بسم الله الرحمن الرحيم
1- ومرحلة التدبٌّر تأتي بعد الفهم، إذ لا يمكن أن يُطلب منهم تدبر كلام لا يعقلونه، وهذا يدل على أنه لا يوجد في القرآن ما لا يفهم معناه مطلقًا، وأنّ التدبر يكون فيما يتعلق بالمعنى المعلوم. “المعين على تدبّر الكتاب المبين ب”
2- (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن) نعم! إنهم ولا شك وكل أمثالهم منذ أربعة عشر قرنًا، سواء كانوا من الكفار الصُّرحاء، أو من المنافقين لا يتدبَّرون القرآن! ولو تدبَّروه بعقول وقلوب مفتوحة، لعلموا أنه من عند الله عزَّ وجل، وأنه لا يمكن أن يكون من عند غير الله سبحانه! إنَّ بشرًا في الأرض كلها لا يتأتَّى له أن يخرج كتابًا كهذا الكتاب المعجز على جميع المستويات، وفي جميع الاتجاهات، والذين يتعرَّضون للتأليف هم أدرى بهذه الحقيقة، كما كان العرب العالمون بأسرار البلاغة أدرى بحقيقة الإعجاز البلاغي للقرآن. “المعين على تدبّر الكتاب المبين”.
3- والحكمة في مشروعيَّة التعوُّذ عند إرادة القراءة هي: أنَّ قراءة القرآن الكريم عبادة عظمى، تتطلَّب الإخلاص لله تعالى، وإحضار القلب؛ ليعظم الأجر، وتتحقَّق الفائدة، وإنَّ من شأن الشيطان أن يوسوس للإنسان إذا دخل في عبادة، ليشغل قلبه عن الحضور، فجاء الأمر الإلهي بالتعوُّذ عند إرادة قراءة القرآن الكريم، ليكون القارئ في عياذٍ منيع، وحِرْز حصين، وبذلك يحضر القلب، وينشرح للتلاوة. “المعين على تدبّر الكتاب المبين ف”.
4- سُميت هذه السورة بالفاتحة؛لمتابعة القراءة