الداعية الصغيرة

لقاء مع الأستاذة نوف العنقري بعنوان الداعية الصغيرة

ضيفة اللقاء : الأستاذة / نوف العنقري.

أجرت اللقاء المحررة: صيغة الحربي.

إن الدعوة إلى الله جزء من حياة المسلم اليومية في بيته ومع أسرته وفي عمله وطريقه، ومع زملائه وفي جميع أحواله، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت: 3، في هذه الأسئلة الحوارية نبين ما للداعية الصغيرة وما عليها، يبدأ حوارنا مع الأستاذة نوف العنقري.
1- هل يمكن إعطاؤنا نبذة عن شخصيتكم النبيلة لنعرف القراء بكم عن قرب؟
الفقيرة إلى عفو ربها، نوف بنت حمد العنقري تخرجت من كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية، وانطلقت مع الأجيال نربي ونعلم ونشد العزم منذ 18 عامًا، أسأل الله أن يجعلها في موازين الحسنات.
2- الإحساس بعدم القدرة على الدعوة كيف نقضي عليه؟
حين نجعل الجنة هدفًا ونجدد الإخلاص، وأنّا ما خلقنا عبث، وأن لا بد من تحديد الهدف، فإما مستخلفين أو مستبدلين، وأن الأمر ليس بالعسير ولا بالشاق ولو عسر فإن هذا طريق الأنبياء ونهايته مشرقة.
3- تواجه الداعية المبتدئة كثير من العقبات؛ فتقف حائرة وتنتهي بإحباط، فما هي النصيحة التي تقدمينها لها؟
أما الإحباط فهو من الشيطان، ولا يشترط للدعوة القبول فقد يأتي النبي وليس معه أحد، ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان .! وهم أنبياء.
4- ما هو السلاح الذي تتسلح به الداعية الصغيرة؟
السلاح “الدعاء”، والقرآن وتدبره، والقيام به وطلب العلم.
5- كيف لمن تريد أن تخطو في درب الدعوة جذب الأفئدة؟
جذب الأفئدة لا يكون إلا بالخلق الطيب والسماحة واللين والابتسامة والرفق ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير دليل.
6- كيف لنا جميعًا أن نعمل ونحن نرى الكثير ولكننا مكبلون غير قادرين على الحركة، كيف نتصرف؟
من جعل الجنة له هدفًا لا يعرف للتكبيل وفقًا أو مكانًا، فالنفس البادرة ترى الفرص الدعوية تتخطفها من كل مكان.
7- هل من الضروري وجود رفيق يعين على الطاعات، أم إن الإنسان يستطيع السير بمفرده دون معين بعد الله؟
لا يعدم الإنسان من رفيق ولله الحمد والمنّة ما أكثرهم لا حرمناهم قال تعالى: (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا) القصص  35، أحيانًا لا نجد فإن لم نجد فلا خوف فما ظنكم بطريق يكون الرفيق معك هو الله جل جلاله.
8- من تجاربك في الدعوة هل من الممكن أن تزودينا بنصائح لنا وللداعية الصغيرة تساعدنا وتساعدها على مواصلة الطريق في مجال الدعوة؟
أ- الإخلاص: وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمِعت رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هِجرتُه لدنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينكِحها فهِجرته إلى ما هاجَر إليه) رواه البخاري ومسلم.
ب- الدعاء: وليكن شعارك (يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك).
ج- تحديد الهدف.
د- لا نستسلم للعقبات والعوائق.
9- هل هناك محاذير يجب أن تراعيها الداعية الصغيرة؟
محاذير مهمة:
لا تتصدر قبل أن تتأهل فمن تصدر قبل أوانه لتصدى لهوانه، وإياك والعجب فإنه مقيت مميت، ولا تنتظري ثناء من أحد أو حمدًا.
10- ما هو أسلوب التعامل الأمثل بنظرك الذي يجب على الداعية الصغيرة أن تتقيد به في بداية مشوارها الدعوي؟
الأسلوب الأمثل الرفق واللين وحسن الخلق وغض الطرف، وأن تحذر من الغضب أو الانتصار للنفس.
11- كيف للداعية الصغيرة أن تتزود بالثقافة الإسلامية اللازمة حتى تدعو إلى الله على بصيرة؟
أن تكثر من الحضور للدروس الشرعية وسماع الأشرطة وكتابتها؛ فكثيرًا منها أدين لها بفضل كبير في اتساع الثقافة، وقوة الأسلوب، ومهارة الإلقاء.
12- كيف تجمع الداعية الصغيرة بين أن تعيش حياتها كشابه وفي الوقت نفسه داعية لله غير مفرطة؟
سددوا وقاربوا برّي بأمك أحسني لأخوتك، صلي قرابتك، كوني مثالاً للخلق والتواضع والإحسان معهم.
13- كيف تثبت الداعية المبتدئة نفسها في زمن الفتن والشهوات خاصة إن كانت تحيا في أسرة منفتحة؟
الاطلاع بكثرة على سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسيرة الصحابة وغيرهم من الأئمة الصالحين؛ فهو يزيد من تقواها وعزتها بدينها فهذا مصعب بن عمير -فتى قريش المدلل- ماذا أصابه بعد إسلامه حتى يدفق بعد أن استشهد في غزوة أحد ولم يجدوا ما يغطوه به.
14- هل هناك إضافات أخرى تؤدين كتابتها من خلال هذا الحوار؟
أقول أيتها الداعية تذكري أنك بانقطاعك عن هذه الدنيا لم ينقطع عملك، وقد خلفت أجيالاً يسيرون على منهج رسمتِه لهم، وقد عمرتِ أرواحًا وأنرتِ قلوبًا، ومن صبر ذاق حلاوة الصبر والتعب، والمصابرة والجهد، وتذكري أن الإخلاص هو سبيل ثباتك، والله يدافع عنك، والله مولاك وسيتولاك.

المصدر: موقع ركن أخوات طريق الإسلام.

Scroll to Top