مفهوم التربية في الإسلام     

 

هايل الجازي

– تعريف تربية الأبناء

 التربية في الإسلام

تعتبر التربية غريزةً أو فطرةً وضعها الله عز وجل في الإنسان؛ حيث نجد أن جميع الناس بمختلف ثقافاتهم وتعليمهم ودياناتهم يُربّون أبناءهم بشكلٍ عفوي وغريزي؛ فالهدف الأساسي من التربية هو تربية وتنشئة الأبناء بالطريقة الصحيحة بتعليمهم العادات والتقاليد والمعارف التي تساعدهم في مواجهة الأمور الحياتية.

إن التربية في الإسلام تعتمد على ضوابط شرعية إسلامية، من حيث أسلوب العقاب والثواب، والتعليم، وتناقل الخبرات، بالإضافة إلى تحديد أسماء الأبناء؛ حيث إنّه يتوجّب علينا اختيار الأسماء الطيّبة والمحببة للنفوس، فالهدف الأساسي من التربية في الإسلام هو تنشئة الأبناء بما يتلاءم مع الشريعة الإسلامية، مما يجعل الأبناء والأولاد صالحين يعرفون أحكام المعاملات والعبادات متلمّسين في ذلك تقوى الله عز وجل والإخلاص في القول والعمل.

دور المربّي في العملية التربوية

يُعتبر المُربّي هو الأساس في العمليّة التربوية، وله دورٌ كبيرٌ في ذلك؛ فمن خلاله يكتسب الطفل العادات والمعارف، فكلما زادت العلاقة بين الأب والابن زادت شخصيّة الابن نضوجًا، بالإضافة إلى قدرته على التعامل بشكل مناسب مع المواقف والمشاكل التي تواجهه، ويزيد اعتماده على نفسه، ويقل لديه الشعور بالإحباط، فقوة شخصية الابن يكتسبها في الأساس من والده.

من الناحية السلوكية، فالابن لن يستقيم إلا باستقامة والده، والذي يعتمد على الفضائل والقيم الإسلامية في تربية أبنائه وتزكية أنفسهم وتربيتها على التطهير الذاتي من الفاحشة والرذيلة الباطنة والظاهرة، يقول تعالى: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) [الكهف: 82]، وقال تعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) [النساء:9].

  مصادر التربية في الإسلام

– القرآن الكريم: هو كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيّه ورسوله محمّد صلى الله عليه وسلم؛ حيث إنّه كتاب سلوك وتطبيق يشمل العديد من الطرق والوسائل في التربية.

– السنة النبوية: وهي كل ما صدر عن الرسول عليه الصلاة والسلام من قول وفعل وتقرير وصفة.

– إدراك الكون: حيث إنّ إدراك الحقيقة الكونية هو جزء من التربية، كونها تدلّ على وحدانية الله عز وجل ووجوده، كما أنّ تسخير الكون جميعه للإنسان وجعله يسير بناءً على قوانين وأنظمة ثابتة وواضحة يعتبر من التربية الإسلامية والدليل على ذلك قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [آل عمران: 190-191].

– النفس الإنسانية: حيث إنّ التربية في الإسلام تَعتبر الإنسان آيةً من آيات الله عزّ وجل، وتهتمّ بالخصائص الإنسانية ومنها: أن الإنسان مفطور على الخير وخليفة الله في الكون، وأنّ الكون مسخر للإنسان، بالإضافة إلى أن الإنسان مميّز عن باقي المخلوقات بعقل مُفكر.

Scroll to Top