إلى المدخنات.

إلى المدخنات:
ضيفة الحوار: أ. آمنة القثامي.
أجرت الحوار: سامية العمري.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم.
1/ في بداية الحوار نود أن نتعرف على الأستاذة: آمنة القثامي، وما أهم المناصب التي تقلدتها.
البيانات الشخصية:
آمنة بنت محمد بن عبد الله القثامي.
الحالة الاجتماعية: متزوجة.
المؤهلات العلمية:
– بكلوريوس في الشريعة مع الإعداد التربوي من جامعة أم القرى عام 1408 بتقدير ممتاز.
– دراسات عليا فقه عام 1411 ه.
– مصرح لي من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رقم 31.
– حصلت على إجازة علمية عامة لجميع مؤلفات 45 كتاب ومرويات فضيلة الشيخ: محمد أمين الهرري 21/8/14258
الخبرات العملية:
– مشرفة القسم النسائي للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمكة المكرمة.
– مشرفة عامة على مركز دار الأرقم للتدريب والاستشارات.
– مشرفة على مركز المهاجرات.
– مشرفة على الدورة العالمية المكثفة لحفظ القرآن في شهرين فرع مكة.
– مدربة معتمدة من صندوق تنمية الموارد البشرية لتنفيذ برنامج تهيئة طالبات العمل للقطاع الخاص.
– عضوة في اللجنة النسائية لمكافحة التدخين بالعاصمة المقدسة.
– عضو مؤسس لجمعية هدية الحاج والمعتمر.
– أسست وأشرفت على دار الرائد لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض لمدة ثلاث سنوات.
– عضو اتحاد النحالين العرب
2/ المرأة تعتبر نصف المجتمع المنشئ للنصف الآخر فما هي الصورة التي تتمنى آمنة القثامي أن ترى الفتاة المسلمة عليها؟
على الفتاة المسلمة أن تطبق ما دعا إليه الدين من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في حياتها، وتسأل الله دومًا الثبات، وتسلك وسائل الثبات.
3/ ظاهرة تدخين الفتيات هل هو محاولة لتأكيد الذات أم أنها هروب من الظروف الخاصة، أو أن هناك أسباب أخرى أدت إلى تفشيها في المجتمعات العربية؟
أسباب تدخين الفتيات، وتورطهن في هذا العمل المشين له أسباب عديدة منها، مثلاً:
التقليد لغير السويين، أحوال نفسية غير سوية، صحبة السوء، التجربة.
4/ ما هي الأضرار التي يمكن أن تحصل بسبب التدخين سواءً  تدخين السيجارة أو المعسل “الشيشة أو الأرقيلة” النفسية أو الصحية أو الاجتماعية؟
كثيرًا ما يسبب التدخين بعد المدخن عن المساجد وحلق الذكر والصالحين لعدم قدرته على مفارقة التدخين، وهذا بلا شك سبب واضح لضيقة صدر المدخن (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا)، كذلك مما يجعل نفسية المدخن متوترة، شعوره الداخلي بأن ما يرتكبه خطأ.
أما أضراره الصحية فهي كثيرة جدًا ومن أشهرها وأخطرها: أنه سبب لحدوث الجلطات بجميع أنواعها، والسرطانات نسأل الله العفو والعافية- فهو سبب للموت ونعلم جميعًا عقوبة قاتل نفسه.
أما اجتماعيًا؛ فالمدخن لا يستطيع مرافقة فئة الصالحين بسهولة فيخسر كثيرا منهم، ناهيك عن حال المدخن مع زوجته وكذا المدخنة مع زوجها، والله المستعان، والحديث عن أضرار التدخين يطول جدًا.
5/ هناك اعتقاد سائد بين الفتيات أن استخدام الدخان المصنع بواسطة الماركات العالمية المخصص للسيدات أو الأنواع المنكهة يخفض نسبة الخطورة، ما رأيك؟
ثبت علميًا كما عرفت أن هذه مجرد دعايات لترويج التبغ على فئات خاصة في المجتمعات، ومن تريد أن تطلع على حقيقة الأمر فلترجع إلى مواقع مكافحة التدخين.
6/ حضور الفتيات للملتقيات والمحاضرات هل لذلك دور في التوعية بأضرار التدخين؟
نعم ولا شك في ذلك؛ فمكافحة التدخين من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
7/ يُذكر أن هناك علاقة بين تدخين الفتاة وتعاطي المخدرات من وجهة نظرك هل هذا القول صحيح؟
ليست كل مدخنة ومدخن من الضروري أن يصبحا من متعاطي المخدرات، ولكن ثبت بعد إحصائية مدروسة أجريت في مستشفى الأمل تقول إن التدخين بوابة المخدرات.
8/ تتنافس الفنادق في توفير المعسل فترات كثيرة، وانتشر وجود الفتيات حتى وقت متأخر من الليل فما السر وراء ذلك ونصيحة توجهينها لأصحاب هذه الأماكن التي لا تهدف إلا إلى الكسب المادي؟
لعل السر وراء ذلك الغفلة التي تعيشها بعض الأسر، والفراغ الروحي عند هؤلاء الفتيات، فأين الله؟ وأين هن عن مراقبة الله؟ إنها والله قمة الخسارة.
أما أصحاب هذه الأماكن إذا لم يتوبوا فإن الخسارة تلحقهم في الدنيا والآخرة.
9/ ما دور كل من الأسرة والمجتمع والمدرسة في محاربة هذه الظاهرة، وهل قامت بالدور المرجو منها؟
على الأسرة توعية أبنائها وبناتها بأضرار التبغ بكل أشكاله واستخداماته، ومتابعتهم، أما المجتمع فعليه أن يسعى إلى منع بيع التدخين، ومعاقبة من يدخن في الأماكن العامة، أما المدرسة فعليها توعية الطلبة والطالبات بحكم تناوله شرعًا وبأضراره النفسية والاجتماعية والصحية.
10/ نود منك التحدث عن ظاهرة تدخين الأمهات والقدوة حيث يوجد كثير من الأمهات يدخن أمام أطفالهن، وكيف يمكن إعداد هذا الجيل مستقبلًا.
فاقد الشيء لا يعطيه، أسأل الله أن يصلح الحال؛ فغالبًا ما يفسد هؤلاء الأبناء والبنات إلا من رحم الله، والحمد لله رأيت من حفظهم الله من الوقوع في التدخين رغم تدخين الأبوَين وهذه حالات نادرة.
11/ هناك اعتقاد سائد بأن خدمة الإسلام مقتصرة فقط على الداعيات والملتزمات أما من اقترفت المعاصي فليست أهلاً لذلك، نريد تعليقكم على هذه النقطة؟
خدمة الإسلام وواجب كل مسلم ومسلمة صالح أو عاصي، فإن هذا الأمر يعم جميع أفراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم على القدر المستطاع.
12/ هل النصح باللسان هو السبيل الوحيد لإقناع هؤلاء الفتيات أم أن هناك أساليب أخرى؟
يمكن نصحهن بالكتاب، ومقاطع الفيديو الهادفة، وغير ذلك من وسائل اتصال وتواصل.
13/ باعتبارك المشرفة العامة على مركز دار الأرقم للاستشارات التربوية والتعليمية هل وقفت على حالات لفتيات مدخنات وأقلعن عن التدخين؟
الحمد لله أنني عضوة مؤسسة للجنة النسائية لمكافحة التدخين بالعاصمة المقدسة، وقمت بإلقاء ما يزيد عن 200 محاضرة في مدارس تعليم البنات بمكة المكرمة، والتقيت بعشرات الفتيات المدخنات مع الأسف وقد تأثرن كثيرًا بعد اللقاء وأبدين عزمهن على الإقلاع، بل الكثير من الأمهات أقلعن عن التدخين بعد نقل بناتهن للمحاضرة لهن.
14/ همسة في أذن كل فتاة وخاصة اللاتي قد يصادف وجودهن في أماكن يوجد بها مدخنات؟
أختي: إن النصح من أشرف الأعمال، وأنها دليل على محبة الخير للغير وهي رحمة وشفقة؛ فراعي هذه الأمور، ولا تنسي أن تعاطي التبغ بكل طرقه معصية مهما كان الوضع مشين في نظر العقلاء، فعليك بالتي هي أحسن، وتذكري أن هؤلاء كنَّ مثلك غير ممارسات لهذا الأمر ثم تورطن فيه لأي سبب، ولعل في قلوبهن حب للدين وللمسلمين وللخير، فعليك بالرفق والحرص على إقناعهن بالترك فقط لله.
15/ ماذا تودين القول لكل فتاة سواء كانت مدخنة أو غير مدخنة بهذا الشأن؟
تعاطي التبغ بكل طرقه محرم، والأدلة على ذلك كثير جدًا، ومنها أنه مضر ولا شك وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، وأذكرك أننا ما خُلقنا لهذا أبدًا، وأضف احذرن من مزالق الشيطان.
16/ في نهاية هذا الحوار النافع بإذن الله أترك لكم اختيار كلمة ختامية تخصون بها زوار موقع دعوتها؟
علينا معاشر النساء أن نسعى إلى إخلاص القول والعمل لله، وبذل الجهد في ذلك، ومجاهدة النفس لطلب العلم، ولعمل الصالحاتّ وفّق الله موقع دعوتها لكل خير فيه نفع لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

Scroll to Top