سبعة أسباب تجعل ابنك المراهق لا يصارحك.

سبعة أسباب تجعل ابنك المراهق لا يصارحك:
د. جاسم المطوع.

قالت عمري 14 سنة وعندي مشكلة وأخاف أن أكلم والدي، وأريد أن أتحدث معك، وقال شاب آخر عمري 15 سنة أرجوك أن تسمعني وتساعدني في حل مشكلتي، وقالت فتاة: أنا أكتب لك وبقربي أختي تبكي وعمرها 13 سنة ولديها مشكلة تريد أن تستشيرك فيها، ولا تريد أن تتكلم مع والدها أو والدتها، ورسائل كثيرة تصلني بمثل هذه الصيغة من شباب وبنات في سن البلوغ، ولا يرغبون بمصارحة الأم أو الأب، وقد جمعت سبعة أسباب تجعل الشاب أو الفتاة إذا كان لديهم هم أو مشكلة لا يتحدثون مع والديهم، وهذه الأسباب هي:
السبب الأول- أنهم يلاحظون أن والدَيهم لديهم مسؤوليات كثيرة، مشغولون بها بشكل مستمر؛ فلا يرغبون أن يزيدوهم همًا على همهم، فيفضلون الحديث مع أشخاص آخرين ليساعدوهم.
السبب الثاني- أن الأب أو الأم غير متفهمين، ولا يقدرون، أو يحترمون أبناءهم عندما يتحدثون معهم، وبدل من أن يستمعوا لمشكلاتهم، ينقلب الحوار ضدهم؛ فيحاسبونهم على أخطائهم.
السبب الثالث- أن بعض الشباب والبنات قالوا: إن أمنا أو أبانا مهما كلمناهم بمشاكلنا؛ فإنهم لا يصدقوننا، ويظنون أننا نكذب عليهم، أو أن لدينا نوايا أخرى.
السبب الرابع- عدم رغبة الأبناء والبنات بأن يصاب والديهم بخيبة أمل نتيجة أخطائهم، أو مشاكلهم أيًا كانت هذه المشكلة التي ارتكبوها.
السبب الخامس- أن بعض الأبناء والبنات يعتقدون بأن الوالدَين سيزيدون المشكلة تعقيدًا، ولا يحسنون التعامل مع مشاكلهم بحكمة.
السبب السادس- أن بعض الأولاد والبنات يعتقدون بأن والدَيهم جزء من المشكلة فكيف يصارحونهم بما في أنفسهم.
السبب السابع- بعضهم قال: إنهم يخجلون من الحديث، ولم يتعلموا الحديث مع والدَيهم ومصارحتهم.
فهذه سبعة أسباب تجعل أبناءنا في مرحلة سن البلوغ يتجنبون الحديث مع والدَيهم، ولهذا لا بد أن يكون الوالدان على وعي بكيفية التعامل مع أبنائهما بهذه المرحلة العمرية، ويستبقان الأحداث حتى لا يقع أبناؤهما بمشاكل قد تكبر مع الوقت بسبب الفجوة الوالدية.
وأردتُ بهذا المقال أن أقدم وصفة تربوية تساعد الوالدَين على تقوية علاقتهما الحوارية مع أبنائهما، من خلال عدة أفكار ذكية في التواصل معهم، مثل أن يكون المربي قريبًا منهم جسديًا وخاصةً في حياتهم اليومية، كأن تجلس بقربهم في المنزل حتى ولو كنت ساكتًا؛ فإنهم سيتحدثون معك عندما يجدونك تشاركهم الجلوس في نفس المكان، ولا مانع في بعض الأحيان أن تفتح معهم مواضيع فكاهية أو اجتماعية أو رياضية لتكسر هيبة الحديث من طرفهم؛ فيتعودوا على الحديث معك، وإذا أردت أن تفتح موضوعًا ليشاركوا في الحديث معك تحدث في مواضيع من اهتمامهم مثل الحديث عن العلاقات والصداقات أو في التكنولوجيا أو في الألعاب الإلكترونية أو في الرياضة والأزياء أو أنواع الطعام، ولا مانع أن تدخل أثناء حديثك بعض القيم والمعلومات الهادفة ولكن من غير أن تحسسهم بأنك تنصحهم أو توجههم، واحرص أن تستغل فرصة الاجتماع على الطعام وقت الغداء أو العشاء فتتحدث معهم وتطرح مواضيع ليشاركوا رأيهم، وخصِّص لكل ابن وقتًا خاصًا تكون وحدك معه لعله يفتح معك موضوعات خاصة به أو يطرح عليك مشكلة يعاني منها، فإذا وصلت لهذا المستوى من العلاقة فلا تغضب أو تصرخ عليه عندما يصارحك بمشاكله بل استوعبه ووجِّهه، وكن معينًا له حتى يتغلب على مشكلته، وإذا أخطأت بحقه فلا مانع من الاعتذار، وطلب المسامحة؛ حتى تحافظ على العلاقة بينكما، وتجنب إلقاء المحاضرات واللوم والتهديد؛ فهي من منفرات قوة العلاقة في سن البلوغ، ولو وجدت ابنك وحده بغرفته فادخل الغرفة واجلس معه وتكلم معه حتى لا تعوِّده على العزلة، واحرص في هذه المرحلة أن تتعرف على حساباته بالشبكات الاجتماعية، وماذا يشاهد، ويتابع فهي تعبِّر عن اهتماماته وشخصيته.
وإذا عملت بهذه الوصفة التربوية أضمن لك مصارحة أبنائك لك بمشاكلهم الخاصة، ولا يبحثون عن شخص غريب ليتحدثوا معه.

Scroll to Top