هكذا أسلم المغني كات ستيفنز.

هكذا أسلم المغنّي كات ستيفنز:
د. عبد المعطي الدالاتي.

المغني البريطاني الشهير، لُقب بمطرب القارتين، وحاز على 17 أسطوانة ذهبية، متزوج من مسلمة ورزق بخمسة أبناء.
قصته مع الإسلام:
كان كات ستيفنز يسبح يومًا في البحر، فأوشك على الغرق، فدعا ربه دعاء مضطر غريق: “يا رب إن أنقذتني فسوف أخدم دينك الحق”.
فجاءته موجة قوية حملته وقذفت به على الشاطئ، ثم حملته موجة الهداية إلى شاطئ الإسلام، وذلك بعد أن أصيب بمرض السل، فأهداه أخوه -وكان في زيارة للقدس- نسخة من معاني القرآن الكريم، فلما شرع كات في قراءتها تذكّر عهده مع ربه، وعرف أن الدين الحق الذي خُلق ليخدمه هو الإسلام.
يقول: “لما قرأت القرآن اكتشفت معنى الخلق والحياة، وأيقنت أنه ليس من كلام البشر، ووجدت التوحيد فيه يتماشى مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، لقد شعرت كأن القرآن يخاطبني، فكلماته كانت قريبة مني مع كونها مخالفة تمامًا لكل ما قرأته من قبل، لقد أجاب القرآن على تساؤلاتي، وبذلك شعرت بالسعادة، سعادة العثور على الحقيقة”.
بعد إشهار إسلامه، وكما يُتوقّع، تخلّعت صحافة الغرب وتقيأت كالسكير ، وشنّت عليه حملات التشويه، فلم يكترث بها، وتابع خُطاه في الارتقاء، وهجر اللذات ليمارس الذات.
قالوا: غريبُ الدار يحيا وحدَه وجفاه صحبُهْ
قالوا: نفتْه الأرض مُذ عشق السما والذنبُ ذنبُهْ
لا الشرق قد أضحى له شرقًا، وليس الغربَ غربُهْ
هي غربة الأطهار في ملكوتها يرتاح قلبُهْ
يرقى المعارج، من ذُراه يسير والأكوان ركبُهْ (1)
ثم أسلم شقيقه ووالدته، أما أبوه فقد أدركته رحمة الله تعالى فاعتنق الإسلام قبل وفاته بثلاثة أيام، رحمة الله.
يقول يوسف إسلام -وهو اسمه بعد إسلامه-: “قبل الإسلام كنت مثل السفينة التي تجري في البحر، ولكن بدون اتجاه، وبعد أن درست القرآن الكريم نطقت بالشهادتين، فولدت من جديد، ورحت أدرس سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأدركت الثروة الهائلة في حياته وسنته” (2).
“هزني تعريف القرآن بخالق الكون، فقد اكتشفت الإسلام عبر القرآن، وليس من أعمال المسلمين! أيها المسلمون! كونوا مسلمين حقًا حتى يتمكن الإسلام من الانتشار في العالم كله، فالإسلام هو السلام لكل العالم” (3).
الإسلام دين التوحيد ودين الفطرة:
“أدركت وأنا في المدرسة أن هناك فرقًا كبيرًا بين دروس الدين ودروس العلوم الأخرى كالحساب، في حصة الدين تعلمنا أن 3 = 1، وهذا غير صحيح في دروس الرياضيات! وأخيرًا وجدت الواحد واحدًا في الإسلام” (4).
والأستاذ يوسف إسلام يعتبر اليوم من كبار الدعاة إلى الله في أوروبا، ويقوم بإنتاج الأناشيد الإسلامية للكبار وللصغار باللغة الإنجليزية، مضمنًا إياها القيم الإسلامية العالية منغومة بصوته العذب الرخيم.
وقد أنشأ مدرسة إسلامية للأطفال في لندن، وأنشأ مؤخرًا ثانوية للبنات وأخرى للبنين، وهي الأولى من نوعها في بريطانيا.
* * *
من كتاب: “ربحت محمدًا ولم أخسر المسيح”.
——————–
(1) الأبيات للشاعر عمر بهاء الدين الأميري ديوان قلب ورب، بتصرف يسير، ص(124).
(2) حوارات مع أوربيين ومسلمين د. عبد الله الأهدل.
(3) عظماء ومفكرون يعتنقون الإسلام، محمد طماشي (182).
(4) لمَ أسلم هؤلاء الأجانب، محمد عثمان، (1 / 19) .

Scroll to Top