قصص من حياة الصالحات المعاصرات الجزء الأول.

قصص من حياة الصالحات المعاصرات:
عبد السلام العييري.

مواقف مؤثرة من حياة الصالحات:
الجزء الأول
الحمد لله الذي فَلَقَ النواة والحَبْ، وخلق الفاكهة والأب، وأبغَضَ وكرِه وأحب، وأَمْرضَ وداوى وطَبْ، أنشأ الإنسان والحيوان بقدرته فَدَبْ، فالعجب كل العجب لمربوب يجحد الرب، أشهد أن لا إله إلا الله ويفعل ما   يشاء، ويحكم ما يريد، سبحانه وسِعت آثار رحمته أهل الأراضي وسكان السماوات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أشرفُ الخلائقِ خُلْقًا وخَلْقًا، ورضي الله عن أصحابه حازوا كل الفضائل سبقى، فما حَمَلَتْ من ناقةٍ فوق ظهرها أبر وأوفى ذمةً من محمدٍ عليه السلام. أما بعد:
فأحمدُ الله تعالى على أَنْ وفَّقَنِي لِجَمْعِ سِِيرِ الصالحات، ولقد ظَنَنْتُ أَنَّ الصالحات في زَمَانِنَا أَقَلُ مِنَ الأَزْمَان الغابرة السابقة، لكن لما رأيتُ وبحثتُ وجمعتُ بعض الأخبار وجدتُ العجب، فإليكم هذه الأخبار:
القصة الأولى: عَمَّةُ أحد طلاب العلم دائمًا تصلي ولا تُرى إلا على مُصلاها، ولما ماتت رأتها قريبةٌ لها على صورةٍ حسنة، فسألتها عن حالها، فقالت: أنا في الفردوس الأعلى، قالت قريبتها بماذا؟ قالت: عليك بكثرة السجود.
القصة الثانية: أخبرني أحد طلاب العلم أنه اتصلت به امرأة وهي تبكي وظنَّ أنها قد أذنبت بل قالت له: يا شيخ إني قد عصيت الله عز وجل، معصيةً عظيمة، فلما استفسر منها وسألها، فإذا هي قد تركت صلاة الوتر البارحة، فقالت: هل من كفارة أُكَفِّرُ بها عن ذنوبي.
القصة الثالثة: تقول إحدى مديرات دُور تحفيظ القرآن: لمّا افتتحنا الدار كان عندنا دَرَجٌ في الشارع ولم نجعل ممرًا للعربات، لا لكبيرات السِّن ولا للمعوقات، قالت: وفي اليوم الأول للتسجيل فوجئنا بامرأة تجاوزت الستين من عمرها وهي تحبو على الدَرَج، تريد الدخول للدار فالتحقت بهم لكن صَعُبَ عليها الاستمرار بعد مُدة، ولم تستطع أن تواصل الحفظ، لِكِبَرِ سنها وقعدت في بيتها.
القصة الرابعة: وهذه أخرى من الصالحات، حَفِظت القرآن وهي فوق الستين، وأخبارها عجيبة، لكن مُلخص الخبر وهذا الموقف أو المواقف لها، أنها تجاوزت الستين ولمّا ختمت القرآن في رمضان الماضي، استأجرت امرأة لا تعرفها ولا تعرفها النساء اللاتي حولها، حتى تُسَّمِع لها القرآن كاملاً، ولا يعلم بخبرها إلا قلة من النساء، وأَخَذَت العهد على بعض النساء ألاّ يُخبرن أحدًا.
القصة الخامسة: فتاةٌ أخرى لها همةٌ عالية عظيمة، شابةٌ مُعاقة، أُصيبت في حادث بشللٍ رباعي جعلها طريحة الفراش أكثر من خمس عشرةَ سنة، امتلأ جسمها قروحًا وتآكل اللحم بسبب ملازمتها للفراش، ولا تُخرج الأذى من جسدها إلا بمساعدة أمها، لكن عقلها   متدفق وقلبها حي مؤمن، فَفَكرت أن تخدم الإسلام ببعض الأمور، فوجدت بعض الأساليب والطرق التي تنفع بها دين الله عز وجل، أو تنفع بها نفسها وتنشر دين الله عز وجل، فجَعلت ما يلي:
1/ فتحت بيتها لمن شاء، من النساء أن يزورها، أو حتى من الناس من محارمها أن يزوروها ليعتبروا بحالها، فتأتيها النساء ودارِسات التحفيظ، ثم تُلقي عليهن محاضرةً بصوتها المؤثر.
2/ جعلت بيتها مستودعًا للمعونات العينية والمادية للأسر المحتاجة، وتقول زوجة أخيها: إنَّ ساحة البيت الكبيرة لا أستطيع أن أسير فيها من كثرة المعونات   للأسر الضعيفة.
3/ تُجهز المسابقات على الكتب والأشرطة وتوزعها على الأسر المحتاجة مع المواد   الغذائية، ويقول أحد محارمها:إني لا أستطيع أن أُحَضِّر المسابقات إلا من طريقها.
4/ لا تدع مُنكرًا من المنكرات، من منكرات النساء إلا وتتصل على صاحبة المُنكر وتُنكر عليها.
5/ تُشارك في تزويج الشباب والشابات عن طريق الهاتف.
6/ تُساهم في إصلاح ذاتِ البين وفي حلول المشاكل الزوجية، إنها والله امرأةٌ   عجيبة.
القصة السادسة: وهذه أُخرى لا يُطيعها زوجها أن تذهب للمحاضرات، فبدأت تتصل على النساء اللاتي تعرفهن من الجيران ومن الأقارب ومن الزميلات، فتحُثُهُن على حضور المحاضرات وهي قليلة الحضور للمحاضرات بسبب زوجها.
القصة السابعة: امرأة في مدينة الرياض، لها في كل باب من أبواب الخير سهم؛ فهي تساعد الراغبين في الزواج، وتعطي أُسرة السجين، وتقوم على الأرامل والمساكين، ومن أعمالها أنها تسببت في بناء سبع مساجد في المملكة، وكَفَلَتْ “500” أسرة من الأسر المحتاجة، وقد كَفِلَتْ “30” يتيمًا أيضًا، وأَسَلم بسببها في دولة تشاد بأفريقيا تقريبًا من مائتي ألف رجل وامرأة، لله دَرُّها.
القصة الثامنة: وهذه امرأة أخرى، فتحت دارها للعلم والتحفيظ، فلمّا كَثُرتَ النساء   والأطفال عندها، فتحت على حسابها وعلى حسب ما تجمعه من النساء فتحت دارًا في مكان آخر.
القصة التاسعة: بعض المريضات في المستشفى يقلن: من أحسن الهدايا لنا أثناء الزيارة وأيام العيدين، أن يأتي أحد الزوار لنا، بمصحف أو شريط للقرآن أو أن يأتي بالكتب النافعة.
القصة العاشرة: وهذه أم عبد الرحمن، تأتي مع زوجها من أقصى جنوب الرياض إلى أقصى شرقه، يتركها زوجها في المستشفى للعلاج ويذهب هو لدوامه، وتمر عليها فترات تحتاج إلى المستشفى كل يوم تقريبًا، فاستغلَّت هذه المرأة جلوسها الطويل في المستشفى وانتظارها لدورها في العلاج، استغلَّت الوقت بتعليم الدين، والتذكير به سبحانه وتعالى، وزيارة المريضات، وتقوم بتعليمهن الصفة الصحيحة للطهارة والصلاة وأحكام طهارة المريض، وقد نفع الله عز وجل بها   نفعًا عظيمًا، فاللهم اشفها وعافها، فما أعظم الأجر، تحمل في جسدها المرض، وفي قلبها النور والإيمان، وتقوم بتنفيس الكُربات عن المحزونين والمرضى، والله عز وجل الموعد.

Scroll to Top