منظومة النجاح في الإسلام تعني النجاح مع الله، ومع الناس، ومع النفس

ضيف الحوار: د. أمير محمد المدري دكتوراه في الإدارة التربوية، باحث في الفكر الإسلامي والتربية.
أجرت الحوار: أمينة سعيد.

النجاح مطمح كل إنسان؛ فهو يُعرّف على أنه القدرة التي من خلالها يتمكّن الإنسان من تحقيق كافّة أهدافه، ولكن كثير من الناس ربط الحديث عن النجاح في حدود الدنيا، وقليلاً ما يتطرق الإنسان في حديثه عن النجاح إلى النجاح الأُخروي، والنجاح في علاقة المرء بخالقه
في هذا الإطار يوضح الدكتور الداعية أمير بن محمد المدري دكتوراه في الإدارة التربوية، باحث في الفكر الإسلامي والتربية من اليمن أن منظومة النجاح المقصود بها النجاح الشامل بمنظور إسلامي، فقد تكلم وكتب الكثير في موضوع النجاح والتميز في الحياة، لكنه نجاح غير متكامل، ونحن اليوم بحاجة إلى المسلم متكامل الشخصية، يعي علاقته مع ربه، ومع أهله، ومع الناس، ومع نفسه.
وبيّن د. المدري أن السبب في طرح هذه القضية للنقاش هو اللهث وراء الحضارة الغربية، والتضخيم والتهويل لشخصيات غربية نجحت في الحياة، والاستشهاد كثيرًا بهم حين الكلام عن النجاح والتميز والإبداع.
وقال الداعية المدري: “نسينا أن تاريخنا الإسلامي إلى اليوم مليء بشخصيات تميزت ونجحت ليس على المستوى الشخصي بل على جميع المستويات”.
وأشار إلى أن تناول هذه المسألة بالكتابة والنقاش يعتبر رسالة للعالم أجمع بطبيعة منهجنا، وأن الشمول في النجاح والإحسان في الحياة من أسس تعاليم ديننا.
وفي رده على سؤالنا حول مدى وعي الإنسان بضرورة الوصول لمنظومة النجاح أجاب الداعية المدري أن الواقع يتحدث ويشهد غفلة كثير من الناس عن هذا الأمر إما انشغال بالمعاش، أو قصور في الفهم لهذا الدين حيث يعتقد الكثير أن الإسلام مقصور في الجانب العبادي فقط.
وأكد الداعية المدري أن تحقيق منظومة النجاح أمر يسير وهو يسير على من يسّره الله له وأعانه، فمع كل محاور نقاط للنجاح فيه، فالعلاقة مع الله ليست ادعاء بل عملاً واتصالاً بالله وقربًا منه، وكذلك بقية المحاور، وهذه المنظومة هي انتقال من الجانب القولي إلى الجانب الرقمي، فبإمكان الإنسان أن يقيس نسبة نجاحه في أي محور بالأرقام، بأن يعطي نفسه نسبة ليعرف أين الخلل، ويبدأ في العلاج والانطلاق للنجاح والتميز.
ونوّه الداعية المدري أن النجاح مع الناس ملخصه التسلح بحسن الخلق في التعامل مع الناس، والإحسان إليهم، فالله للإنسان بقدر علاقته مع الناس، فمن كان بالناس رحيمًا لطيفًا لينًا كريمًا كان الله له كذلك، ومن كان مع الناس شديدًا قاسيًا ظالمًا كان الله له كذلك بل أشد.
على الصعيد ذاته أوضح الداعية أن النجاح مع النفس ملخصه البحث عن كل ما هو سبب للارتقاء بالنفس والسمو بها؛ لتكون نفسًا صالحة، طيبة، متعلمة، واعية لما يدور من حولها، محافظة على وقتها.
وختم الداعية المدري حديثه بشرح ملخص فكرة منظومة النجاح في الإسلام قائلاً: “أن المنظومة لها ثلاثة محاور رئيسة، النجاح مع الله، ومع الناس، ومع النفس، وكل محور يتطلب أمورًا للنجاح فيه يستطيع الفرد أن يقيس نسبة نجاح بين الفينة والأخرى، ويعلم أين يكمن الضعف والخلل عنده”.

Scroll to Top