مفهوم الثقافة الإسلامية.

مفهوم الثقافة الإسلامية:

الثقافة في اللغة[1] هي:

الحذق والفطنة والخفة، فنقول: ثقف فلانًا ثقافة بمعنى صار حاذقًا خفيفًا فطنًا.

 

وهي التسوية، والتشذيب، والتهذيب، والتأديب، فنقول: ثقفت الرماح بمعنى سويتها وأعددتها كما هي له، وهذبتها لتؤدي الغرض منها.

 

واستعمل العرب كلمة ثقافة بمعنى الظفر والمصادفة، ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى: ﴿ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً ﴾ [الممتحنة: 2].

 

وفي اللغات -الأجنبية- الفرنسية والإنجليزية والألمانية يعبر عن الثقافة بلفظة (Culture) وتفيد معنى الزراعة والاستنبات، وقد طرأ على هذه الكلمة عند الفلاسفة وعلماء الاجتماع والمؤرخين بعض التغير حتى غدت هذه الكلمة تعلق على مجموع عناصر الحياة وأشكالها ومظاهرها في مجتمع من المجتمعات.

 

وللثقافة تعريفات عديدة نذكر منها تعريف (تايلر Tailer) المشهور بأنها: «هي ذلك الكل المعقد الذي ينطوي على المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف وغير ذلك من القدرات»[2].

 

مفهوم الثقافة الإسلامية:

هناك عدة تعريفات للثقافة الإسلامية جاءت طبقًا لاختلاف اتجاهات الباحثين وتصوراتهم، فمنهم من يجعل حياة الأمة أساسًا يدور عليه التعريف، ويركز على إحياء عناصر الثقافة ومقوماتها من وجهة نظر معينة سواء إسلامية أو قومية أو وطنية، ومنهم من يجعل من الدراسات الإسلامية أساسًا يدور عليه التعريف، وبهذا تكون الثقافة الإسلامية مرادفة (للدراسات الإسلامية) أو (العلوم الإسلامية) أو (التربية الإسلامية) وهناك من يعرف الثقافة الإسلامية على أساس واقع المجتمع الإسلامي عبر تاريخه، وآخرون من يعرفها على أساس ما ينبغي أن يكون عليه المجتمع الإسلامي.

 

أما نحن فنعرف الثقافة الإسلامية من خلال الموضوعات التي تتناولها مادة الثقافة الإسلامية بصفتها علم جديد أوجدته الظروف والأحوال المعاصرة التي تعيشها الأمة على النحو الآتي:

الثقافة الإسلامية هي دراسة الاتجاهات المعادية للدين الإسلامي والعمل على تنفيذها والمستجدات المتعلقة بأحوال الأمة الإسلامية، وكيفية بناء الشخصية المؤمنة بربها المعتزة بدينها على أسس علمية وفقًا لمنهج يتسم بالشمولية والترابط والاتزان.


[1] انظر: القاموس المحيط، مادة ثقف، ومختار الصحاح، والمصباح المنير.

[2] انظر: مصطفى الخشاب، علم الاجتماع ومدراس (ص:189).

شبكة الألوكة.

Scroll to Top