عقوق فتاة.

عقوق فتاة:
د. وفاء محمد البرعي.

السؤال رق 15375:
فتاة تبلغ من العمر 22 عام مطلقة مدللة جدًا من قبل الوالدين، لا تحترم والديها، والدها مدمن خمر عاطل، ووالدتها موظفة متعلمة، لها من الأخوات 3 بنات هي الكبرى، المشكلة:
1/ الغيرة الزائدة جدًا من أخواتها.
2/ الألفاظ البذيئة للوالدين.
3/ التسلط ورفع الصوت.
4/ عدم مراعاة الوالدة.
5/ عدم المبالاة وتحمل الخطأ.
ماذا يمكن أن أساعد أهلها؟ “السائل خالها”.
الجواب:
الأخ الفاضل “الخال والد كما يقول المصريون”، أتمنى أن أقدم لك النصيحة المناسبة لهذه الفتاة التي وصفتها بالمدللة جدًا.
أولاً- هل تلقت هذه الفتاة قدر من التعليم يسمح لها بالتعرف على عيوبها ومميزاتها والاعتراف بأن لديها مشكلة في علاقاتها بالآخرين؛ فإذا كانت الإجابة نعم، فالمطلوب مناقشتها بجدية في المستوى المتدني الذي تعامل به والديها والوصول معها إلى نقطة نظام في التعامل معهم بأسلوب يليق بكونهم والديها، وإلا يتم تجاهلها تمامًا على مستوى الأسرة؛ فالتجاهل خير وسيلة للمُدللين مع عدم تلبية أي رغبة لها خاصة الرغبات والطلبات المُلحة والضرورية لها.
ثانيًا- هل أخواتها أفضل منها في التعليم أو الجمال أو الثقافة أو الحالة الاجتماعية، إذا كانت الإجابة نعم؛ فعليكم بالتوقف عن مقارنتها بهن، وتذكيرها بظروفها القاسية التي مرت عليها -خاصة- الزواج والطلاق في هذه السن المبكرة.
ثالثًا- هل تعمل هذه الفتاة؛ فإذا كانت لا تعمل، فعليكم بإيجاد أي فرصة عمل مناسبة لها حتى تعرف قيمة الحياة العملية.
رابعًا- عدم الرد عليها بالمرة أثناء تفوهها بهذه الألفاظ البذيئة، وتعمد عدم الوجود معها على مائدة واحدة لتناول الطعام أو عدم مصاحبتها في الزيارات المحببة لها أو النزهات المتميزة حتى تتوقف عن ما تفعل.
خامسًا- تحميلها قدر من المسؤوليات ومطالبتها بإنجاز بعض المهام التي تعيد لها ثقتها في نفسها؛ لأن المرأة قد تشعر بالنقص والضعف والشعور بالإحباط والخوف من كل من حولها؛ فتعوض هذه الأحاسيس بالألفاظ والسخط والضجر والهجومية لتُشعر مَن حولها أنها ليست بحاجة لهم، ولا تريد الكشف عن ضعفها الخفي، وكثير من هذه الحالات أثناء تعاملي معها -في الحياة العملية- تبكي أثناء الجلسة العلاجية وترفض أن يرى المقربون لها دموعها حتى لا تشعر بضعفها، ولا تحصل على مشاعر شفقة أو تعاطف منهم.
سادسًا- الأهل هم في الحقيقة المسؤولون عن هذا كله -للأسف الأب غائب بالإدمان والقدرة على الحكم ورعاية الأسرة، ومن هنا تشعر هذه الفتاة بغياب السلطة الشرعية، وبالتالي تُقدم على تصرفات تُشعرها بالقوة الزائفة كبديل عن إحساسها بالخوف واليأس؛
1- لذا على الجميع بالتعاون معك أن تضعوا خطة التواصل معها وتعويضها بمشاعر الحب والانتماء وتحفيزها للخروج من أزمة اللاأخلاقيات التي تعاني منها.
2- التأكيد على قدرتها الشخصية وإرادتها للخروج من هذه الأزمة بالتشجيع والتحفيز المعنوي أكثر من المادي.
3- التدرج معها من الإحساس بالسخرية والغضب من جانبكم تجاهها إلى مشاعر التعاطف الإيجابي الذي يحفزها على التغيير.
4- البحث عن صديقة وفية لها تعاونها على الخروج من هذه الأزمة.
5- البحث عن هوايات وأعمال نافعة مثل: الحياكة، تنسيق الزهور، أو المشاركة في خدمة الأيتام أو العجزة؛ لأن هذه النوعية لا بد من استخدام طاقاتها بدلاً من الهجوم عليها لأننا كلما زاد هجومنا عليها والسخرية منها زاد معه التفاقم والحدة في رد الفعل من ناحيتها.
6- حاول أن تُشرك أخواتها في مناقشتها بصورة إنسانية إيجابية، وجمعهن على عمل خير واحد أو رحلة طويلة إلى مكان مُفضل لها أو مهام ضرورية للأسرة؛ لتُظهر الجوانب الإيجابية في شخصيتها ولا تستسلم أبدًا فما تفعله خيرًا بإذن الله تعالى.
7- البحث عن نقاط التقاء بينها وبين الأم، وتذكيرها بأقوال الرسول عن الأم وتوصيته صلى الله عليه وسلم بأهمية مرعاة الأم؛ ضمانًا لدخول الجنة لأنها تشعر بأن أمها سر وجودها في الحياة، وهي تعيسة فتشعر الغضب منها وتُظهره في صورة رفض كامل لها وتحاول جاهدة أن توهم نفسها بعدم الحاجة لها.
8- حاول أن تتغيب الأم عن البيت لعدة أيام متتالية وبصورة فجائية ليولد ذلك شعور بفقدان الأم ومن ثم تعرف قيمتها لهن جميعًا.
9- ابحث عن طبيبة نفسية متميزة لتجلس معها عدة جلسات لتفريغ الشحنات الانفعالية “غضب، حقد، سخط، كراهية ” ومن هنا تبدأ في التغير بإذن الله تعالى.
والله ولي التوفيق، والقادر عليه.

المصدر: موقع المربي.

Scroll to Top