوقف على أواخر الكلم .
خلاصة أوجه الوقف.
الوقف على هاء الضمير.
هاء الكناية.
الفصل الخامس: مخارج الحروف:
تمهيد.
أقسام الحروف والمخارج.
المخرج الأول من المخارج العامة “الجوف”.
المخرج الثاني من المخارج العامة “الحلق”.
المخرج الثالث من المخارج العامة “اللسان”.
المخرج الرابع والخامس من المخارج العامة “الشفتان والخيشوم”.
ألقاب الحروف عشرة.
الفصل السادس: صفات الحروف:
تمهيد.
صفتا الهمس والجهر.
صفتا الشدة والرخاوة.
صفتا الاستعلاء والاستفال.
صفتا الإطباق والانفتاح.
صفتا الإذلاق والإصمات.
صفتا الصفير والقلقلة.
صفتا اللين والانحراف.
صفات التكرير والتفشي والاستطالة.
صفة الخفاء.
أقسام الصفات.
فوائد تتعلق بالصفات.
صفات الحروف حسب قوتها.
الفصل السابع: المتماثلان:
المتقاربان.
المتجانسان.
المتباعدان.
التفخيم والترقيق.
تنبيهات وتسمى التحذيرات.
الوقف والابتداء.
علامات الوقف ومصطلحات الضبط.
الفصل الثامن: همزة الوصل:
همزة الوصل مع همزة الاستفهام.
همزة القطع.
الحذف والإثبات.
هاء التأنيث التي يوقف عليها بالتاء.
هاء التأنيث المتفق فيها على الإفراد.
هاء التأنيث التي وقع فيها الخلاف بين الإفراد والجمع.
الفصل التاسع: المقطوع والموصول:
أحكام قصر المد المنفصل.
سجود التلاوة.
الحكمة من السكتات.
مبحث في التكبير.
أحوال السلف بعد ختم القرآن.
التعريف بالإمام “عاصم”.
التعريف ب “حفص”.
حمدًا لله.
الكتاب: القول السديد في علم التجويد.