إحدى عشرة وقفة مهمة حتى تكون برامج التواصل حجة لنا يوم لقاء الله:نايف اليحيى.1- في مقدمة صحيح مسلم: (مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ)؛ فلا تنشر إلا ما تثق بصحته؛ لئلا تدخل في هذا الوعيد.
وإمكانك التأكد من صحة حديث بسؤال أهل الاختصاص، أو عن طريق موقع الدرر السنية
http://www.dorar.net/hadith
2- في صحيح مسلم: (بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ)؛ فاحترِز من نشر أي رسالة فيها انتقاص وسخرية بشخص مسلم، ولو كان ذلك عن طريق الضحك والنكتة.
3- في الصحيحين أن أم جريج دعت على ابنها حين تأخّر في إجابتها فأجيب دعاؤها عليه مع أنه كان (منشغلاً عنها في صلاة)، وقد بوّب النووي على الحديث: “بَابُ تَقْدِيمِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ عَلَى التَّطَوُّعِ بِالصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا”؛ فلا تجعل هذه البرامج عائقًا لك عن سرعة الاستجابة لنداء الوالدَين مهما كان قدر ما أنت منشغلًا به فيها.
4- في صحيح مسلم: (وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)؛ فإذا وصلتك فضيحة لأحد فاحذفها ولا تنشرها؛ لتحظى بستر الله عليك في الدنيا والآخرة، ما لم يكن هذا الشخص شره وفساده ظاهر وكان في ذلك مصلحة.
5- في صحيح البخاري: رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- رجلاً يعذب (بحدِيدة يُشَرْشرُ بها شِدْقه إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنهُ إِلَى قَفَاهُ) فسأل عن سبب عذابه فقيل: (هو الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الكذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ)، وما أكثر ما تروج من الشائعات خصوصًا مع قلة التثبُّت، وكثرة المعرِّفات المجهولة، فعليك بمنهج القرآن: (فتبينوا) (فتثبتوا).
6- كم من منكر أزيل، ومظلوم نُصر، ومكروب فرج كربه، وفساد قُضي عليه، بسبب تظافر الجهود في الكتابة عنه، وكل ما سبق من أبواب الإحسان، والله يحب المحسنين، فكن إيجابيًا، وساهم في الكتابة والنشر.
7- قال الغزالي رحمه الله: “الويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة ومائتي سنة أو أكثر يعذب بها في قبره ويسأل عنها إلى آخر انقراضها، (وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ،)، فإذا بُليت بمعصية فاجعلها بينك وبين ربك، وتوقّ أمرًا تنشره يبقى عليك إثمه ووزره، ولا تَعِن الخلق على معصية الخالق.
8- هذه الأجهزة وسيلة لاختبار صدق مراقبتك لله، فما أعظم أن تتخطى المنكر فيها خشيةً وإجلالاً لله مع قدرتك على مشاهدته، وخلوتك بجهازك، وبعدك عن الرقيب؛ لتحظى بشرف هذا الوصف العظيم: (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ،).
9- فتح عليك باب عظيم في نشر الخير فبإمكانك أن تكون ناشرًا للخير وأنت في مكانك بضغطة زر في جهازك؛ فانتقِ الفوائد والأحاديث الصحيحة، والمقاطع النافعة وأرسلها، فمن دلّ على خير كان له مثل أجر فاعله.
10- قال سليمان بن داود الهاشمي: “ربما أحدث بحديث ولي فيه نية فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي فإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات”، فالنية شرود فتعاهدها خصوصًا في مثل هذه البرامج التي يكثر فيها التزين والتكثُّر.
11- أختِم بوصية من ابن حجر -رحمه الله- حيث قال في فتح الباري: (11/ 321) “يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَلَا يَزْهَدَ فِي قَلِيلٍ مِنَ الْخَيْرِ أَنْ يَأْتِيَهُ وَلَا فِي قَلِيلٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَجْتَنِبَهُ فَإِنه لَا يَعْلَمُ الْحَسَنَةَ الَّتِي يَرْحَمُهُ اللَّهُ بِهَا، وَلَا السَّيِّئَةَ الَّتِي يَسْخَطُ عَلَيْهِ بِهَا”.