كل مَن ذاق التطوع عرف ومن عرف اغترف.

كل مَن ذاق التطوع عرف، ومَن عرف اغترف:
د. وفاء العجمي.

هناك أشخاص آثروا ألا يقفوا في صفوف المتفرجين، بل بين المشاركين، وأخذوا على عاتقهم مسؤولية المشاركة الإيجابية للتخفيف من معاناة المحتاجين في مجتمعاتهم.
هؤلاء الأشخاص هجروا التكاسل، ولم يبخلوا بوقت ولا جهد إلا وبذلوه لإسعاد محتاج أو رسم البسمة على وجه يتيم أو مريض؛ فذاقوا لذة التطوع، وعاشوه واقعًا في حياتهم.
يتعجب البعض أو يستغرب من أناسٍ يعملون من أجل الآخرين بكل جد ومثابرة من غير كلل أو ملل! وقد يزداد العجب إذا علمتَ أن هؤلاء –في عملهم– يعملون دون مقابل أو أجر! فلا مالٌ يريدون، ولا جاه أو سمعة يطلبون؛ فهم في عملهم سعيدون، يجدون في عملهم ذاك كل معاني اللذة والمتعة، مع إشراقة تكسو وجوههم، وبسمة تزيّن محياهم.!
يشعر بذلك كل من يقترب منهم، أو يجالسهم، وصدق فيهم المثل الصيني: “إن اليد التي تقدم الورود لا بد أن يعلق بها قليل من عبيرها”.
إنهم أولئك الذين يعملون في المجال التطوعي، وأعمال الخير في خدمة الناس؛ فيدخلون السرور في نفوس محرومة، ويسعِدون قلوبًا مكلومة، ويخففون عن أناسٍ مشقة الحياة التي أرهقتهم بأعباء وأثقلتهم.
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق: ما السر الذي جعل أولئك يعملون في المجال التطوعي بطيبة نفس وانشراح صدر؟ وما سر تلك السعادة والراحة التي يجدونها في عملهم؟
إن سر ذلك مكشوف لمَن دخل في هذا المجال، وذاق من طعم ولذة العمل، “فكل من ذاق عرف، ومن عرف اغترف” كما يقولون.
العمل التطوعي أصل أصيل في الدين الإسلامي قال الله تعالى في كتابه: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) ما أحلى من أنك تعطي وتعطي! يكفي شعورك أنك إنسان عندك هدف ومعنى في الحياة، شعور العطاء يختلف، ولم يعرف به أحد ويشعر بلذته إلا لما جرب أن يعطي، أخبِروا كل من لم يتذوق لذة التطوع بعد ما أضاع من عمره لذّة ومتعة لن يجد لها مثيل أبدًا مهما فعل!

Scroll to Top