العين

( العين )

د. قذله القحطاني .

يقال عان الرجل بعينه عينًا فهو عائن ، وحقيقة العين : ” نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر”، وقيل : (انفعال نفسي وعقلي يتمنى خلاله الحاسد أن تزول نعمة أو حالة معينة موجودة لدى المحسود، وقد تزول هذه الحالة أو النعمة وينادي المحسود بمجرد انفعال نفسي الحاسد”.
والعين حق وهي ثابتة بالكتاب والسنة، وهذا ما عليه مذهب علماء الأمة؛ فهي تُدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر بمشيئة الله! كما في الحديث عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العين لتدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر).
وأدلة ثبوتها في القرآن : الآية التي أمر بها يعقوب عليه السلام أبناءه أن يدخلوا من أبواب متفرقة، قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: “يقول تعالى إخبارًا عن يعقوب -عليه السلام- أنه أمر بنيه لما جهزهم مع أخيهم بنيامين إلى مصر أن لا يدخلوا كلهم من باب واحد، وليدخلوا من أبواب متفرقة، فإنه كما قال ابن عباس ومحمد بن كعب ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغير واحد أنه: خشي عليهم العين، وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة، ومنظر وبهاء، فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم”.
ومن الأدلة أيضًا الآية التي  قال ابن كثير -رحمه الله-: “وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة”، وقال ابن القيم -رحمه الله- أيضًا: “دل القرآن والسنة على أن نفس حسد الحاسد يؤذي المحسود؛ فنفس حسده شر متصل بالمحسود منه نفسه وعينه وإن لم يؤذه بيده ولا لسان”.
وأما الأدلة من السنة فكثيرة منها: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استُغسِلتم فاغسلوا)، وعن أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- قالت: يا رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين أفأَسترقي لهم؟ قال: (نعم فلو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين)، وعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جلّ من يموت من أمتي بعد قضاء الله وبالأنفس)، وهذه الأدلة تدل على ثبوت العين وأنها حق.
وفرّق ابن القيم -رحمه الله- بين العائن والحاسد، بأن العائن: تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته، والحاسد: يحصل له ذلك عند غيبة المحسود وحضوره أيضًا، والعائن قد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان، وربما أصابت عينه نفسه، أما الحاسد فحاسد لصاحب النعمة يتمنى زوالها عنه، وربما يصاحب ذلك عداوة شديدة.
وقد أنكر العين بعض الطوائف نظرًا لجهلهم وعدم إحاطتهم بكيفية حدوث العين، وقالوا: “إنما ذلك أوهام لا حقيقة لها، وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل، ومن أغلظهم حجابًا، وأكثفهم طباعًا، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين، ولا تنكره”.
والرد عليهم أولاً بثبوت الأدلة الصحيحة فيه سواء من الكتاب أو السنة، ثم يقال لهؤلاء المنكرين أن للأرواح قوى وطبائع مختلفة، وتأثير العين أمر محسوس مشاهد لا ينكره إلا مكابر، وها هي الثعابين منها ما يؤثر بالنظر فيسقط الجنين، ويطمس البصر، كما في الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقتلوا ذا الطُّفْيَتَين، فإنه يطمس البصر ويصيب الحبل)، ومنها ما يؤثر بالسم الكامن فيه.
والإصابة بالعين لا يلزم منها الرؤية البصرية، بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتتكيف نفسه بكيفية خبيثة يلزم منها الإصابة بالعين، بل لو نظر إلى الشيء نظر ساهٍ غافل لم يؤثر، فالعين لا تؤثر بمجردها ولكن بتكيف النفس الخبيثة، والمقصود هنا بيان صلة الشيطان بإيقاع العين على المحسود، والواقع أن الشيطان يعين الحاسد، قال ابن القيم -رحمه الله-: “والشيطان يقارن الساحر والحاسد، ويحدثهما ويصاحبهم”، وهذا يبينه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- : (العين حق ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم)، ومعنى حضور الشيطان أنه يوسوس للعائن بالإعجاب بالمعيون وحسده على هذه النعمة فينسيه ذكر الله والدعاء بالبركة فتقع العين بإذن الله وتقديره.
والعين نوعان: عين إنسية أي من الإنس، ونوع جنية أي من الجن، وقد صح عن أم سلمة -رضي الله عنه- أن النبي رأى في بيتها جارية في وجهها سعفة فقال: (استرقوا لها فإن بها النظرة)، قوله: (سعفة): أي نظرة، يعني: من الجن، وقيل: علامة ، وأراد (بالنظرة): العين، يقول: بها عين أصابتها من نظر الجن، وقيل: عيون الجن أنفذ من أسنة الرماح ، وقال ابن القيم -رحمه الله-: “هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعيون تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفًا لا وقاية عليه أثرت فيه، ولا بد وإن صادفته حذرًا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه…”.
وقد يرد تساؤلان :

الأول: هل يمكن أن يعين الرجل بغير إرادته؟!

قال ابن القيم -رحمه الله-: “وقد يعين الرجل نفسه وقد يعين بغير إرادته وهذا أردأ ما يكون من النوع الإنساني”، وقال ابن عبد البر: “إن من الطبع البشري الإعجاب بالشيء الحسن والحسد عليه وهذا لا يملكه المرء من نفسه، فلذا لم يعاتب عامر عليه بل على ترك التبريك الذي في وسعه”.
الثاني: هل يلزم من وقوع العين أن يرى الشخص العائن الشيء؟!

قال ابن حجر -رحمه الله-: “وقد أشكل ذلك على بعض الناس فقال: كيف تعمل العين من بعد حتى يحصل الضرر للمعيون؟

والجواب: إن طبائع الناس تختلف فقد يكون ذلك من سم يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون، وقد نقل عن بعض من كان معيانًا، أنه قال: إذا رأيت شيئًا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني…، فالذي يخرج من عين العائن سهم معنوي إن صادف البدن لا وقاية له أثر فيه، وإلا لم ينفذ السهم بل ردَّ على صاحبه كالسهم الحسي سواء”.
 وللوقاية من العين على العبد:
– التحصن بالأذكار وقراءة المعوذتين مع سورة الإخلاص، والأدعية الواردة -كما سيأتي إن شاء الله- ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة).
– وستر المحاسن كما في عثمان -رضي الله عنه- أنه رأى صبيًا مليحًا فقال: (دسموا نونته لئلا تصيبه العين).
– وعلى الإنسان إذا رأى ما يسره ويعجبه أن يبرك كما في حديث عامر بن ربيعة وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (علام يقتل أحدكم أخاه، ألا بركت ! اغتسل له).
ومن طرق علاج العين:

الاستغسال ، كما في حديث عامر ثم يغتسل به المعيون، وصفة الوضوء كما قال الزهري: “يؤتى الرجل العائن بقدح، فيدخل كفه فيه فيمضمض، ثم يمجه في القدح، ثم يغسل وجهه في القدح، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى في القدح، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على يده اليسرى، ثم يدخل يده اليسرى، فيصب على مرفقه الأيمن، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأيسر، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى، ثم يدخل يده فيصب على قدمه اليسرى، ثم يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى، ثم يغسل داخلة إزاره، ولا يوضع القدح في الأرض، ثم يصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبة واحدة”.
واختلفوا في غسل داخلة الإزار ما المقصود بها؟ على عدة أقوال منها: قيل فرجه، وقيل الأفخاذ والورك، وقيل: إزاره الذي يلي جسمه، وقيل الطرف المتدلي الذي يلي حقوه الأيمن .

والحكمة -والله أعلم- من غسل داخلة الإزار، كما قال ابن القيم -رحمه الله- “هذه الكيفية الخبيثة تظهر في المواضع الرقيقة من الجسد؛ لأنها تطلب النفوذ فلا تجد أرقَّ من المغابن، وداخلة الإزار، ولا سيما إن كان من كناية عن الفرج، فإذا غسلت بالماء، بطل تأثيرها وعملها، وأيضًا فهذه المواضع للأرواح الشيطانية بها اختصاص”، قال ابن القيم معلقًا على اغتسال العائن ورادًا على من ينكره: “وهذا مما لا يناله علاج الأطباء، ولا ينتفع به من أنكره، أو سخر منه، أو شك فيه، أو فعله مجرِّبًا لا يعتقد أن ذلك ينفعه، وإذا كان في الطبيعة خواص لا تعرف الأطباء عللها البتة، بل هي عندهم خارجة عن قياس الطبيعة تفعل بالخاصِّية، فما الذي ينكره زنادقتهم وجهلتهم من الخواص الشرعية، هذا مع أن في المعالجة بهذا الاستغسال ما تشهد له العقول الصحيحة، وتقر لمناسبته”، وروي عن عائشة -رضي الله عنها- ( أنها كانت لا ترى بأسًا أن يعوذ في الماء، ثم يعالج به المريض) ، كما أجاز جماعة من السلف كتابة القرآن وإذابته في ماء ويشربه المريض، قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: “وهناك طريقة أخرى… وهي أن يؤخذ شيء من شعاره أي ما يلي جسمه من الثياب كالثوب، والطاقية والسروال وغيرها، أو التراب إذا مشي عليه وهو رطب، ويصب على ذلك ماء يرش به المصاب، أو يشربه”.

()   لسان العرب، لابن منظور، (17/301).
()   فتح الباري، لابن حجر، (10/210).
()   السحر والسحرة من منظار القرآن والسنة، د. إبراهيم كمال أدهم، ط. الأولى 14118/1991م، دار الندوة الإسلامية، بيروت، لبنان.
()   انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، (9/226).
()   رواه الشهاب في مسنده رقم: 1057 (2/140)، قال ابن كثير في تفسيره: «هذا إسناد رجاله كلهم ثقات ولم يخرجوه» ا.ه (4/412).
()   سورة يوسف، الآية: 67.
()   تفسير القرآن لابن كثير، (4/38).
()   سورة القلم، الآية: 51.
()   تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، (7/93).
()   سورة الفلق، الآية: 5.
()   تفسير المعوذتين، لابن القيم، ص 65-66.
()   رواه مسلم في كتاب السلام، رقم 2188، (4/1719)، ورواه البخاري عن أبي هريرة بلفظ «العين حق»، رقم 5418، (5/2167).
()   رواه مسلم في كتاب السلام، رقم 2188، (4/1719)، ورواه البخاري عن أبي هريرة بلفظ «العين حق»، رقم 5418، (5/2167).
()   رواه الإمام أحمد، (6/438)، والترمذي في كتاب الطب، باب (ما جاء  في الرقية من العين)، ورواه ابن ماجه في كتاب الطب، باب (من استرقى من العين)، رقم: 3510 (2/1160). «وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح» أ. ه.
()   رواه الطيالسي في مسنده، (1/242)، ط. دار المعرفة، بيروت.
وذكره السيوطي في الدرر المنثور ونسبه للبزار، (8/262)، وابن كثير في تفسيره (4/414)، والبخاري في التاريخ الكبير، (4/360)، ط. دار الفكر، وحسنه ابن حجر في الفتح، (10/200).
()   تفسير المعوذتين، ص 69.
()   انظر: المرجع السابق، ص 70.
()   انظر: زاد المعاد في هدى خير العباد، لابن القيم، (4/165)، وفتح الباري، لابن حجر (10/200).
()   زاد المعاد في هدى خير العباد، (4/165).
()   انظر: المرجع السابق، (4/163-167).
()   رواه مسلم في كتاب السلام، باب (قتل الحيات وغيرها)، (4/1754).
والطفيتين تثنية طفية وهي: «خوصة المقل في الاصل، وجمعها طفى. شبه الخطين اللذين على ظهر الحية بخوصتين من خوص المقل» ، النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، (3/130)، وانظر: لسان العرب، لابن منظور، (3/226).
قال ابن عبدالبر: يقال أن ذا الطفيتين جنس من الحيات يكون على ظهره خطان أسودان، المصباح المنير، (2/375)، الفائق في غريب الحديث، (2/363).
والأثر فيه أقوال قيل: إنه مقطوع الذنب. وقيل أنها الحية القصيرة الذنب. وقيل الأفعى التي تكون قدر شبر أو أكثر قليلاً، وقيل أنه أزرق اللون لا تنظر إليه حامل إلا ألقت. انظر: فتح الباري، (6/429)، وغريب الحديث، لابن سلام، (1/55).
()   زاد المعاد، (3/117-118). وتفسير سورة الفلق، للإمام محمد بن عبدالوهاب، تحقيق: د. فهد الرومي، ص30 وفتح الباري، (10/210-211)، دار الريان.
()   قال ابن القيم رحمه الله «ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب:
أحدها: التعوذ بالله  من شره والتحصن به واللجأ إليه.
الثاني: تقوى الله، وحفظه عند أمره ونهيه. فمن اتقى الله تولَّي الله حفظه، ولم يكله إلى غيره.
الثالث: الصبر على عدوه، وأن لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلاً.
الرابع: التوكل على الله ، فمن يتوكل على الله فهو حسبه.
الخامس: فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه، وأن يقصد أن يمحوه من باله كما خطر له.
السادس: الإقبال على الله، والإخلاص له، وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه محل خواطر نفسه.
السابع: تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه.
الثامن: الصدقة والإحسان ما أمكنه.
التاسع: إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه.
العاشر: وهو الجامع لذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب وهو تجريد التوحيد باختصار وتصرف من كتاب تفسير المعوذتين، لابن القيم، ص 79-89.
()   تفسير المعوذتين، ص 74.
()   رواه الإمام أحمد في مسنده، (2/439)، والطبراني في مسند الشاميين، (1/165)، ط. الأولى، 14058/ 1984م، مؤسسة الرسالة، بيروت.
()   انظر : الفتح الرباني (17/188-189)، فيض القدير (4/397).
()   انظر: زاد المعاد، لابن القيم، (4/164)، وآكام المرجان، ص 115، وشرح السنة للبغوي، (13/163).
()   رواه البخاري في كتاب الطب، باب (رقية العين)، (10/171-172)، الفتح ، ومسلم في كتاب السلام، باب (استحباب الرقية)، رقم 2197.
()   شرح السنة، للبغوي، (12/163).
()   زاد المعاد، لابن القيم، (4/167).
()   المرجع السابق، (4/167-168).
()   بل يملكه بتوفيق الله تعالى له، فلا يمكن الحسد من نفسه بل يدافعه ويغالبه، ويستعيذ بالله تعالى من شره، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «غمه في صدرك فإنه لا يضرك ما لم تعد به يد أو لسان»أ.ه.
()   سيأتي حديث عامرإن شاء الله.
()   نقلاً من شرح الزرقاني على موطأ مالك، (4/32)، ط. عام 14098/ 1989م، دار المعرفة، بيروت.
()   فتح الباري، لابن حجر، (10/210-211).
()   يعني الواحدة من هوام الأرض، ذوات السم، وسيأتي إن شاء الله مزيد توضيح لها.
انظر: غريب الحديث لابن سلام، (3/130)، النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، (4/272).
()   العين اللامة هي العين التي تصيب الإنسان، انظر: لسان العرب، (12/552)، غريب الحديث، لابن سلام، (3/130)، غريب الحديث، للحربي، (1/319).
()   رواه البخاري في كتاب الأنبياء، باب (النَّسلان في المشي)، رقم 3191، (3/1233).
()   انظر: زاد المعاد، لابن القيم، (4/173)، وفتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين، د. عبدالله الطيار، والشيخ سامي المبارك، ص 201 وما بعدها، ط. الثانية، 14158، دار الوطن، الرياض.
()   «أي سودوها لئلا تصيبه العين… ونونته الدائرة المليحة التي في حنكه» أي ذقنه.
لسان العرب، لابن منظور، (12/200)، وانظر: غريب الحديث، للخطابي (2/139)، والفائق في غريب الحديث، (1/424)، غريب الحديث، لابن الجوزي (1/337)، النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير (5/130).
()   ذكره البغوي في شرح السنة، (12/166).
()   عامر بن ربيعة بن كعب العنزي: صحابي، من الولاة قديم الإسلام، شهد المشاهد كلها مع رسول الله واستخلفه عثمان على المدينة لما حج له 22 حديثاً ، انظر: الإصابة رقم 4374، الأعلام للزركلي، (3/251).
()   رواه ابن ماجه في كتاب الطب، باب (العين)، رقم 3509، (2/1160)، ومالك في الموطأ أول كتاب العين، (4/321)، الموطأ بشرح الزرقاني، ونصه: «عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مرَّ عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف، وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم، ولا جلد مخبأة. فما لبث أن لبط به فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم  فقيل له: أدرك سهلاً صريعاً. قال:« من تتهمون به ؟» قالوا: عامر بن ربيعة. قال: «علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدم من أخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة، ثم دعا بماء فأمر عامر أن يتوضأ فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين. وركبتيه وداخلة إزاره ، وأمر أن يصب عليه»، اللّبط من قولك «لبط به، إذا خبل به، كأنه صرع من الشيطان أو ضرب من الجنون» البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي (3/109) دار صادر، بيروت، تحقيق: وداد القاضي.
()   قال الزرقاني: «اغسل له، وجوباً لأن الأمر حقيقة الوجوب، ولا ينبغي لأحد أن يمنع أخاه ما ينفعه ولا يضره لا سيما إذا كان بسببه وهو – الجاني عليه فواجب على العائن الغسل عنه، قاله ابن عبد البر» شرح الموطأ، (4/321).
()   ذكره البغوي في شرح السنة، (12/165-166)، والزرقاني في شرح الموطأ، (4/322)، وقال: «هو أحسن ما فسر به لأن الزهري راوي الحديث» أ. ه.
()   انظر: شرح السنة، للبغوي، 12/166، زاد المعاد، لابن القيم، 4/171، شرح الزرقاني على الموطأ، 4/322.
()   زاد المعاد، لابن القيم، (4/171).
()   رواه ابن أبي شيبة في مصنفه رقم: 235029 (5/40)، ط. الأولى عام 14098، نشر: مكتبة الرشد، تحقيق: كمال الحوت، وذكره البغوي في شرح السنة(12/166).
()   انظر: شرح السنة النبوية (12/166)، وزاد المعاد، لابن القيم (4/170).
* هناك طرق بدعية يظن بعض الناس أنها تمنع من وقوع العين وهو خطأ ومنها:
تعليق التمائم وهو من الشرك الأصغر، ففي الحديث عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «من علق تميمة فقد أشرك» رواه الإمام أحمد، رقم 1678.
اتخاذ حجر يكتب بداخلها كلام وألفاظ شركية ليست من كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم  وتعلق على الرقبة أو في اليد.
تعليق الودع، ومن ذلك تعليق الخرز الأزرق على الصبيان والعظام والحذوة والسنابل على أبواب البيوت وفي رقاب الدواب.
ذَرْ الملح في مناسبات الأفراح على الحضور.
استعمال الألفاظ الغريبة كقولهم «خمسة وخميسة» «وأمسكوا الخشب» وغير ذلك من البدع.
انظر: الطرق الحسان في علاج أمراض الجان، إعداد أبي المنذر خليل بن إبراهيم أمين، 169-170، ط. الأولى، 14218/ 2000م، دار ابن الأثير، الرياض.
()   القول المفيد على كتاب التوحيد، شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، (1/93-94).
* ومما يجدر التنبيه عليه ما أورده صاحب كتاب «إصابة العين» حقيقتها الوقاية منها علاجها ، إعداد: راجي الأسمر حروس برس، طرابلس، لبنان.
حيث أورد أنواعاً كثيرة من الرقى التي لا أصل لها ومنها قوله : « نأخذ بيضة دجاج ، ونكتب عليها سبع مرات (بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)، ثم نضع البيضة في يدنا ونبخر تحتها بكزبرة ناشفة ونحن نقرأ سورة الإخلاص… حتى تقف البيضة في يدنا وعند ذلك نكسرها فإذا وجدنا فيها نقطة دم حمراء، فهذا يعني أن الشفاء من العين قد تم وعند ذلك ندهن جبهة المصاب بقليل منها »!
وقد ذكر أنواعاً من البدع والشعوذة ولبس الحق بالباطل وفي ختام كتابه أورد ملاحق من كتاب الطب النبوي، لابن القيم، وكتاب التعاويذ من الآيات القرآنية، لابن باز رحمه الله ورأيه في حكم تعليق التعاويذ والآيات القرآنية في الرقبة ! فليتنبه لذلك.

 

 

Scroll to Top