الفوائد المنتقاة من كتاب: “التلخيص لوجوه التخليص لابن حزم رحمه الله”:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، هذه بعض الفوائد المنتقاة من كتاب: “التلخيص لوجوه التخليص” لأبي محمد ابن حزم رحمه الله.
اعتمدتُ في العزو على طبعة: “دار ابن حزم بتحقيق: عبد الحق التركماني”.
ملحوظة: اختصرت الفوائد، وتصرفت في بعضها تصرفًا يسيرًا لا يُخِل بالمعنى.
قيدها وانتقاها: المسلم غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين.

1- وقد أطلتُ التفتيش منذ سنين، فصحَّ لي أن كلَّ ما يُوعِد الله به النار فهو من الكبائر. “التلخيص لابن حزم ص88”.
2- فو الله أيها الأحبة إن أحدنا ليشتد روعه، ويخفق قلبه من وعيد آدمي ضعيف مثله لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، فكيف بذلك اليوم المذكور، وبعذاب أهونه الوقوف في حال دنو الشمس من الرؤوس، وبلوغ العرق إلى أكثر مساحة الأجسام، في يوم طوله خمسون ألف عام، ثم بعد ذلك يرى مصيره إما إلى جنةٍ أو إلى نار، فأين المفر إلا إلى الله وحده لا شريك له. “التلخيص لابن حزم ص91”.
3- من استوت حسناته وسيئاته وفضُلَت -أي: زادت- له حسنة واحدة لم يرَ نارًا، فيا لها من سرور ما أجلَّه. “التلخيص لابن حزم ص91”.
4- وصحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيءٌ وجبَ إتحافكم به، فهو من أفضل الهدايا، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى). “التلخيص لابن حزم ص93”.
5- ودَعُوا أقوال البطَّالين، الكذَّابين، المفسدين في الأرض، القائلين: إن سرعة اللسان بالاستغفار توبة البطالين! كذبوا وأفكوا، بل هم البطالون المبطلون حقًا، العائجون عن سبيل ربهم، وعن صراط نبيهم المستقيم، بل الاستغفار تركه علامة الفاسقين المُصرِّين المستخفين، نعوذ بالله من مثل سيرتهم. “التلخيص لابن حزم ص97”.
6- فإن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، وهذا الأجر لا يحقِرُه إلا مخذول. “التلخيص لابن حزم ص100”.
7- أكثِروا من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- متى ذكرتم، قال صلى الله عليه وسلم: (من صلّى علي صلاة واحدة صلَّى الله عليه عشرًا) أفيزهد أحدكم أن يصلي الله عليه! لا يزهد في هذا إلا محروم. “التلخيص لابن حزم ص100”.
8- أكثِروا من قول: (لا إله إلا الله) فإنها ألفاظ تتم بحركة اللسان دون حركة الشفتين، فلا يشعر بذلك الجليس. “التلخيص لابن حزم ص100”.
9- صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن صلاة الصبح في الجماعة تعدل قيام ليلة، وصلاة العشاء تعدل قيام نصف ليلة، فأيكم أيها الإخوة يطيق القيام ما بين طرفي ليلة لا ينام فيها، أو نصف ليلة كذلك، فقد حصل له هذا الأجر تامًا بأهون سعي وأيسر شيء. “التليص لابن حزم ص101”.
10- العالِم الذي يُعلِّم الناس دينهم، شريكٌ لهم في الأجر إلى يوم القيامة على آباد الدهور، فيا لها منزلة ما أرفعها، أن يكون المرء أشلاء متمزعة في قبره، أو مشتغلًا في أمور دنياه، وصحف حسناته متزايدة، وأعمال الخير مهداة إليه من حيث لا يحتسب. “التلخيص لابن حزم ص107”.
11- واعلموا أنه لولا العلماء الذين ينقلون العلم، ويعلمونه الناس جيلًا بعد جيل، لهلك الإسلام جملة، فتدبروا هذا، وقفوا عنده وتفكروا فيه، ولذلك سُمُّوا “ورثة الانبياء”. “التلخيص لابن حزم ص108”.
12- اعلموا أيها الإخوة الأصفياء: أن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا السبب في بلوغ الإسلام إلينا، وفي تعلمنا العلم، وفي الحكم بالعدل فيما ولوا … فهُم شركاؤنا وشركاء من يأتي بعدنا إلى يوم القيامة، وفي كل خير يعمل به مما كانوا السبب في تعليمه. “التلخيص لابن حزم ص110”.
13- فاعتمدوا على نصِّ ما نصَّ لكم نبيكم -عليه السلام- ودعوا كلام ا أهل الجهل الذين يفسدون في الأرض أكثر مما يصلحون. “التلخيص لابن حزم ص112”.
14- وأنا أكره لكل أحد أن يزيد على عدد ما كان يتنفَّل به نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- لوجهين: أحدهما قول الله عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) والثاني: أن يخطر الشيطان في قلبه فيوسوس أنه قد فعل من الخير أكثر مما كان يفعله محمد -صلى الله عليه وسلم- فيهلك في الأبد ويحبط عمله، ويجد صلاته وصيامه في ميزان سيئاته، فيا لها مصيبة ما أعظمها، أن يحصل في جملة من قال الله تعالى: (وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارًا حامية). “التلخيص لابن حزم ص120”.
15- ليعلم العاقل أن تكبيرة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم عند الله وأجلّ من كل عملِ خيرٍ يعمله جميعنا، لو عُمِّر العالم كله. “التلخيص لابن حزم ص121”.
16- فمن ابتلي بالتقصير، فليتدرك نفسه بالتوبة، والندم، والاستغفار فيما سلف، فإنه يجد ربه قريبًا إذا راجعه، قابلًا له إذا فزع إليه، غافرًا لما سلف من ذنوبه، كما قال تعالى: (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب). “التلخيص لابن حزم ص126”.
17- ولو سقط علم النحو لسقط فهم القرآن وفهم حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ولو سقط لسقط الإسلام. “التلخيص لابن حزم ص128”.
18- لا كفى الله من لم يكفهِ قول ربه تعالى، وقول نبيه -صلى الله عليه وسلم- فالله الله عباد الله! تداركوا أنفسكم بتصفية نياتكم. “التلخيص لابن حزم ص141”.
19- ووالله لأن يلقى العبد ربه بكل بائقة دون الشرك، أخفّ وزرًا من أن يلقاه وقد تدين لغيره، وصلّى وصام لسواه -أي: مرائيًا-. “التلخيص لان حزم ص142”.
20- اعلموا -رحمكم الله- أن من تعمَّد اللهو واللعب حتى مضى وقت صلاة مفروضة ولم يصلِّها؛ أخفّ ذنبًا عند الله ممن صلاها لأجل الناس، ولولاهم ما صلَّاها. “التلخيص لابن حزم ص142”.
21- قال ابن حزم متحدثًا عن الرياء: فالجِد الجِد! فإن لإبليس اللعين هاهنا مسلكًا خفيًا، ومدبًّا لطيفًا، ومولجًا دقيقًا، يُحبِط به الأعمال، ويُهلِك به الرجال، أجارنا الله وإياكم من كيده وبغيه، ولا وكلنا إلى أنفسنا طرفة عين فنهلك. “التلخيص لابن حزم ص143”.
22- كذبُ الكاذِب بعد العصر أعظم منه إثمًا في سائر الأوقات، قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم) وذكر منهم: (رجل ساوم رجلًا بسلعة بعد العصر، فحلف بالله لقد أعطى به كذا وكذا، فأخذها). “التلخيص لابن حزم ص156”.
23- قال ابن حزم بعدما أوصى طلابه: ولعمري! إني لأفقر منكم إلى قبول ما أوصيتكم به، وأحوج إلى استعماله، فإني والله أعلم من عيوب نفسي أكثر مما أعلم من عيوب الناس ونقصهم. “التلخيص لابن حزم ص158”.
24- وإذا رأيتم من يعتقد أنه لا ذنب له فاعلموا أنه قد هلك، وإن العُجْب من أعظم الذنوب وأمحقها للأعمال، فتحفظوا -حفظنا الله وإياكم- من العجب والرياء. “التلخيص لابن حزم ص163”.
25- واعلموا أن كل حديث ذكرتُه لكم في رسالتي هذه؛ فليس شيء منه إلا صحيح السند، متصل، ثابت بنقل الثقات، مُبَلَّغٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. “التلخيص لابن حزم ص164”.
26- واعلموا أن كل ما اخترت في رسالتي هذه من صفة ذِكرٍ، أو كيفية عمل؛ فليس من رأيي وأعوذ بالله العظيم! ولكنه كله إما إخبارٌ مروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-  وإما عملٌ ولا بد، وكل ذلك منقول بالأسانيد الصحاح، ولله الحمد. “التلخيص لابن حزم ص165”.

Scroll to Top